فى تحد مثير، قرر جاد أحمد، الطالب فى السنة النهائية بهندسة الاتصالات، قطع الطريق من مسقط رأسه بالمنصورة، إلى مدينة القاهرة، وهى مسافة يبلغ طولها 140 كليو متراً، سيراً على الأقدام، وتمكن من إنجاز هذه الرحلة التى لم تخلُ من الإثارة والمشقة فى 22 ساعة تقريباً.
وقال جاد أحمد لـ"اليوم السابع" إنه يعشق منذ الصغر أفلام المغامرات والتحدى، وقرر توثيق رحلته المثيرة من خلال تسجيل فيديو مجمع، حيث وثق العديد من القرى والمدن التى مر بها خلال رحلته من المنصورة إلى أن وصل إلى محافظة القاهرة.
عندما قرر جاد إنجاز هذا التحدى، جهز مستلزماته من ملابس وكاميرات وهواتف محمولة، وبعض الطعام والماء، وحمل حقيبته ليدخل فى رحاب مغامرته، التى بحث عن المدة التى من المحدد أن يقطعها لتنفيذها، على محركات البحث ليجد أنه عليه مواصلة السير من "22:24" ساعة متواصلة سيراً على الأقدام.
خرج جاد أحمد من منزله الكائن فى شارع أحمد ماهر بمدينة المنصورة، التابعة لمحافظة الدقهلية، فى تمام الساعة الخامسة، مساء يوم الأربعاء، ليصل إلى مدينة القاهرة، فى تمام الساعة الواحدة ظهر الخميس، فى شهر نوفمبر الماضى.
قرر جاد أن لا تستغرق رحلته أكثر من الوقت المطلوب، فكان يمشى مسرعاً تارة، ويجرى تارة أخرى، ليقطع كل كيلو متر من السير فى 7 دقائق تقريباً، مع قطع السير على فترات لالتقاط الأنفاس والاستراحة وتناول بعض المياه والطعام، وتغيير ملابسه التى اتسخت من الأتربة والعرق، وكانت أول استراحة له بعد 6 ساعات كاملة من بداية الرحلة.
وأكد جاد أنه كان يقف كل نصف ساعة أو ساعة تقريباً ليسجل فيديو من المكان الذى وصل إليه لمدة دقيقة، وعرض عليه العديد من الأشخاص ممن قابلوه فى رحلته توصيله، إلا أنه رفض وقرر المواصلة سيراً لتكون مغامرته ذات مصداقية.
"فى ناس كتير مستغربه جدا اللى بعمله وأنا معدى، طبعا الطريق بليل ولوحدى وكان فى كلاب بتبقى قدام المستودعات عطلتنى برضه، بس مع كل ده كملت، رجلى بدأت توجعنى وفكرت كتير أرجع بس أصريت إنى أكمل ومضيعش اللى بدأته وكنت بصور كل فتره عشان أوثق بالفيديو أنا وصلت فين"، هكذا يتحدث جاد عن رحلته.
ويضيف قائلاً: "طبعا الطريق كله نقل اللى ماشى ومستحيل حد يقفلى، فضلت كل 3 ساعات برتاح من 5 ل 10 دقايق، وصلت بنها تقريبا 3 الفجر وفضلت ماشي برضه، مكمل وساعتها مكنتش حاسس برجلي بس برضه فضلت مكمل".
وتابع: "الفجر أذن وتقريبا كنت عند مصنع العربى، والنهار طلع عليا فضلت ماشى وكنت تعبان جدا، ووصلت القاهرة على الظهر، وبعدين نزلت رمسيس ورجعت تانى موقف عبود وركبت المنصورة ورجعت مواصلات".
وواصل: "روحت رجلى وجعتنى 3 أيام، مكنتش قادر أمشى عليها من التعب، بس فى الحقيقه التجربة عجبتنى جدا واتعلمت إن اللى عنده هدف عايز يوصله هيوصله بإرادته".
وأكد جاد، أن الكثيرين من أصدقائه أعجبتهم الفكرة بعد تنفيذها، وعرضوا عليه مشاركته فى رحلة جماعية تكون لمسافة أطول، ولكن باستخدام العجل، وليس سيراً على الأقدام.
