أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام شرف: الهوية الوطنية ركيزة الوطن الأساسية وفقد إرثنا الثقافى أكبر هزيمة

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 06:30 م
عصام شرف: الهوية الوطنية ركيزة الوطن الأساسية وفقد إرثنا الثقافى أكبر هزيمة الدكتور عصام شرف
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إن الهوية الوطنية هى مفتاح قوة الداخل المجتمعى وتعد ركيزة أساسية للبنية المجتمعية السليمة لأى دولة، وأنه بلا شك لا يمكن أن تتواجد ثقافة الاختلاف لمجتمع ما دون أن يكون قوى داخلياً بشكل كاف، مما يجعله يتمتع بهوية وطنية خاصة به، موضحاً أن الحكومات تتغير وتموت بخلاف الوطن لكونه حالة وجدانية، وهو ما يقترب من فكرة "الرنين" أى رنين الجرس.

 

جاء ذلك خلال ندوة شارك بها الدكتور عصام شرف تحت عنوان "رسائل الوطن والهوية الوطنية"، استضافتها لجنة الثقافة والتراث بنقابة المهندسين الجيزة.

 

وقدم رئيس الوزراء الاسبق محاضرة حملت مزيجاً من التزاوج بين الدراسات النظرية والتطبيقية، لافتاً إلى أن تروس الحياة هى الفلسفة والعلم والإنتاج، وأن المستقبل يصنع بالعمل الجاد والحلم الحقيقى، وأن الواقع الذى نعيش فيه مهما كان جيداً فنحن نريد الأجمل، مشدداً على أنه يجب أن نحلل الحاضر ونعمل للمستقبل، خاصة أن تحقيق الأحلام لا يأتى إلا بالعمل، وهذا ما فعلته ومرت به جميع الأمم.

 

وأكد شرف أن هناك علاقة وطيدة بين الهوية الوطنية والأمن القومى فكلما كانت الهوية الوطنية متكاملة كان الأمن الوطنى أكثر استقراراً، منوهاً إلى أنه إذا كان هناك شروخ داخل أى مجتمع تم تجاهلها وعدم وقايتها، فسوف تتفاقم هذة الشروخ ويترتب عليها بداية الاستهتار بالأمن القومى وهبوط مؤشر الهوية الوطنية، ومن ثم ينقسم الوطن ويصبح أوطان وتبدأ حالة الانهيار وتستعين كل طائفة بمثيلتها فى الخارج "الكردى بالكردى، والشيعى بالشيعى، والسنى بالسنى، والمسيحى بالمسيحى"، وهو ما حدث فى بعض الدول المجاورة.

 

وأوضح رئيس الوزراء الأسبق أن الداخل القوى يتحقق عندما يكون هناك سيادة للقانون ينتج عنه ثقة متبادلة تؤدى إلى زيادة رأس المال الاجتماعى ومن ثم يكون هناك علاقة سليمة بين الأشخاص والمؤسسات داخل الدولة، الأمر الذى لا يمكن أن يتحقق سوى عن طريق ثقافة الاَخرية.

 

وشدد شرف على أن الهزيمة الحقيقية هى فقد هويتنا وإرثنا الثقافى، وأن الاستعمار ليس فقط حرب وجنود وسلاح، لكن استعمار فكرى وثقافى، مشيراً إلى أن هناك حالة من الردة الوطنية نتيجة تخلف الوعى المصرى، وأن الصراع الحالى قائم بين أصحاب الوطنية الطاهرة وبين تجار الدين واصحاب صكوك التكفير وتجار الوطن.

 

وتابع: البعض ممن اتخذ الدين والوطن تجارة أوجدوا صراعاً من نوع جديد مع الاَخر لخدمة مصالحهم دون أن يعبئوا بمصلحة الوطن، مشدداً على ضرورة الألتفاف حول الوحدة الوطنية من خلال المشروع الثقافى التنويرى، لافتاً إلى أن مصر فى حاجة إلى تعظيم الهوية الوطنية وتنمية روح الانتماء، واستعادة دور الوطن لمواجهة التحديات التى ترتكز على تفتيت الهوية الوطنية لدى الشباب.

 

وفيما يخص المشروع الثقافى التنويرى أوضح شرف أنه يبدأ بالتناغم والتجانس والإيمان بالآَخر رغم اختلاف الهويات والأيدلوجيات، بالإضافة إلى الهوية الوطنية والداخل القوى، وضرب مثالاً بجسم الانسان، فإذا أحيط بالجراثيم وهو قوى فلن يتأثر بهذه الجراثيم، أما إذا كان جسد الإنسان ضعيفاً فسوف يقع حتى وإن كان داخل غرفة معقمة.

 

وتطرق "شرف" إلى فضل الأم والأب فى حياة كل فرد، مشيراً إلى أن الأمومة والأبوية لا تموت، تماماً مثل الوطن فهو باق بصرف النظر عن تدوال السلطة بداخله، مؤكدا أن مصر لن تتقدم سوى بالحفاظ على الهوية الوطنية وثقافة التعددية وقبول الآَخر، الأمر الذى يعد أساس قوة اى دولة تحاك ضدها مؤامرات من الخارج.

 

واختتم رئيس الوزراء الأسبق المحاضرة مؤكداً أننا أمام تحد يواجهنا فى المرحلة الحالية يتمثل فى حالة الاستقطاب والشروخ المتواجدة داخل الدولة بكل أسف، مشيرا إلى المؤرخ البريطانى "أرنولد توينبى" فى كتابة "كيف تنشأ الحضارات"، والبحث فى نشأتها بشكل شامل ومفصل، فكل الحضارات تكونت من فكرة التحدى والاستجابة مشدداً على إنه يجب مواجهة تلك المشكلات بالمشروع الثقافى التنويرى حتى يكون هناك داخل قوى متجانس ومتناغم .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة