أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

قصة الدراسة الأمريكية التى تسببت فى اشتعال نار الربيع العبرى فى العالم العربى

الأحد، 11 مارس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، فتحت عنوان «دعـم الديمقراطية ضرورى للمصالح الأمنية»، كانت دراسة معهد السلام الأمريكى والتى خلصت إلى توصيات تؤكِّـد ضرورة استمرار الجهود الأمريكية لدعم الإصلاح السياسى والتحول الديمقراطى، خاصة فى الدول التى تعتمد الولايات المتحدة عليها فى تيسير المصالح الأمنية والدبلوماسية والإستراتيجية، مثل مصر والسعودية والأردن.
 
أشرف على الدراسة، التى صدرت فى 2010 وكادت أن تتسبب فى أزمة وقتها بين أمريكا والدول العربية والإسلامية، ويقال إنها كانت أحد الأسباب فى الربيع العبرى الذى دمر العالم العربى كله منذ عام 2011 وأصدر التقرير عنها دانيال برومبيرج، مدير مبادرة العالم الإسلامى بمعهد السلام، والرئيسان الشرفيان للدراسة البروفيسور لارى دايموند، مدير مركز التنمية والديمقراطية وحُـكم القانون بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا، والبروفيسور فرانسيس فوكوياما، أستاذ الاقتصاد السياسى الدولى بجامعة جونز هوبكنز ومؤلف كتاب نهاية التاريخ، وشارك فيها أكثر من ثلاثين باحثا عربيا وأمريكيا.
 
وتوصى الدراسة بأن التصدّى للتّـهديدات الأمنية، سواء التى يشكِّـلها إرهابيون ينتمون إلى تنظيم القاعدة أو داعش أو الناشئة عن التوتّـرات بسبب صراعات إقليمية، كالصراع العربى الإسرائيلى، لابد أن يتصدّر أولويات الإدارة الأمريكية بشكل عام سواء أكانت جمهورية أو ديمقراطية خاصة فى عهد ترامب وأنه لتحقيق المصالح الأمنية والإستراتيجية وصُـنع السلام، يتعيّـن تعزيز الالتزام الأمريكى بدعم عملية التحوّل الديمقراطى التّـدريجى والحُـكم الرشيد.
 
 ويقول الدكتور دانيال برومبيرج، المُـشرف على الدراسة: «المشكلة فى الشرق الأوسط وفى العالم العربى بشكل خاص، هى أن الأنظمة العربية التى تتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، هى أنظمة تنظر إليها شعوبها بشكل مُـتزايد على أنها إما أنظمة غير شرعية أو أنظمة قمعية مُـنفصلة عن الشعوب، التى تدّعى تلك الأنظمة أنها تُـمثلها. فإذا أرادت الولايات المتحدة صِـيانة مصالِـحها الأمنية والإستراتيجية فى المنطقة، فيتعين عليها المساعدة فى التحوّل التّـدريجى، لكى تُـصبح الأنظمة الحليفة لها فى العالم العربى أكثر تمثِـيلا وشرعية وكفاءة فى الحُـكم الرشيد فى إطار ديمقراطى، ليُمكنها مواصلة علاقاتها الإستراتيجية بالولايات المتحدة بشكل يحظى بالتأييد الشعبى».
 
ودعت دراسة معهد السلام الأمريكى إلى تلافى السماح للأنظمة العربية بما أسمته «الإصلاحات الليبرالية التكتيكية»، التى تُـديرها بنفسها للظهور بمظهر مَـن يقوم فِـعلا بالإصلاح، بينما هى تستخدِمها لتجنّـب الانخِـراط فى إصلاحات سياسية فِـعلية ولتجنُّـب الضغط الخارجى، وأوصت الدِّراسة إدارة الرئيس أوباما بالدّخول فى حِـوار جادٍّ وصريحٍ مع أنظِـمة الحُـكم الأوتوقراطية فى العالم العربى، من أجل بدء «عملية تحَـوُّل إستراتيجى نحو الليبرالية السياسية» ووقف العمل بكل القوانين الاستثنائية وقوانين الطوارئ والشروط المُـقيدة لنشاط وتكوين الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدن»، وكل ما يعوق حرية التعبير والتجمّـع، كذلك أوصت دراسة معهد السلام الأمريكى بأن يسير العمل من أجل دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان يدا بِـيَـد مع جهود أمريكية نشِـطة لتسوية الصِّـراع العربى الإسرائيلى، الذى طالما استغلّـته أنظمة الحُـكم العربية لتسويف الإصلاح السياسى والتحوّل نحو الديمقراطية.
 
إن التحول فى التوجه الأمريكى جاء عقب الصدمة العراقية أو المأزق العراقى، حيث كان شعار الحرب ضد العراق هو أسلحة الدمار الشامل والإرهاب، وعندما لم يكن هناك دمار شامل، ولم يكن هناك علاقة بين العراق والإرهاب ذهبت أمريكا إلى إيجاد مبرر سياسى لتستطيع تغطية شرعية الحرب وإرهاب دول الجوار العراقى من التدخل بالشأن العراقى، ولذلك قامت أولا بابتزاز دول الجوار العراقى تحت مظلة التغيير السياسى لهذه الدول تحت مطرقة الديمقراطية، ثانيا تهديد وتحييد دول الجوار العراقى والدول العربية تحت مطرقة الديمقراطية والتغيير الاجتماعى، من أجل دفعها للعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة القوى السياسية التى تشن هجمات على الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وهناك ثلاث قوى تقود الولايات المتحدة الأمريكية هى القوى اليمينية المحافظة أو المحافظون الجدد وهؤلاء ليس فقط لا يؤمنون بالديمقراطية بل هم أكثر القوى السياسية عداءً للديمقراطية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن خارج الولايات المتحدة الأمريكية ولذلك فإن هذا الفريق يؤمن بتحقيق الأهداف والواقعية السياسية عبر المغامرات السياسية والخطط الطموحة غير الواقعية فى العديد من الحالات. والفريق الثانى هم الواقعيون البراجماتيون وهم مجموعة وزير الخارجية، وهؤلاء كذلك لا يؤمنون بأن الديمقراطية وسيلة لتحقيق الهدف بل إن استخدامها لتحقيق الهدف هو الهدف بذاته، والفريق الثالث هو الفريق البيروقراطى وهو فريق لديه القوة البيروقراطية ولكن لديه من ضعف الإرادة.
 
وهذه القوى تتفق على أن أهداف الولايات المتحدة الأمريكية تتركز فى الآتى:
- تحقيق المصالح الاستراتيجية الأمريكية البعيدة المدى فى آسيا وأوروبا عبر التحكم المباشر بالنفط العربى والعراقى على وجه الخصوص، ويكون ذلك عبر التواجد المباشر فى الدول العربية وعبر تواجد قواعد أمريكية مهمة من أجل التمركز على مناطق العالم المهمة سواء فى شرق آسيا أو آسيا الوسطى أو أوروبا ومن ثم تتواجد بقوة داخل العالم العربى وبقوة تتحكم بالعالم كما ذكر السيد برجنسكى بكتابه الذائع الصيت «لعبة الشطرنج الكبرى» «يتبع».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة