أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

داعش وطالبان والقاعدة.. الإرهاب بأفضلية القتل للمختلفين والمتفقين

الأحد، 25 نوفمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يظل الإرهاب فى العالم الإسلامى والعربى كاشفا عن أكثر عمليات التجنيد وغسل المخ بهدف دفع الإخوة لقتل بعضهم، ويظن القاتل أنه أفضل من القتيل وأكثر منه إيمانا، وهذه المعتقدات الدموية تشير إلى استمرار عمليات التجنيد وتغذية الكراهية بالشكل الذى يحول بعض البشر إلى قنابل تنفجر فى البشر لإثبات التفوق فى سباق الإيمان. 
 
وخلال أقل من أسبوع سقط ما يجاوز الـ300 قتيل و500 جريح فى دول إسلامية مختلفة بعمليات انتحارية أو تفجيرات، ففى أفغانستان قتل 26، وأصيب 50 آخرون، أمس الأول الجمعة، بتفجير انتحارى داخل مسجد فى مقاطعة خوست شرقى أفغانستان، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من مقتل 50 وإصابة 80 بانفجار استهدف احتفالا بالمولد النبوى فى قاعة أفراح فى العاصمة الأفغانية كابول، وفى باكستان قتل 25 وأصيب أكثر من 35 آخرين بتفجير داخل سوق فى مدينة هنغو فى مقاطعة أوركزاى القبلية، كما قتل عنصران من الأمن الباكستانى وثلاثة مسلحين بهجوم استهدف القنصلية الصينية فى مدينة كراتشى، وفى ليبيا قتل 9 بهجوم شنه مسلحون، ينتمون لتنظيم «داعش»، على مركز شرطة مدينة «تازربو» جنوب شرقى ليبيا.
 
ربما لا تكون كل هذه الهجمات الإرهابية مرتبطة بداعش مباشرة، لكنها تنطلق من نفس الفكر، حيث يعتبر القاتل أنه أفضل من القتلى بالرغم من أنهم يتفقون معه فى العقيدة والمذهب وكل التفاصيل، ومع هذا يرى نفسه أكثر تفوقا عليهم.
 
وبالرغم من تعدد التنظيمات الإرهابية يظل ظهور تنظيم داعش واستمراره فى الانتشار والعمل داخل العراق وسوريا وليبيا، مع وجود تنويعات للتنظيم الإرهابى فى دول عربية وإسلامية أخرى، وبالرغم من ظهور تنظيمات إرهابية سلفية مثل النصرة التى تمثل امتدادا لتنظيم القاعدة يبقى داعش هو التنظيم الأكثر دموية فى تاريخ الإرهاب المعاصر، لدرجة أيمن الظواهرى وبعض قادة القاعدة اعتبروا داعش تنظيما دمويا، وكأن القاعدة تنظيم لمحو الأمية أو مساندة الجرحى فى المستشفيات.
 
وتثبت تجارب التنظيمات الإرهابية كيف يتحول الدين إلى أداة فى أيدى أجهزة ودول وأفراد لتحويل الأطفال والمراهقين والشباب إلى أدوات قتل بلا رحمة، ومن دون تفكير، ويشار دائما لداعش باعتباره التنظيم الذى كان الأسرع فى الظهور والنمو، فضلا عن بقاء التنظيم بالرغم من تعرضه لضربات من تحالفات وجهات مختلفة، بما قد يشير إلى عدم جدية تحالفات محاربة داعش، أو وجود أطراف تواصل دعم التنظيم بهدف إبقائه على قيد الحياة وبشكل يمكنه من لعب دور سياسى من وراء ستار. 
 
وتشير بعض التقارير إلى استمرار تنظيم داعش فى العراق وقدرته على العمل وتجنيد شباب جدد للتجسس أو تنفيذ عمليات نوعية داخل العراق، كما أن تقارير إعلامية أشارت إلى أن عددا من جنود داعش فى سوريا غادروا بعد هزيمة التنظيم وهرب بعضهم من المراقبة واختفوا أو انتقلوا إلى دول أخرى، الأمر الذى يربط بين استمرار التنظيم وتدفق التمويل عليه من أنظمة أو أجهزة تحرص على إبقاء داعش لأهداف سياسية أو تفاوضية، بل إن هناك بعض التحليلات تشير إلى أن داعش ربما يكون قد غير ولاءاته حسب جهة التمويل، وهى سمة من سمات التنظيمات الإرهابية ذات التشعبات والتى تكون دائما قادرة على تكييف الدين كغطاء لتحولاتها، وتبرير الإقدام على قتل المتفقين فى الدين والمذهب بعد تبرير قتل المختلفين فى الدين أو المذهب، حيث لم تفرق داعش بين الإيزيديين والمسيحيين والشيعة والسنة بالعراق وسوريا، وهو نفس ما تقوم به جماعة طالبان فى أفغانستان وباكستان، وهى نفس العقلية التى تحكم التنظيمات الإرهابية التى تمارس القتل والإرهاب بناء على تفسيرات جاهزة للدين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة