منذ يومين، اعترفت مجلة ناشونال جيوغرافيك الأمريكية بأنها قدمت تقارير وصفتها بـ"العنصرية"، فيما يتعلق بالأمريكيين غير البيض "السود"، وأن هذه التقارير أو التغطيات أظهرت هذه الجماعات على أنها بربرية أو غريبة.
لم تتوقف مجلة ناشونال جيوغرافيك الأمريكية عند الاعتراف بهذا الخطأ الفادح، ففى العدد الجديد من المجلة، قدمت سوزان جولدبرغ، رسالة قاتمة بعنوان "لعقود، وتغطيتنا كانت عنصرية".
وتقول سوزان جولدبرغ، وهى أول امرأة وأول يهودية فى أعلى منصب منذ تأسيس المجلة فى عام 1888، بأنه "من أجل الارتقاء فوق ماضينا، يجب أن نعترف به".
وتشير سوزان غولدبرغ فى رسالتها إلى أنه "حتى عام 1970، تجاهلت ناشيونال جيوغرافيك الأشخاص ذوى الألوان الذين عاشوا فى الولايات المتحدة.. فى هذه الأثناء، صورت "السكان الأصليين" فى أماكن أخرى على أنهم حيوانات غريبة، مشهورون وعاديون فى كثير من الأحيان، صيادين سعداء، متوحشين نبلاء - كل نوع من الكليشيهات".
ولم تكتف مجلة ناشونال جيوغرافيك الأمريكية بهذا الاعتراف، الذى تزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لاغتيال الدكتور مارتن لوثر كينغ (15 يناير عام 1929، تم اغتياله فى 4 أبريل 1968)، بل قدمت غلاف عددها الجديد، وتصدره صورة أختين توأمين إحداهما سمراء والأخرى بيضاء، وقالت فى تعليق الصورة: هاتان الأختان التوأمان تجعلنا نعيد النظر فى كل ما نعتقده حول الأعراق، أثبت الحمض النووى تطابق جيناتهما".
وفى هذا الصدد خصصت المجلة عدد شهر إبريل للأعراق وطلبت من مؤرخ بحث أعدادها السابقة، كما طلبت من أحد المؤرخين القيام ببحث أعدادها السابقة.
وقال المؤرخ الذى طلب منه دراسة أعداد المجلة، وهو إدوين ماسون، الأستاذ المساعد فى جامعة فرجينيا، إن مجلة ناشونال جيوغرافيك الأمريكية لم تفعل شيئا سوى دعم الرؤية العنصرية في مجلة ذات "نفوذ واسع"، وأنه حتى السبعينيات تجاهلت المجلة الأمريكيين غير البيض، ولم تظهرهم إلا كعمال أو خدم فى المنازل.
