مؤتمر نصرة القدس فى يومه الثانى.. الإمام الأكبر: المؤتمر أعاد القضية للأذهان وتابعه 400 مليون.. شومان: قرار ترامب لن يترتب عليه شىء.. رئيس أكاديمية فلسطين باكيا: عبد الناصر قال إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها

الخميس، 18 يناير 2018 01:53 م
مؤتمر نصرة القدس فى يومه الثانى.. الإمام الأكبر: المؤتمر أعاد القضية للأذهان وتابعه 400 مليون.. شومان: قرار ترامب لن يترتب عليه شىء.. رئيس أكاديمية فلسطين باكيا: عبد الناصر قال إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها مؤتمر نصره القدس
كتب لؤى على وإسماعيل رفعت تصوير عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لليوم الثانى على التوالى استمرت فعاليات مؤتمر الأزهر الشريف لنصرة القدس ، بحصور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر الشريف، وترأس الجلسة الأولى الدكتور عبد العزيز التويجرى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " ايسيسكو" ، والذى أكد على أهمية استعادة الوعى بقضية القدس والقضية الفلسطينية، بالحضور فى الساحة الدولية، والوقوف فى وجه كل من يحاول طمس هوية القدس، مشيرًا إلى أن استعادة الوعى شىء مهم ومؤثر لنصرة القدس يقوم بها أصحاب الأرض المحتلة، ويؤيدهم كل محب للسلام.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وزير الخارجية السودانى السابق : "نستبشر خيراً أن يكون منطلق القضية الفلسطينية من الأزهر الشريف كما عودنا، فالقدس والقضية الفلسطينية ظلتا حاضرتان فى فعاليات الأزهر الشريف منذ عام 1948، مثمناً إعلان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رفضه طلباً رسمياً من نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس للقائه فى ديسمبر الماضى.

وأضاف عثمان، من الضرورى استعادة الوعى العربى تجاه القدس وعدم التركيز فقط على البعد الروحى للقدس، رغم أهميته، لكن يجب التركيز أيضاً على أبعاد أخرى كالبعد الثقافى، والبعد التاريخى، وحق الأرض، وتأكيد حتمية أن تكون القدس عاصمة للفلسطينيين من خلال منظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية والعلاقات الخارجية والتعاون الدولى فى رفع الوعى بالقضية العربية.

وأوضح وزير الخارجية السودانى السابق، أن بذور أى مشكلة فى العالم العربى تكمن فى انخفاض مستوى الوعى بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، مشدداً على ضرورة رفع مستوى الوعى بقضية القدس إلى الدرجة التى تمكن المجتمع العربى من الوقوف على قدميه ثانية والقيام بمسئوليته لنصرة القضية الفلسطينية.

من جانبها، قالت الدكتورة فاديا كيوان، المدير السابق لمعهد العلوم السياسية فى جامعة القديس يوسف بلبنان، أن القرار الأمريكى الأخير يمعن فى تحريك جروحنا وفى صفع كرامتنا وفى المساهمة فى قهرنا من خلال الإقرار بالقدس عاصمة لدولة صهيونية، وهو ما يشكّل تحدّ للمجتمع الدولى وللقانون الدولى العام ولا يجوز أن يمر مرور الكرام.

وأضافت "كيوان"، أن المؤسسات العربية تتحمل المسؤولية التاريخية تجاه الشعوب العربية فى تنمية الوعى بقضية القدس، من خلال وضع رؤية لما يمكن القيام به لحماية القدس من وضع اليد الكامل عليها من قبل الحركة الصهيونية وبمباركة أميركية حتى الآن، رغم الاعتراض الدولى الواسع على هذه الخطوة.

وناشدت "كيوان"، من خلال منصة المؤتمر القادة العرب أن يأخذوا المبادرة ويعملوا على وحدة الموقف العربى وعلى حشد الدعم الدولى وعلى الحزم فى المواجهة، من خلال السعى لحشد التأييد والدعم الدوليين لقضية القدس ومن خلالها قضية الشعب الفلسطينى.

فيما قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن ما يقال أن قرار ترامب طامة حلت بالعرب ، هى مقولة خاطئة ، فهذا القرار لم ولن يترتب عليه أى شىء، فمدينة القدس مدينة عربية تحت الاحتلال وإنما وقع الضرر أولا على الدولة الأمريكية طالما كانت تعلن أنها دولة الحريات ومع أننا لم نصدق يوما رغم تصديق البعض ، وها القرار المتهور الذى لم يساو الحبر الذى كتب به .

وأضاف أن مدينة القدس عربية وليست ورث لبلفور ولا لترامب ، وستبقى القدس عربية وستعود لنا أن لم تكن على ايدينا فعلى ايدى ابنائنا او احفادنا ، فقد انفضحت امريكا ويكفى أن بسبب هذا القرار لم يعد احد يجهل قضية القدس ، أما من يقول أن هذا المؤتمر تظاهرة كلامية انما هو فعل ايجابى على الارض، وكما قال شيخ الازهر أن هذا المؤتمر لن يحرر القدس ، لكنه أعاد القضية للاذهان ، فقد تابعه حتى الان 400 مليون والمؤتمر لم ينته بعد وقد يتجاوز عدد متابعيه النصف مليار وهو لم يحدث من قبل فى تاريخ المؤتمرات بل الحروب .

وتابع : أن من يقول اننا امة سلام وان السلام هو خيارنا الاوحد ولن نلجأ إلى غيره هذا خطأ ، فنحن أمة سلام مع من سالمنا وأمة حرب ضروس مع من عادنا وقاتلنا ،وعلينا أن نسلك فى طريق السلام، لكن حين نتأكد أن عدونا يرفض السلام فعلينا أن نسلك فى الطريق الآخر ولن ننسى القدس .

 

وتساءل : "لماذا يتحدث العالم بما فيهم اسرائيل وامريكا عن القدس كمدينة واحدة بينما نحن نتحدث عنها قدس شرقية وغربية؟"، فمن يقتلون أطفال فلسطين هم من جلبوا الارهابيين لبلادنا ، فأمريكا وإسرائيل هم من زرعوا الإرهاب ومن لم يستطع أن يقول ذلك فالأزهر يقول ذلك ، وهو ما جعل القاعة تدق بالتصفيق والتكبير لمدة تزيد عن دقيقتين. 

 

وتابع: إن الأزهر خطى خطوات محددة فقد اعلن شيخ الازهر قرار تدريس مقرر دراسى مستقل عن القدس وفلسطين، سيدرس فى التعليم قبل الجامعى والجامعى بالأزهر سيتعلم فيه الطلاب كل شىء عن القضية ، فيا أمة العرب أن القدس يناديكم فاستعدوا لها سلما وحربا. 

 

وقال شومان ، عن زيارة القدس : "لا أظن أن قلب أى مسلم أو مسيحى لا يهفو إلى المسجد الاقصى ، وقد درس الأمر من قبل وبعضهم نادى بالزيارة دعما للمقدسين ، وبعضهم يتخوف لتلك الزيارة حيث يتخوف أن تكون إطفاء للقضية وربما تكون تطبيعا ، وهذا توقع يجب أن ينظر فيه ".

وأضاف: "من وجهة نظرى أن هذه المسألة ليست مسألة دينية بل هى مسألة سياسة مع المصلحة ، لذلك علينا التروى وعدم اصدار قرار بالزيارة او رفضها ، ولا يجب أن يأخذ القرار بناء على رغبة المقدسيين فقط بل يجب أن يكون بالتنسيق مع رؤساء الدول ".

ومن ناحيته، قال الدكتور مصطفى حجازي، مستشار رئيس الجمهورية السابق، إننا نلتقى اليوم فى رحاب أزهر الإنسانية، وإذا تحدثنا عن القدس والأقصى وقبلهم أوطاننا ومستقبلنا فيجب أن نقول إنهم لا يحتاجون الدموع وإن صدقت، ولا التباكى على العجز وإن كانت حقيقة، ولكن يحتاجون الفكر الصادق من عقول غير مُتنازلة، ومن وجدان غير شائخ، وأنه الخصم قد أتانا من ثغور نحن تركناها كلأ مباحًا لشذاذ الآفاق، مشددًا على أن مائة سنة من الدهشة والتباكى على قضية فلسطين تكفى وتزيد، والتاريخ لا يرحم المندهشين.

وأضاف حجازى، أن الاستغراق فى أفعال البيروقراطية وحدها لا يردع عدوًا ولا يستنصر صديقًا، ولكن لابد من التعلم من دروس الماضى القريب، فلم يعد هناك وقت للتذرع بأن طريق المستقبل تسده صخرة احتلال، فقد حطمنا كثير من صخرات الاحتلال فى الماضى ولكن للأسف حِدنا عن الطريق وأصبحنا نواجه مستقبلًا غائمًا، مؤكدًا ضرورة العمل على الأرض والإبداع والإعمار والتغلب على المشكلات حتى نصير فى مصاف الدول المتقدمة.

وأوضح الدكتور حجازى أن عالمنا القادم لا يستطيع أحد القطع –حتى الآن- لأنه يتشكل من واقع أقرب إلى الواقع الكونى غير المستقر، الذى تعد فيه المعرفة على رأس موارد الاقتصاد، وتستخدم فيه العقول قبل الجغرافيا فى الحروب، ويعد ميزان القوى هو وعى كل أمة بقدرتها عل الشراكة والقيادة أو حتى الاحتكار متمثلًا فى أطروحتها، وقد اقتضت حكمة الله بأن يكون الوعى هو مناط كل قدرة وجوهر العدل فى كل تكليف.

وقال الدكتور مفيد شهاب، وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، أن الإجراءات التى تقوم بها إسرائيل فى القدس المحتلة والقرار الأمريكى الأخير بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قرارات باطلة ولا يترتب عليها أى أثر، مؤكدًا أن البعد القانونى للقضية الفلسطينية واضح بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن أن القدس الشرقية أرض محتلة وأن أى قرارات تقوم بها إسرائيل من تغيير فى المدينة أو بناء مستوطنات أو تغيير فى تاريخ أو جغرافيا المنطقة هى والعدم سواء.

وأشار الدكتور مفيد شهاب، أن القرار الأمريكى الأخير بنقل السفارة رفضته 14 دولة من أصل 15 دولة حيث استخدمت الولايات المتحدة حق نقض الفيتو، وفى الجمعية العامة رفضت القرار 128 دولة، لافتا أننا أمام وضع مخالف للقانون الدولى وللأعراف الدولية، متعجبًا فى الوقت ذاته من كل القرارات الخاصة بشأن القدس فى السابق وافقت عليها الولايات المتحدة، مشددًا أن قرارات الجمعية العامة الخاصة بالقدس ليست توصيات أو نصائح بل قواعد يجب الانصياع إليها.

 

من جانبه قال الدكتور إدريس الجزائري، المدير التنفيذى لمركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، إنه ينضم إلى صوت الأزهر الشريف فى نصرته للقدس، والتضامن مع الشعب الفلسطينى الأبي، وإذا تحدثنا عن أوضاع حقوق الإنسان للمقدسيين فهناك ثلاث حقوق أساسية للشعب الفلسطينى فى هذا الشأن وهي: الحق فى تقرير المصير، الحق فى حرية التنقل، والحق الثالث وهو مبدأ عدم التمييز.

وأضاف أن اعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل" رغم رفض المجتمع الدولى لذلك القرار له عواقب سلبية على تمتع الفلسطينيين بحق تقرير المصير، وحق الشعب الفلسطينى فى تسيير أموره بنفسه، وهو أحد مبادئ حقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها فى المادة الأولى من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وميثاق الأمم المتحدة ذاتها، لافتًا إلى أن حرمان الشعب الفلسطينى من حرية تقرير مصيره هو انتهاك صارخ لهذا الحق الثابت.

وأوضح أن الأحداث الأخيرة وتشجيع "إسرائيل" على تصعيد الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان قد يؤدى فى جلة الأمور إلى زيادة توسيع المستوطنات وعمليات الهدم الممنهجة للمنازل فى القدس الشرقية ضاربًا بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان عرض الحائط، وهذا القرار من أنه أن يؤدى إلى التضييق على المقدسيين لدفعهم إلى الرحيل عن القدس، مشددً على أن المجتمع الدولى وخصوصًا المنطقة العربية والإسلامية، يتحملون ونتحمل جميعًا واجبًا أخلاقيًّا يلزمنا بتوحيد قوانا والعمل معًا من أجل وقف انتهاكات حقوق الإنسان بحق أهل القدس، التى هى نموذج للتنوع الدينى الذى بإمكانه أن يصير مثالًا رمزيًّا لجمال التنوع الذى ينبغى الاحتفاء به وليس طمسه.

قال الدكتور مهدى عبدالهادي، رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية بالقدس، أنه جاء من القدس يحمل رسائل للعالم وهي: رسالة عربية تقول أن القدس يعيش حالة غير خلاقة ولكن الشعب العربى يريد حقوقه المسلوبة وكرامته وحريته ووجوده فى هذه الأرض ولن يفرط فيها، ورسالة وطنية أنه ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة وأن الأيادى المرتعشة لا تبنى وأننا لن نفرط فى قدسنا أبدًا ما حيينا، ورسالة مقدسية للجميع وهى حراك الشباب الوطني، فالوطنية هى الالتصاق بالأرض الفلسطينية والصمود فى مواجهة الاحتلال، والشباب المقدسى ضد محاولات إقصائه عن بيته ومسجده وثقافته وعمله وضد بناء المستوطنات وضد تدنيس مقدساته الإسلامية والمسيحية.

وأكد د. مهدى عبدالهادى أن شباب القدس مقاوم وسلاحه الإيمان بالله والثقة بالنفس وامتلاك المبادرة الشجاعة وتقبل النتائج حتى الشهادة.

وأشار رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية بالقدس إلى خطاب الإمام الأكبر أمس أنه تعلم من خطابه أهمية التعليم والثقافة فى استعادة الوعى بالقضية الفلسطينية، داعيًا إلى تسليح شبابنا بالعقيدة وإرسال العلماء والفقهاء وقراء القرآن إلى المسجد الأقصى المبارك، حاملًا رسالة من الشباب المقدسى للإمام الأكبر أنهم فرض عليهم الرباط والصمود ويريدون تواصل الأزهر معهم فى رباطهم بفكر وعلوم وأدوات الأزهر الدينية خاصة فى رمضان القادم.

وقال فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات أن مدينة القدس كانت من تاريخ طويل ملتقى للديانات والطوائف جميعا تحت مظلة التعايش المشترك والتسامح والحوار بين الجميع، وعن مواجهة الأزمات التى تمر بها القضية الفلسطينية ومدينة القدس أقترح بضرورة مخاطبة الغرب بقيمه وقوانينه والعمل على تقريب الرؤى ووجهات النظر حتى نستطيع تكوين قوى ضاغطة على القرارات الأوربية تجاه القضية الفلسطينية مثلما تفعل إسرائيل.

 

وانطلقت فعاليات "مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس" أمس فى مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وحشد كبير من كبار الشخصيات السياسية والدينية ورجال الفكر والثقافة، يمثلون 68 دولة، إضافة إلى حضور إعلامى تجاوز ال800 صحفى وإعلامي.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة