أكرم القصاص - علا الشافعي

دينا شرف الدين

قوانين الغش .. وأجيال من الجهال

الجمعة، 02 فبراير 2018 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال صلى الله عليه وسلم (( من غشنا فليس منا))

كما نعلم جميعاً أن هناك خللاً كبيراً بمنظومة التعليم، قام بضربها فى مقتل منذ أكثر من عقدين من الزمان، و قد أنتج هذا الخلل و التراجع أجيال بعينها من خريجى الجامعات المختلفة مصابين بالجهل و غير مؤهلين علمياً لحمل الأمانة و المسؤولية التى عليهم تحملها للنهوض بالوطن الذى ينتظر من أبنائه رد الجميل !

و كما نعلم أيضاً : أن منظومة التعليم التى تحمل بين طياتها كل دواعى و مسببات الفشل و القصور بصدد التطوير الشامل الذى يقوم به مؤخراً السيد الفاضل وزير التعليم العالى منذ توليه حقيبة الوزارة، فقد حقق بالفعل بعض التغييرات التى تعد بادرة خير، ولكنها مجرد خطوة على الطريق المفروش بالأشواك و العثرات ! أعانه الله على اجتيازها وتخطيها بل وإزاحتها عن الطريق لتحل محلها الورود التى طالما كانت لنا مجرد أحلام .

و لكن :

سيادة الوزير : عليك بإعلان الحرب على مافيا الغش و مجموعات المحترفين من الغشاشين الذين يتخذون من قانون الغش المعيب ذريعة للاستمرار والتواكل بقلب مطمئن !

فقد تلقيت من أحد أساتذة الجامعة رسالة استغاثة أصابتنى بذهول كبير حيال ما وصلت إليه آخر التطورات الحديثة فى عمليات الغش الممنهج المنظم المستتب و كأنه بات أمراً واقعاً مألوفاً و متقبلاً !

فقد أفادت رسالة السيد الفاضل الأستاذ بكلية الآثار جامعة سوهاج، أن طلاب الجامعة يستخدمون سماعات صغيرة جداً بالأذن للغش عن طريق الموبايل بشكل جماعى !

هذا غير أن (( قانون عقوبة الغش )) بالجامعة ظالم و محرض أكبر على الغش :

حيث ينص القانون على : (من غش فى أول مادة تسرى العقوبة على كل المواد التى من المقرر أن يتم. امتحان الطالب بها، و من غش فى آخر مادة بالامتحانات، يتحمل هذه المادة فقط دون ما سبقها ؟

و من ثم فهذا القانون معيب و غير عادل، لأنه عادة ما يدفع الطالب للغش فى آخر مادة حيث العقوبة المحدودة الآمنة فى حال تم كشفها !

فمن المنطقى أن تكون عقوبة الغش فى أول مادة كآخر مادة على حدٍ سواء !

هذا ما يخص القانون الغريب شكلاً و موضوعاً، فهل من تم كشف حالة غشه فى آخر مادة فقط تم التأكد من عدم غشه فى بقية المواد دون أن يتم اكتشافها ؟

كان القانون الخاص بعقوبة الغش بجامعة سوهاج السابق ذكره نموذج لمجموعة القوانين التى تختلف من جامعة لأخرى على مستوى الجامعات الحكومية و الخاصة و لكنها تتفق فى النهاية فى كونها غير رادعة و بها ما بها من عيوب و ثغرات يمكن ببساطة التحايل عليها .

أفلا يكفينا فشل المنظومة برمتها بداية من مرحلة التعليم الأساسى وحتى إتمام الدراسة الجامعية، و تخرج أجيال لا تذكر سوى كلمات قليلة مما تلقته من مناهج تعليمية مكتظة بالحشو ،، و شرح مدرسين لا تعلو أصواتهم سوى بحلقات الدروس الخصوصية، ومدارس لا تلتزم بالحد الأدنى من التربية ولا التعليم، ليتم تتويج الكارثة بالغش المنظم المستقر فيصبح القشة التى قصمت ظهر البعير !

سيادة الوزير :

نقدر جميعا مجهوداتك ومساعيك المحمودة فى عملية الإصلاح، ولكننى أقترح البتر والتطهير من الجذور التى نخرها واستشرى بها الفساد للتخلص من هذه المافيا المتحكمة الموغلة التى تتصدى بقوة لتشكل حجر العثرة فى طريق أى إصلاح .

أعانك الله و هداك إلى المتوارين من المخلصين الذين عادة ما تتم إزاحتهم و إقصائهم ليتصدر المشهد دائماً و أبداً أصحاب الحناجر الرنانة و الأيادى الملوثة و الوجوه التى يعلوها الإفك و النفاق .

و فى انتظار أول وردة تنمو على طريق الأشواك، لربما يتحقق الحلم و تفترش الورود الطريق كله أول عن آخر .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عثمان

مقال جيد جدا

مقال جيد جدا تسلم ايد حضرتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة