"ملوك صناعة الفخار بالفيوم إيديهم تتلف فى حرير".. عم محمد بدأها منذ 40 سنة ويؤكد: سأتركها ميراثا لأبنائى.. وجابر تخطى الستين ويمثل الجيل الخامس بالمهنة.. ويحلمون بتوصيل خط الغاز لرفع ضرر الأدخنة عن الأهالى

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 02:00 ص

صناعة الفخار بالفيوم

الفيوم – رباب الجالى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشققت أيديهم فى مهنة تعبر عن تاريخ مصر ورثها المصريون عن أجدادهم الفراعنة، تمسكوا بها رغم مشقتها وأتقنوها حرفة من العمل اليدوى المتقن، إنهم صناع الفخار فى قرية الغرورى بطريق القاهرة الفيوم والتابعة لمنطقة كوم أوشيم بمركز طامية بمحافظة الفيوم، فالقرية تضم أقدم صانعى الفخار بمصر والذين توارثوا المهنة عن أجدادهم ويورثونها لأبنائهم حفاظا على مهنتهم من الضياع ولم يعد لهم مطلبا سوى توصيل خط الغاز الطبيعى لهم حتى يتجنبون ما يصيب الأهالى من ضرر تصاعد الأدخنة أثناء عملية الحرق الأخيرة.

يقول محمد سيد محمد الذى تعدى الستينات من عمره، إنه يعمل بصناعة الفخار منذ أكثر من 40 سنة عندما تعرف على مجموعة من أصدقائه يصنعون الفخار فتعلم منهم المهنة وأتقنها وبدأ بالعمل فيها واستمر حتى اليوم، حيث أصبح يتقن كافة الأشكال الفخارية من "فاظات، والقلة، والبلاص" وكافة الأشكال الأخرى والتى تصل إلى ارتفاعات كبيرة لا يصل إليها أى مكان يصنع الفخار فى مصر وهو ما جعل لهم زبائن يطلبون أعمالهم من داخل مصر وخارجها"، مشيراً إلى أنه يقوم بتعليم أولاده صناعة الفخار حتى تكون لهم حرفة يدوية يتقنونها وتكون مصدر رزق لهم.

أما عم جابر رجب جودة فهو أقدم صانع للفخار بمحافظة الفيوم وتوارث المهنة عن أجداده الذين بدأوا صناعة الفخار بمصر، حيث يؤكد أنه يمثل الجيل الخامس من عائلته فى صناعة الفخار، قائلاً: "أجدادى كانوا يصنعون الفخار فى المدينة الصناعية بمنطقة كيمان فارس بمدينة الفيوم، وقررت المحافظة نقلهم إلى منطقة كوم أوشيم بطريق القاهرة / الفيوم بعيد عن الكتلة السكنية خاصة أنهم يقومون بالحريق وتتصاعد الأدخنة من حرق الأوانى الفخارية فى آخر مرحلة لتصنيعها، ولكن الآن أصبحت المنطقة التى نقلوا إليها مليئة بالسكان".

ولفت عم جابر، إلى أنه من شدة تعلقه وحبه لصناعة الفخار عندما نقلوا إلى هذه المنطقة التى كانت صحراء، قرر أبناؤه أن يظلوا فى مدينة الفيوم فأقام هو بجوار مكان حرفته الجديدة وأصبح يزور أبناءه كل فترة، مشيرا إلى أنه كان يصنع منتجات للتصدير للخارج وأن نتيجة إتقانه للمنتجات والتطوير فيها وفقا للتطور الزمنى أصبح له زبائنه الذين يطلبون منتجاته هو دونا عن غيره من صانعى الفخار ولكن منذ فترة أصبح هناك مشكلات فى التصدير، مطالباً بتوصيل خط الغاز الطبيعى للمنطقة لخدمة صانعى الفخار وخدمة أهالى القرية، مشيرا إلى أن الأهالى يشتكون باستمرار من تصاعد الأدخنة ونحن ليس بأيدينا شىء.

وقال حاتم محمد صاحب ورشة بمنطقة الغرورى، إن صناعة الفخار تمر بعدة مراحل، حيث يتم أولا شراء الطين ثم يتم عجنها لفترة طويلة حتى تصبح متماسكة ومتماثلة ثم يتم العمل عليها بتشكيل بالشكر المرغوب فيه من خلال "الدولاب" المخصص لذلك والذى يديره الصانع بقدمه ويشكل المنتج بيديه ثم عملية الحرق وهى العملية الأخيرة فى الصناعة وبعدها يتم تصدير الشغل للخارج أو بيعه للداخل، لافتا إلى أنه يتم بيع الأعمال الفخارية لهم بدول هولندا ألمانيا وإيطاليا.

ولفت حاتم إلى أنهم يعملون بصانعة الفخار بالمنطقة منذ 20 سنة وكانت المنطقة عبارة عن صحراء وكانت لا توجد منازل بالمنطقة والآن أصبحت المنطقة ممتلئة بالسكان ويشتكون من الأدخنة والحل لهذه الأزمة يكمن فى توصيل خط الغاز، ولفت حاتم إلى أنه على مدار السنوات السابقة زارهم العديد من الوزراء والمسئولين ووعدوهم بتوصيل خط الغاز ولكن دون جدوى.

وقال: نناشد اللواء عصام سعد محافظ الفيوم بالتدخل وإنهاء إجراءات توصيل خط الغاز لنا حتى لا نسبب أى أضرار للأهالى ونستمر فى صناعتنا دون تهديد من الأهالى حيث تقع مشاجرات يوميا بيننا وبينهم بسبب الأدخنة.

ولفت إلى أنه فى حالة توصيل خط الغاز سيتم استخدام أفران للحرق مماثلة لأفران البوتاجاز دون تصاعد أى أدخنة.