أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

«داعش» وعودة العلاقات الطبيعية بين أمريكا وإسرائيل

الإثنين، 05 فبراير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى فتره الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016» الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، المركز الديمقراطى العربى، وأشرفت عليه الدكتورة نورهان الشيخ، ونشره المركز الديمقراطى العربى فى قسم الدراسات العبرية والإسرائيلية، حيث تقول الباحثة: لم يكن أمر الإطاحة بحكم عائلة الأسد واردا أبدا فى سياسة وعقلية التعاطى الإسرائيلى مع قضية الصراع والحرب فى سوريا لسببين، الأول موضوعى ومنطقى من وجهة نظر إسرائيلية، ويتلخص فى أن النظام الطائفى العلوى القائم فى سوريا منذ أواسط ستينيات القرن الميلادى الماضى الذى دفعت إسرائيل نفسها لإقامته ورعت وجوده ودعمته على مدى نصف قرن هو واحد من أهم ركائز أمنها ووجودها فى المنطقة باعتبار تحالفه وتأييده الحقيقى للدولة اليهودية وتنسيقه معها فى مواجهة العدو المشترك المتمثل بالمسلمين السنة، وهم الأغلبية فى المنطقة الخاضعة للاحتلال وللتهميش والإقصاء. باختصار لا تؤمن إسرائيل البتة باستمرار النظام العلوى الحليف فى سوريا دون بقاء عائلة الأسد على رأسه ودون ذلك لن يكون هناك سوى الصراعات والتنافسات العائلية والعشائرية العلوية على الزعامة، مما يمهد الطريق للأغلبية السنية للعودة لاستلام الحكم.
 
أما السبب الثانى فى تمسك إسرائيل ببقاء بشار الأسد وعائلته، وكما ترى الباحثة، فيعود على الأرجح لوعد قطعه الزعماء اليهود لحافظ الأسد بالحفاظ على تزعم عائلته وأبنائه من بعده لنظام الحكم العلوى فى سوريا بمقابل الولاء الكامل لإسرائيل وربط مستقبل الوجود العلوى فى سوريا بمستقبل الوجود اليهودى فى فلسطين، وتعتقد إسرائيل أن تمسكها بالوعد الذى قطعته على نفسها يعطى مثالا إيجابيا وطيبا لبقية الطوائف والأقليات فى المنطقة والمتحالفة معها بشكل غير معلن.
 
فى صيف عام 2012 شجعت إسرائيل بشار الأسد على معاقبة «الخونة» الذين كانوا ينسقون مع أمريكا للإطاحة به وعلى رأسهم صهره آصف شوكت، وكانت العقوبة هى الموت بتفجير اجتماع ما كان يعرف بخلية الأزمة التى ضمت عددا من أبرز القادة الفعليين والرمزيين العسكريين والأمنيين فى النـظام السورى، واعتبارا من ذلك الوقت فصاعدا باتت المسألة أكثر تعقيدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التى تشاطر إسرائيل الموقف فى ضرورة الحفاظ على نظام الحكم السورى الحالى وضرورة القضاء على المعارضة الإسلامية لهذا النظام، لكنها تختلف أو حتى تتصارع معها بشأن بقاء بشار الأسد على رأس النظام من عدمه.
 
وتشير الباحثة إلى أنه يتوجب عدم استبعاد كون التدخل العسكرى الروسى المباشر فى سوريا يشكل هو الآخر وجها جديدا من أوجه اختلاف وجهات النظر الإسرائيلية - الأمريكية بشأن مستقبل ودور بشار الأسد، فموسكو بتصريحاتها وتحركاتها تبدو هنا أقرب إلى إسرائيل، وكل دخولها إلى سوريا وتدخلها هو خدمة تؤديها لإسرائيل ضمن تفاهم أكبر يضم الولايات المتحدة وإن لم تكن الأخيرة تشعر بالرضا الكامل عنه كونه قد يقوى من فرص فرض الأسد على الجميع واعتباره جزءا من الحل وليس جزءا أساسيا من المشكلة ينبغى التخلص منه فى نهاية المطاف، والنتيجة هى أن هذا الخلاف بين موقفى واشنطن وإسرائيل حول مصير ودور آل الأسد تسبب بطول مدة الصراع فى سوريا وتخبط الدول الأخرى وعجزها عن اتخاذ موقف واضح وثابت من قضية الصراع فى سوريا بمجملها والثمن يدفعه الشعب السورى من دمه والمنطقة ككل من أمنها واستقرارها المهددين بحروب انتقام طائفى تتكدس فى كل يوم وتتضاعف موجباتها وأسبابها.
 
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد دعت لتشكيل تحالف دولى لمحاربة مقاتلى تنظيم «داعش» فى العراق وسورية ووضع خطة عسكرية وسياسية من شأنها أن تصبح نموذجا لمحاربة الجماعات المتشددة عبر العالم. التحالف يضم كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا وألمانيا وتركيا، بالإضافة إلى إيطاليا وبولندا والدنمارك، ودعت واشنطن إلى تأييد واسع من الحلفاء والشركاء لكنها استبعدت إلزام نفسها بإرسال قوات برية، ودعت واشنطن إلى توسيع التحالف ضد داعش ليضم أكبر عدد من الدول خاصة فى المنطقة، وأفادت الرئاسة الأمريكية أن ممثلى حكومات الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، تركيا، ألمانيا، أستراليا، بلجيكا كندا، الدنمارك، إسبانيا، إيطاليا، نيوزيلندا، هولندا، فضلاً عن السعودية، البحرين، مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، الكويت، لبنان وقطر، «سيبحثون جهود التحالف فى الحملة الجارية حاليّاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، من دون أن تحدد المواضيع التى سيتم بحثها ولا القرارات التى قد تصدر عن الاجتماع.
الاجتماع غير مسبوق منذ تشكيل التحالف الدولى ضد «داعش»، ويرأسه رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال، مارتن ديمبسى، ورئيس القيادة الأمريكية الوسطى للشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال لويد أوستن، المشاركون الـ22 «سيبحثون رؤية مشتركة وتحديات الحملة ضد «الدولة الإسلامية» ومستقبلها»، أعلن الرئيس الأمريكى خطةً لدحر «داعش»، وتضمنت هذه الخطة ضربات جوية ضد التنظيم، وذلك بالعمل والتنسيق مع الحكومة العراقية، وإرسال قوة تدريبية تتكون من 475 خبيرًا عسكريًّا إلى العراق، دون أن تكون لهؤلاء مهام قتالية، على أن ينضموا إلى حوالى 1150 جنديًّا آخرين، كما كشف عن زيادة المساعدات العسكرية المخصصة للمعارضة السورية، وعدم التردد فى التحرك ضد «داعش» فى سوريا كما فى العراق، وتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من أعمال «داعش»، «يتبع».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة