أكرم القصاص - علا الشافعي

حازم صلاح الدين

السينما بين مصر وهوليود

السبت، 24 فبراير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائماً ما نجد العديد من المهتمين والمتابعين للسينما المصرية يعقدون مقارنات بينها وبين سينما هوليود مثلاً.. ويتساءلون متى نصل إلى أبواب العالمية وإنتاج أفلام تضاهى هذه الأفلام؟!
 
فى رأيى أنه يجب التأكيد على عدم جواز المقارنة من الأساس بين السينما المصرية وسينما هوليود لعدة أسباب على رأسها اختلاف سمات المجتمع هنا وهناك، بالإضافة إلى الفارق فى الإمكانيات المادية والتكنولوجية.
 
من وجهة نظرى أنه ليس هناك فارق من حيث المحتوى، لاسيما أن النص الجيد نفتقده هنا ونفتقده هناك أيضاً، لكننا نعشق سينما هوليود بسبب ضخامة الإنتاج والخداع البصرى وغيرها من هذه الأشياء التى نفتقدها بالفعل عندنا.
 
كما يجب قبل عقد أية مقارنات أيضاً بين السينما هنا والسينما هناك، التأكيد على أنه لا يمكن حبس إبداع ما فى الدور السياسى، فالإبداع هو بذاته موازى للسياسة، كل المجتمعات تحتاج للسياسة، لكن المجتمعات تحتاج إلى الإبداع بذاته، السينما السياسية هى سينما لها مضمون سياسى أو لها دعوى سياسية أو تتناول قضايا السياسة بما فيها السينما التسجيلية والوثائقية، لكن أعتقد أن وظيفة السينما أوسع بكثير، الإبداع والجماليات البصرية جميل بدون أن يثير قضية وإذا أثارت قضية فهى إبداع مهم، فالسينما سواء أثارت قضية سياسية أو قضايا الحياة بشكل عام فهى عليها أن تكون سينما حقيقية أصيلة مبدعة جميلة تقدم أفضل منجزات الفن السينمائى البصرى والإخراج والسيناريو والمونتاج والديكور، وكل شىء يتعلق بصناعة الفن.
 
هنا أؤكد أن السينما الأمريكية تتميز بالفعل فى هذه النقطة تحديداً لأنه تجيد اللعب على وتر الأفلام السياسية بشكل أكثر من رائع، وهذا يعود بالأساس لاختلاف النظام المجتمعى كما قلت سابقاً، ولكن فى الكثير من الأحيان تكون السينما الأمريكية قائمة على تزييف الحقائق، خاصة فى الأشياء التى تتعلق بتاريخ الصراعات بين الدول وبعضها.
 
هذه النقطة تحديداً كانت دائماً هى الشغل الشاغل، حينما أشاهد تلك الأفلام، وخلال حديث خاص لى مع الكاتب الصحفى الكبير الراحل الدكتور محمد السيد سعيد، طرحت عليه هذا السؤال: مارأيك فى الدور الذى تلعبه السينما الأمريكية فى فرض سياستها وتبرئة ساحتها من أى جرم؟.. فقال: «لا أسميها سينما أمريكية بقدر ما أسميها سينما احتكارية، حيث إنها وصلت لأعلى مستويات الاحتكار فى أمريكا وبضخامة مالية، فى هوليود تطور احتكارى سبب نكسة خطيرة فى السينما الأمريكية العالمية، لكن بالمقابل توجد سينما أمريكية تحريرية تقوم بدور كبير باسل فى تحرير المشاهد من الهيمنة الفكرية الثقافية وهيمنة نماذج أحادية التعبير الجمالى فى السينما».
 
وتابع قائلاً: «هذا نفس الشىء فى المسرح فنرى مثلا عدد المسارح فى مدينة واحدة مثل نيويورك آلاف المسارح الخاصة الصغيرة، بينما توجد مسارح أخرى هى التى تقدم النموذج المعتمد، لأنها تملك سلطة المال وسلطة الاحتكارات، بينما توجد آلاف من المسارح فى مدينة واحدة مثل نيويورك وفى كل مدن وولايات أمريكا عشرات من المسارح الخاصة الصغيرة أو المستقلة، وبالتالى لا يعرف الناس عنها شىء، نفس الشىء فى السينما حيث توجد سينما أمريكية تحريرية من زاوية الإبداع الجمالى والتجارب الجديدة، أشكال جديدة فى كتابة السيناريو، وأشكال جديدة فى الملابس وفى الإخراج ومدارس جديدة فى التعبير ونصوص مختلفة».
 
أنهى الكاتب الكبير حديثه معى قائلاً: «أعتقد أن سينما هوليود سببت نكسة خطيرة فى نمذجة الإنتاج السنيمائى على نموذج واحد وهو الإنتاج الكبير جداً الذى يعتمد على حكاية غالباً مفتعلة وبها قدر كبير جداً من العنف تنادى بقيم الاستعمار والعنصرية والاستعمارية وتقدس نموذج الفرد البطل ونزع القيم، ومعادى للمعرفة والثقافة يدور حول قيم عنصرية استعلائية، فهذا الذى يميز ثقافة هوليود».
ختاماً.. السينما هى الفن الأكثر شعبية، لذلك يجب دعم السنيمائيين المصريين الأكثر أصالة للنهوض بصناعة السينما فى مصر، وليس لعقد مقارنات مع سينما هوليود.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة