دعاية انتخابات الرئاسة عبر 62 عاما.. ناصر اعتمد على شعبيته ومقاومة الاستعمار.. والسادات أول من رفع شعار "واحد مننا".. مبارك خلع "البدلة" 2005 وأيمن نور فتح القميص.. ومرسى اختار "الأحمر الدموى" خلفية لدعايته

الأحد، 25 فبراير 2018 11:00 م
دعاية انتخابات الرئاسة عبر 62 عاما.. ناصر اعتمد على شعبيته ومقاومة الاستعمار.. والسادات أول من رفع شعار "واحد مننا".. مبارك خلع "البدلة" 2005 وأيمن نور فتح القميص.. ومرسى اختار "الأحمر الدموى" خلفية لدعايته السادات و ناصر ومبارك
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المقرر أن تنطلق الدعاية الانتخابية للرئاسة خلال الفترة القادمة فى الانتخابات الرئاسية، وشهدت مصر عبر تاريخها 12 انتخابات واستفتاءات رئاسية، كان أولها استفتاء عام 1956على الرئيس جمال عبد الناصر، أما آخرها فكانت انتخابات عام 2014 التى خاضها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مواجهة المرشح السابق حمدين صباحى.

وتميزت كل انتخابات بأسلوب دعاية خاص وبتركيز المرشحين على اتجاه معين لجذب الأصوات وفقا للطابع العام للمرحلة، فى السطور التالية نستعرض أهم ما ركز عليه المرشحون فى الانتخابات الرئاسية على مر عصورها.

 

استفتاء 1958.. ما بعد العدوان الثلاثى.. الوحدة ومواجهة الاستعمار

فى عام 1958، أجرى استفتاء على رئاسة جمال عبد الناصر للجمهورية العربية المتحدة وقيام الوحدة بين مصر وسوريا، لم يكن عبد الناصر يحتاج إلى الكثير من الدعاية الانتخابية التى تضمن له النجاح فى هذا الاستفتاء، فعقب العدوان الثلاثى فى عام 1956 وتصدى عبد الناصر للقوى الاستعمارية، أصبح نجم "ناصر" فى أعلى سماء الوطن العربى.

الاستفتاء الذى عقد فى فبراير عام 1958، كان مزدوجا من سؤالين، الأول حول قيام الجمهورية العربية المتحدة، والثانى حول ترشح جمال عبد الناصر لمنصب رئيس الجمهورية، وشارك فى الاستفتاء 6 ملايين و104 ألف و259 مواطن، وافق منهم على الاستفتاء 6 ملايين و102 ألف و128 مواطن بنسبة تقريبا 100%، فيما صوت 247 مواطن بلا، وكانت الأصوات الباطلة 1884.

وتعلقت الدعاية لعبد الناصر بزيارة لسوريا، طاف فيها مدن دير الزور وحلب وحماه ودرعا والحسكة والقامشلى واللاذقية وحمص والسويداء، وكذلك دمشق.

كانت الدعاية الانتخابية كلها قائمة على الوحدة العربية، ومواجهة الاستعمار، والمؤامرة الغربية على الاستعمار، خاصة فى ظل رفض الرئيس اللبنانى كميل المطالب القادمة من قيادات داخل بلاده بالانضمام إلى الوحدة المصرية السورية، واستدعاؤه قوات المارينز الأمريكية للنزول على شواطئ بلده لحمايتها ممن يريدون فرض الوحدة مع مصر وسوريا عليها، فيما عرف باسم عملية الخفاش الأزرق.

 

الرئيس يهاجم الاستعمار

الرئيس يهاجم الاستعمار

 

جريدة الجمهورية تعلن خبر الاستفتاء
جريدة الجمهورية تعلن خبر الاستفتاء

 

عبد الناصر يزور سوريا
عبد الناصر يزور سوريا

 

نتيجة الاستفتاء على الوحدة
نتيجة الاستفتاء على الوحدة

استفتاء عام 1965.. استكمال البناء والتحول الاشتراكى

فى 15 مارس من عام 1965 عقد الاستفتاء على رئاسة جمال عبد الناصر للجمهورية العربية المتحدة، وكانت الدعاية فى هذا الوقت قائمة بشكل أساسى على أن تلك هى المرحلة النهائية من مراحل استكمال بناء الثورة.

وفى عام 1962 كان الرئيس جمال عبد الناصر، قد اتخذ واحدا من أهم قراراته الاقتصادية وهو قرار التحول الاشتراكى، بحيث تطبق مصر نظاما اقتصاديا اشتراكيا، كما كان قد بدأ فى العام نفسه استراتيجية بناء الصناعات الثقيلة كقاعدة اقتصادية قوية، فى هذه الانتخابات اعتمد عبد الناصر حسب خطابه على أنها "مرحلة التثبيت النهائى لكل ما بدأ، والتدعيم النهائى لكل الخطط مرحلة بناء الصناعات الثقيلة كقاعدة للبناء والتحول الاشتراكى، مرحلة الرد والردع لأخطار الاستعمار الصهيونى، مرحلة التمكين للوحدة العربية".

 

عبد الناصر يعلن الترشح لاستفتاء عام 1965

 

شارك فى الاستفتاء 6 ملايين و950 ألف و652 مواطن، كان عدد من قالوا نعم لاستمرار عبد الناصر 6 ملايين و950 ألف و98 مواطن، بنسبة تقدر بـ 99.9% من المواطنين، أما عدد المعارضين فكانوا 65 مواطنا.

 

عبد الناصر يقسم اليمين بعد استفتاء 1965
عبد الناصر يقسم اليمين بعد استفتاء 1965


استفتاء عام 1976.. رئيس "شبه الشعب"

فى عام 1976عقد الاستفتاء الثانى على رئاسة السادات لجمهورية مصر العربية، وكان السادات فى هذا الوقت فى ذروة فترته الذهبية، ففى ذلك الوقت كان بطل العبور وتحقيق أول انتصار عسكرى على إسرائيل، وكان قد اتخذ قرارات الانفتاح الاقتصادى وما صاحب ذلك من وعود بتحقيق الرفاهية الاقتصادية، بالإضافة إلى تلميحاته المتتالية بعودة الحياة الديمقراطية من مصر من جديد وعودة الحياة الحزبية.

 

فى ذلك الوقت، كان تغييرا آخر يحدث فى البلد الأكبر فى العالم وهو الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إنه وبعد صعود جون كينيدى الرئيس الملياردير الشاب إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الرؤساء الأمريكيين يتخذون مشاهد تدل على كونهم أكثر شبابا وأنهم مواطنون عاديون مثل المواطنين العاديين فى حياتهم الخاصة، الأمر الذى يرفع من شعبيتهم ويجعلهم أكثر قربا للشعب، وهى المسألة نفسها التى ركز عليها الرئيس أنور السادات فى الدعاية الخاصة باستفتاء عام 1976 والذى صاحبه ظهور عدد من الصور الشخصية للرئيس السادات فى منزله وبصحبة كلبه الخاص ويتناول طعامه، أو يحلق ذقنه، أو حتى بالملابس الداخلية.

السادات فى منزله
السادات فى منزله

 

السادات والكلب
السادات والكلب

 

السادات يحلق ذقنه
السادات يحلق ذقنه

 

السادات يلعب الطاولة مع زوجته
السادات يلعب الطاولة مع زوجته

 

انتخابات 2005.. مبارك يخلع البدلة والكرافتة وأيمن نور يفتح القميص

لعل انتخابات عام 2005 كانت هى الانتخابات التعددية الأولى فى تاريخ مصر بعد الاستفتاءات، وعلى عكس كل الاستفتاءات الروتينية السابقة فى عهد مبارك، إلا أن انتخابات عام 2005 شهدت تطورا مذهلا فى مسألة عرض المرشحين أنفسهم على الجماهير، وكانت هذه الانتخابات تتركز بشكل أساسى على القدرة على التجديد والتطوير، خاصة مع التغيرات التى واكبت العالم العربى فى هذا الوقت بعد أحداث 11 سبتمبر وغزو العراق.

 

ففى هذه الانتخابات خلع حسنى مبارك الكرافتة للمرة الأولى منذ ظهوره على الساحة السياسية، حيث بدا ساعتها حريصا على الرد على المشككين فى كبر سنه وبإظهار أنه رئيس شاب ويجارى التغيرات فى المنطقة، كما بدا واضحا حينها اهتمام حملته باظهار أجهزة الكمبيوتر فى مقرات الحملة، واستعانتها بالشباب.

وظهر مبارك فى البوستر الرسمى للحملة لا يرتدى بدلة مكتفيا بصورته بالقميص والكرافتة، وهو ما رد عليه المرشح المنافس الرئيسى أيمن نور، مرشح حزب الغد بقوله "لو هو قلع الكرافتة أنا هفتح القميص" فى إشارة إلى انتشار هذه الموضة بين الشباب فى هذا الوقت.

 

مبارك يخلع الكرافتة فى انتخابات 2005
مبارك يخلع الكرافتة فى انتخابات 2005

 

 

اختار أيضا المرشحان الرئيسيان ألوانا للحملة ترمز إلى وعودهما للمواطنين، فاختار مبارك اللون الأخضر دلالة على التنمية والاستقرار وهما الركيزتان الأساسيتان لمبارك فى ملاته الانتخابية كافة، فيما اختار أيمن نور اللون البرتقالى، وهو اللون الذى يشير إلى الثورة البرتقالية التى حدثت فى عام 2005 فى أوكرانيا وأسفرت عن الإطاحة بالرئيس الأوكرانى يانكوفيتش.

 

ايمن نور يفتح القميص
ايمن نور يفتح القميص

 

انتخابات 2012 كل يخاطب "أهله وعشيرته"

 

شهدت انتخابات عام 2012 من مرشحيها الرئيسيين محمد مرسى وأحمد شفيق خطابا موجها إلى جماهيرهم الخاصة، وحتى الألوان التى اختارها كل منهما لحملته، ففى حملة محمد مرسى اختارت الجماعة اللون الأحمر للبوسترات التى تحمل صورته، وهو ما يعبر بشكل كبير عن توجه الجماعة الدموى، وكذلك كان خطابها موجها بشكل كبير إلى أبناء الجماعة الذين وصفهم مرسى فى واحدة من خطاباته بـ "أهلى وعشيرتى"، واختار مرسى فى الدعاية الانتخابية التركيز على توزيع الزيت والسكر والمواد التموينية على الفقراء فى عملية لشراء الأصوات.

 

 

بوستر مرسى 2012
بوستر مرسى 2012

 

فى المقابل أختار أحمد شفيق اللون الأبيض الفاتح، فى إشارة إلى البدء على صفحة جديدة بعد سنوات من الأضطراب، ووجه أحمد شفيق خطابه إلى الجماهير التى لم تحب ثورة 25 يناير بشكل رئيسى، ففى أثناء حوار له مع الإعلامى وائل الإبراشى ما الذى سيفعله إذا خرجت احتجاجات ضده فى ميدان التحرير، كان رده أنه سيعطى الأوامر بإخلاء الميدان فورا وبكل قوة.

احمد شفيق 2012
احمد شفيق 2012

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة