أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. أول مكاسب الدعم الإيرانى لقطر فى مواجهة الرباعى العربى.. طهران تتفوق على الدوحة فى إنتاج حقل بارس الغازى الضخم بالرغم من أن حصتها نصف الحصة القطرية.. وصفقة "توتال" تقلب الطاولة على نظام تميم

الثلاثاء، 30 يناير 2018 05:30 ص
صور.. أول مكاسب الدعم الإيرانى لقطر فى مواجهة الرباعى العربى.. طهران تتفوق على الدوحة فى إنتاج حقل بارس الغازى الضخم بالرغم من أن حصتها نصف الحصة القطرية.. وصفقة "توتال" تقلب الطاولة على نظام تميم الرئيس الإيرانى والود تميم
كتب محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تخطى حجم إنتاج إيران من الغاز إنتاج قطر فى حقل بارس الجنوبى المشترك، ما يعنى أن ذلك يعد أول مكسب ميدانى على المستوى الاستراتيجى لإيران من أزمة قطر مع جيرانها فى محيطيها الخليجى والعربى، بعد انشغال الأخيرة فى صراعاتها الداخلية والخارجية.  

 

ارتفاع إنتاج الحقل

فقد نقلت وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الطاقة الإيرانى بيجن زنغنه خلال مقابلة مع التلفزيون الإيرانى أن إنتاج إيران من حقل "بارس" ارتفع بواقع 83 مليون متر مكعب يوميا فى الفترة ما بين 22 ديسمبر و20 يناير ليصل إلى مستوى 553 مليون متر مكعب يوميا.

 

 

ويقع حقل بارس الجنوبى (وفقا للتسمية الإيرانية) أو حقل غاز الشمال (وفقا للتسمية القطرية) فى الخليج العربى وتتقاسمه إيران مع قطر، ويعد أكبر حقل غاز طبيعى بالعالم إذ يضم 50.97 ترليون متر مكعب من الغاز.

 

ولفت زنغنه إلى افتتاح 6 مراحل تطويرية مختصة بإنتاج الغاز بطاقة 150 مليون متر مكعب يوميا فى العام الجارى (يبدأ العام الفارسى فى 21 مارس وينتهى فى 20 مارس)، مؤكدا أن إنتاج إيران فاق قطر فى الحقل المشترك بشكل طفيف ما يعد إنجازا كبيرا، بالرغم من أن حصة قطر تقريبا ضعف الحصة الإيرانية.

 

سياسة قطر الغازية

تبلغ مساحة الحقل نحو 9.7 كيلو متر مربع، منها 6 آلاف كيلومتر مربع فى مياه قطر الإقليمية، و3.7 آلاف فى المياه الإيرانية، واكتشف الحقل فى عام 1971 (العام الذى استقلت فيه قطر عن المملكة المتحدة) وبدأ الإنتاج فى عام 1989.

 

 

وفى وقت سابق من شهر أغسطس الماضى، أعلنت قطر إنهاء تعليق لتطوير حقل غاز الشمال، وذلك بعد أن فرضته لأكثر من 10 سنوات، ويمثل حقل الغاز جميع إنتاج قطر من الغاز تقريبا ونحو 60% من إيراداتها من الصادرات، وفقا لما قاله فى وقت سابق الرئيس التنفيذى لشركة قطر للبترول سعد الكعبى.

 

وقال الكعبى للصحفيين فى الدوحة "أكملنا معظم مشروعاتنا والوقت الحالى مناسب لإنهاء التعليق، وقرار اليوم استند إلى نتائج اختبارات أجريناها على الإمكانات الفنية للحقل، فالمنطقة التى نطورها موجودة فى أقصى جنوبى حقل الشمال، إنه أبعد مشروع عن الحدود الإيرانية".

 

الأزمات القطرية المتلاحقة

وأضاف أن الإنتاج الجديد من الحقل يتوقع أن يبدأ خلال فترة تتراوح ما بين 5 و7 سنوات مع استهداف تصدير مليارى قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، موضحا أن التطوير الجديد سيزيد الإنتاج الحالى من حقل الشمال بنحو 10% وسيضيف نحو 400 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطى لإنتاج قطر.

 

 

 

وكان الانشغال القطرى ـ بحسب محللين ـ بملفات أخرى على رأسها إدارة صراعاتها الإقليمية ودعم الإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة وإيواء قادة التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها طالبان وجبهة النصرة قد أدى إلى أن تتراجع فى مستوى الإنتاج من الحقل الأهم بالنسبة لها.

وبعد اندلاع الأزمة القطرية التى افتعلتها قطر مع جيرانها العرب تنبأت تحليلات نشرتها "اليوم السابع" بانخفاض دخل الدوحة من الغاز وبالتالى الحد من إنفاقها على الجماعات المتطرفة ودعمها الحاد للمنظمات المسلحة وكذلك إيوائها عناصر من الجماعات ذات الصلة، وهى إحدى النتائج المترتبة على الوفاق القطرى ـ الإيرانى الظاهرى حاليا.

 

تداعيات صفقة توتال

وفى الثالث من يوليو الماضى، بعد نحو شهر تقريبا من قرار المقاطعة العربية الشاملة لقطر، وقعت إيران عقدا لتطوير المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الجنوبى مع شركة توتال الفرنسية، واعتبرت أن الشركة تعد شريكا مهما فى المجالات العلمية والتكنولوجية والإدارية، بقيمة نحو خمسة مليارات يورو أو 4,8 مليار دولار وذلك بحسب البيانات الإيرانية الرسمية الصادرة عن وزارة الطاقة.

 

 

وبطبيعة الحال قلبت تلك الصفقة الكبرى كل الحسابات القطرية ـ بحسب محللين ـ بعد أن بات مسلما به أن إيران ستكتسح سوق الغاز المسال وقد تأخذ من الحصة القطرية المتراجعة على خلفية وقف تطوير حقل الشمال، كما أدت تلك الصفقة فى نتائجها الكلية إلى جعل الارتباط الرأسمالى الأوروبى بإيران ذى صفة عضوية متصلة بالاتفاق النووى أى إن الصفقة تجاوزت دورها التقنى الفنى إلى أدوار سياسية وجيوستراتيجية معقدة.

 

لذلك تأتى أوروبا أكثر حرصا على عدم نقض الاتفاق النووى لما سيترتب عليه من إجراءات إيرانية شمولية محتملة حال وصول الاتفاق إلى سبل مسدودة، وعليه فإن تلك المعادلة أفرزت مجموعة من الحقائق السياسية أهمها أن قطر هى الخاسر الأكبر من تحسين علاقتها مع إيران وأن إيران هى الرابح الأكبر من تأزيم العلاقات القطرية مع الدول العربية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة