أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

نيلسون مانديلا.. المنتصر على خوفه

الخميس، 06 ديسمبر 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن أفريقيا والعالم سوف ينتظرون كثيرا كى يجىء من يشبه نيلسون مانديلا، الرجل الذى حنكته الأيام وجعلته قادرا على مواجهة نفسه قبل مواجهة أعدائه، لذا فى ذكرى رحيله نتذكر معا ما كتبته عنه من قبل.
 
«مانديلا.. لقد تم الحكم عليك بالسجن مدى الحياة، لأنك متآمر وتسعى لقلب نظام الحكم»، هناك إنسان يجبر العالم على التطلع إليه حتى لو كان خلف قضبان السجون، وذلك لما يملكه من روح جبارة قادرة على إذابة هذه القضبان.. ومن هؤلاء الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا.
 
إنه ماديبا نيلسون مانديلا الذى لم تستطع سنوات السجن الطويلة وظلاله القاتلة أن تغتال ابتسامته التى وهبت قبلة الحياة لأفريقيا.. وتحمل على كاهله القوى تاريخًا ممتلئًا بالظلم والتعالى وإلغاء الآخر، قاومه وآمن بالمستحيل حتى حققه.. وذات يوم وقف خارج السجن الذى قضى فيه 27عامًا بتجاعيد أكثر وابتسامة تشرق على العالم.
 
قال عنه الأسقف «توتو»: «مانديلا: لقد خرج من السجن شخصًا أعظم بكثير مما كان قبل دخوله.. شخصًا يتحلى بالرحمة، رحمة كبيرة حتى تجاه مضطهديه، لقد تعلم كيف يفهم هفوات البشر وضعفهم وكيف يكون أكثر سخاء على الآخرين». 
 
عندما كان مانديلا يرعى الغنم صغيرًا فى قرى جنوب أفريقيا كان يقرأ العالم المحيط به، يرى صورة والده الذى تمت إقالته من عمله بعدما اتهمه البيض بالفساد، بينما قال له الأهل: بل بسبب وقوفه فى وجه الظلم الذى يفرضه الرجل الأبيض.. من يومها ونيلسون لم يخش شيئًا.. فبعد إقالة أبيه استطاعت الأسرة الحياة، لذا فهو لا يخاف من إقالته أو سجنه أو نفيه أو موته فى سبيل الحق.
 
كان نيلسون مانديلا يملك قدرًا كبيرًا من التسامح حتى مع جلاديه.. تكمن قيمة مانديلا فى الأمل والقدرة على امتلاكه وحلمه بالتغيير، وفى أنه على كثرة الذين ضحوا فى أفريقيا عبر تاريخها الممتلئ بالظلم هناك ابن من أبنائها انتصر على نظام الفصل العنصرى الذى كانت البلاد ساقطة فيه، هو انتصر على الفكر الذى كان سائدًا وعلى طرق التفكير التى كانت متجذرة.
 
واستطاع نيلسون مانديلا أن يحطم الأبارتايد/ الفصل العنصرى، معتمدًا على صبره وتسامحه وصموده.. وأصبح الأيقونة الأشهر فى تاريخ أفريقيا.
مات نيلسون مانديلا منذ خمس سنوات بعدما عاش 95 عاما صاخبة بالتجربة بمواجهة الظلم الذى يفرض نفسه، وقد دفع الثمن غاليا، لكنه جنى المكسب كثيرا أيضا، استطاع أن ينتصر على خوفه، وأن يمنح الإنسان الأفريقى القدرة على تغيير قدره.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة