بالصور والفيديو.. النظام الحاكم فى "بورما" تاريخ من الجرائم ضد الإنسانية.. الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتهجير أسهل طرق القضاء على المسلمين.. منع عرض فيلم "رامبو" يكشف المذابح ضد المواطنين العزل

السبت، 09 سبتمبر 2017 01:52 ص
بالصور والفيديو.. النظام الحاكم فى "بورما" تاريخ من الجرائم ضد الإنسانية.. الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتهجير أسهل طرق القضاء على المسلمين.. منع عرض فيلم "رامبو" يكشف المذابح ضد المواطنين العزل التطهير العرقى والتهجير القسرى
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس من المبالغة القول إن النظام الحاكم فى بورما واحد من أكثر الأنظمة جرما فى تاريخ البشرية، تجاوز بمراحل ما فعله الهكسوس والتتار، فالمسيطرون على مفاصل السلطة فى البلاد حتى مع صعود زعيمة المعارضة أونج سان سو كى، الحائزة على جائزة نوبل للسلام إلى قمة السلطة فى البلاد، مارسوا كل أنواع القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية بحق مسلمى الروهينجا فى إقليم راخين، وعندما جسد النجم الأمريكى سيلفستر ستالون، جانبا من هذه الجرائم المروعة فى فيلمه الشهير "رامبو 4" منعت السلطات عرض الفيلم فى البلاد.

 

سياسة الإبادة الجماعية

 

فى العام 1937 حصلت بورما على الاستقلال الذاتى من الاستعمار البريطانى وبعدها بنحو 11 عاما وتحديدا فى العام 1948، حصلت على الاستقلال التام، لكن الأمر لم يلبث أن تحول إلى انقلاب عسكرى مكتمل قاده جنرالات بالجيش على رأسهم الجنرال نيوين الذى أعلن فى العام 1962 أن بورما للبوذيين ولا مكان للمسلمين فيها.

 

رئيسة وزراء بورما أونج سان سو كى
رئيسة وزراء بورما أونج سان سو كى

 

وعليه تعرض مسلمو الروهينجا لكل أنواع التطهير العرقى من قتل وتهجير وتشريد ومصادرة أراضيهم، وتذكر بعض الإحصاءات ذبح وقتل ما يزيد عن 300 ألف مسلم فى راخين "سلطنة أراكان الإسلامية".

 

وتشير دراسات متخصصة فى الشؤون الآسيوية إلى أن حكومة بورما نفت أكثر من مليون ونصف المليون خارج راخين، ففى عام 1978 طرد أكثر من 300 ألف مسلم إلى بنجلاديش، و حوالى نصف مليون مسلم آخرين طردوا فى أوضاع قاسية جداً، مات منهم قرابة 40 ألفا من الشيوخ والنساء والأطفال، بحسب إحصائية وكالة "غوث اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة.

 

سياسة التغيير الديموجرافى

 

وفى عام 1988 طرد أكثر من 150 ألف مسلم، بسبب بناء ما يسمى بالقرى النموذجية للبوذيين فى محاولة للتغيير الديموجرافى، وفى عام 1991 طرد قرابة نصف المليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التى فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة انتقاما من المسلمين؛ لا لشىء سوى أنهم صوتوا مع عامة أهل البلاد لصالح الحزب الوطنى الديمقراطى (NLD) المعارض.

 

وتفيد الدراسات الميدانية أن هؤلاء المهجّرون يعيشون حاليا فى أجزاء متفرقة من العالم بما فيها بنجلاديش وماليزيا وتايلاند وباكستان والسعودية والإمارات ومصر.

 

وعمدت الحكومات البوذية المتعاقبة على طمس الهوية والآثار الإسلامية، وذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقى منها لا يتم ترميمه، فضلاً عن عدم بناء أبنية جديدة لها علاقة بالدين والملة، والعمل على محو الثقافة الإسلامية وتذويب مسلمى الروهينجا فى المجتمع البوذى البورمى قسرا.

 

ما زاد الأمر سوءا بالنسبة للأقلية المسلمة فى بورما أنه فى العام 1982 أصدرت الحكومة البوذية قانونا جديدا للجنسية، وبموجبه أصبح الروهينجا المسلمون شعباً بلا هوية ولا مواطنة، ما يعنى أنهم مواطنون خارج القانون الجبرى الموضوع للتنكيل بكل أتباع الدين الإسلامى.

 

سيلفستر ستالون ومذابح المسلمين

 

فى العام 2008 أنتجت هوليوود الجزء الرابع من سلسلة أفلام "رامبو" الشهيرة، وتناولت القصة حياة الجندى الأمريكى السابق جون رامبو الذى يعيش فى تايلاند فى قرية نائية بالقرب من الحدود البورمية، وهناك يكسب لقمة عيشه من التقاط الثعابين وبيعها ونقل الناس بواسطة قاربه عبر نهر سالويين.

الجنرال نيوين قائد انقلاب العام 1962
الجنرال نيوين قائد انقلاب العام 1962

 

فى تلك الأثناء تلقى الأقلية المسلمة أعنف جرائم حرب وتطهير عرقى واغتصاب، ويرصد الفيلم ببراعة فى عدد من مشاهده أنواع القتل المريع والاختطاف والاغتصاب وخطف الأطفال والعبث بحياة الناس من خلال المشهد الذى يصور جنود الجيش وهم يضعون قنابل مضادة للأفراد فى حقل من الأرز ويجبرون الروهينجا على المرور بالحقل فيموت منهم من يموت بشكل عشوائى وينجو من تكتب له النجاة فيطلقون عليه الرصاص من خلال مجموعة من المشاهد البشعة.

 

اللافت فى هذا الفيلم أنه فور عرضه لم تبادر الحكومة البورمية بالرد عليه أو نفى ما جاء فيه بل على الفور أصدرت قرارها بمنع عرضه فى كل بورما، ما أثار حفيظة وسائل الإعلام حول العالم ونشرت جريدة تليجراف البريطانية واسعة الانتشار تقريرا عن الفيلم وعن قرار الحكومة البورمية.

 

جانب من مشاهد التهجير القسرى بحق الروهينجا
جانب من مشاهد التهجير القسرى بحق الروهينجا

 

وقالت الصحيفة إن الجنود البورميين ساديون ومنحرفون، ونقلت الصحيفة عن أحد الرجال الذين يبيعون شرائط الفيديو الرقمية فى مدينة يانجون العاصمة السابقة لبورما: "يسأل العديد من العملاء عن الجزء الرابع من سلسلة أفلام رامبو، لكننى لا أجرؤ على بيعه، وقد حذرتنى الشرطة من أننى يمكن أن أذهب إلى السجن لمدة تصل إلى 7 سنوات إذا بعت نسخ الفيلم إلى العملاء".

 

ونقلت الصحيفة عن تاجر آخر قوه إنه يتلقى ما يقرب من 20 استفسارا فى اليوم من العملاء الذين يسألون عن فيلم "رامبو 4"، ومن الصعب الآن توفير نسخة لهم بسبب حظر السلطات للفيلم ومنع عرضه أو بيعه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة