أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فاكرين «ميناتل» وأخواتها.. اعملوها مكتبات

الإثنين، 08 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى نهاية تسعينيات القرن العشرين، كانت كبائن تليفونات «ميناتل ورينجو» تملأ شوارع المدن الرئيسية، وتقريبا صار كل واحد منا يتحرك وفى «محفظته» كارت اتصال، فى وقتها كنا ننظر للأمر على أنه «ثورة» وبالفعل كانت كذلك، فهى بالضبط الخطوة الأهم فى قيادة ما أطلق عليه بعد ذلك ثورة الاتصالات التى تحركت للأمام بسرعة كبيرة تجاوزت كل التصورات.
 
وكان مما تجاوزته هذه الثورة «كبائن الشوارع»، حيث ظهر التليفون المحمول ليتركها واقفة خربة مثل أعمدة التليفونات الخشبية التى نجد بعضها لا يزال موجودا على جوانب الطرق، بينما الأسلاك تمر من تحتها، المهم أن هذه الكبائن بعد إهمالها تحولت إلى لعبة ثابتة للأطفال فى كل حى وشارع لكنهم ملوها سريعا بعد سرقة «العدة»، وانكسر بعضها وسقط، بينما لا يزال البعض يقاوم البقاء واقفا بلا فائدة.
كنت أعتقد أن هذا هو النهاية الطبيعية لهذه الكبائن حتى قرأت، مؤخرا، التجربة الفرنسية فى الاستفادة من أمثالها هناك، حيث لجأت الحكومة الفرنسية إلى طريقة للاستفادة من «كبائن الهواتف» المنتشرة فى الشوارع الفرنسية التى يصل أعدادها إلى 5.450 ألف كابينة، وتم تفكيكها بعدما استغنى عنها المواطن الفرنسى بسبب انتشار استخدام الهاتف المحمول، وسيتم عرض بعض هذه الغرف فى متاحف الهواتف العامة الفرنسية، حيث سيتم تحويلها إلى مكتبات ليستفيد المواطن الفرنسى منها فيما يتعلق بالثقافة والمعرفة.
 
وفى مصر منذ نحو ثلاثة أشهر حدثت تجربة مهمة جدا فى شارع الألفى هى مبادرة «ضع كتابا وخذ كتابا» وهذه المبادرة اعتمدت أيضا على مكتبات مفتوحة فى الشارع، وبالطبع لم يتقبل المواطن المصرى التجربة بسهولة وكانت النتيجة اختفاء الكتب ولم يتم وضع غيرها مما أصاب البعض بالإحباط لكننى ممن يراهنون، مع الوقت، على أن الإنسان المصرى سيعتاد ذلك وذات يوم ستصبح هذه المكتبات جزءا من طريقة تفكيره.
 
واعتمادا على هاتين الفكرتين معا، فإننى اليوم أتحدث عن فكرة تقوم على أساس أن المكان الذى لا تزال توجد به كابينة خربة من كبائن ميناتل وأخواتها تتم الاستعاضة عنها بصندوق خشبى «مكتبة» صغيرة وتعرض فيه كتب وليتنا نركز، خاصة فى البدايات، على الكتب الشبابية وكتب الأطفال، حتى نضمن الإقبال عليها خاصة فى البدايات، وأرشح قصور الثقافة الموجودة فى هذه المدن والأحياء أن تكون هى المشرفة على هذه المكتبات وذلك بأن تزودها بالكتب بشكل مستمر.
 
ولست أتوقع أن أرى الناس تقرأ فى هذه المكتبات ليل نهار، ففى اعتقادى أن كتابا واحدا يقرأه طفل فى هذه المكتبة يعنى أن المشروع كله قد نجح.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة