تستمر حالة الطوارئ فى درجاتها القصوى بمختلف الولايات الأمريكية المعرضة لإعصار إرما المدمر، الذى ضرب الولايات الساحلية الأمريكية منذ قرابة 5 أيام، وبعد مروره بمنطقة الكاريبى وضربه جزر فرنسية وهولندية مخلفًا عشرات القتلى والمصابين، إضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة يقترب الإعصار المصنف كونه من الدرجة الخطيرة "الفئة الخامسة" من ولاية فلوريدا.
ومع اقتراب إعصار إرما من ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية، دعت السلطات فى الولاية، نحو 5.6 مليون شخص (أى ربع سكان الولاية) إلى مغادرة منازلهم، حيث من المتوقع أن يقترب الإعصار من جزر "فلوريدا كيز"، وجنوب الولاية، فى وقت مبكر غدًا الأحد.
ويقترب الإعصار من فلوريدا، جنوب شرق الولايات المتحدة، محملا بعواصف بسرعة 260 كم بالساعة، بحسب مركز الأعاصير الوطنى، الذى أضاف أن عين الإعصار تبعد نحو 480 كم "جنوب - جنوب شرق ميامى".
وحذر حاكم فلوريدا، ريك سكوت، من أن "إرما"، ربما يكون أعنف من الإعصار أندرو، الذى أودى بحياة 65 شخصا فى عام 1992، منبها سكان الولاية وعددهم 20.6 مليون نسمة، أن يكونوا على استعداد للإخلاء.
وقال الحاكم لشبكة "سى إن إن" التليفزيونية، "على الناس أن يفهموا، إذا كنت فى منطقة إخلاء يتعين أن تكون حذرًا، عليك المغادرة فورا"، وأضاف "هذه عاصفة عنيفة أكبر من ولايتنا".
وشدد حاكم ولاية فلوريدا، حسبما نقلت قناة (سى إن إن) الإخبارية الأمريكية، السبت، على السكان المغادرة الآن، قائلا "فلتغادروا الآن، ليس الليلة ولا فى غضون ساعة، بل الآن"، مضيفا أن بقاءهم فى المنازل يعرضهم إلى عاصفة شديدة يصل ارتفاعها إلى 12 قدما.
وتأتى التحذيرات الشديدة من قبل السلطات الأمريكية، بعدما وصل الإعصار إلى الدرجة الخامسة القصوى، عندما ضرب شرق ووسط كوبا، الجمعة، ما أدى إلى مقتل 24 شخصا فى البحر الكاريبى خلال هذا الأسبوع، وجاء ذلك وسط إجلاء أكثر من مليون شخص من منازلهم كإجراء وقائى.
ومن جهتها دعت الأرصاد الجوية الأمريكية، السكان فى جزر "فلوريدا كيز"، إلى إخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة مع اقتراب إعصار إرما المدمر، وقالت الأرصاد - فى تغريدة عبر "تويتر"، أوردتها قناة "الحرة" الأمريكية، السبت - "هذا حقيقى تماما، لن يكون هناك مكان آمن فى فلوريدا كيز، لا يزال لديكم وقت للمغادرة".
وفلوريدا كيز، هى سلسلة جزر تمتد على مسافة 290 كم، تقع جنوب ولاية فلوريدا بين المحيط الأطلسى وخليج المكسيك، ويسكنها نحو 80 ألف شخص.
وفى إجراء احترازى لسكان ولاية فلوريدا، لمواجهة الأثار المدمرة للإعصار، دعم المواطنون منازلهم ومتاجرهم بالألواح الخشبية وأكياس الرمل قبل الانضمام إلى الأعداد الهائلة من السكان المغادرين للولاية الأمريكية استعدادا لوصول الإعصار.
وبدت سيارات المواطنين مثل قافلة شبه متلاصقة ببعضها أثناء مغادرتها الولاية متجهة شمالًا، تحمل فرش النوم وعبوات الغاز وألواح التزلج على الماء، بعد استجابة السكان للتحذيرات المتكررة بضرورة الإخلاء.
ومن جانبه قال مدير مركز الأعاصير بالإنابة إيد رابابورت "لا نعرف بعد ما إذا كان الوضع لا يمثل خطرًا على الحياة للناس الذين لا يزالون فى كيز".
فيما حذر الرئيس دونالد ترامب سكان المناطق الواقعة فى ممر "إرما"، من "أنهم يواجهون خطرًا بحجم كبير جدًا، ربما أكبر مما شهدناه على الإطلاق".
يذكر أنه أثناء اجتياحها منطقة الكاريبى أودت العاصفة العنيفة بحياة 24 شخصا على الأقل، وأوقعت دمارا هائلا فى عدد من الجزر الصغيرة مثل سان بارتيلمى، وسان مارتان، حيث دمرت 60% من المنازل وتسببت بعمليات نهب، قبل أن تبلغ الجزر العذراء وبورتوريكو.
وفيما يتقدم الإعصار إرما، باتجاه فلوريدا، يراقب خبراء الأرصاد إعصارين آخريين، فالإعصار جوزيه - الذى تقترب شدته من الدرجة الخامسة - يتقدم فى مسار إرما فى الأطلسى، فيما وصل الإعصار كاتيا، فى ساعة متأخرة الجمعة، اليابسة فى شرق المكسيك، بعد أن ضربها أعنف زلزال فى قرن، موقعا 61 قتيلا على الأقل وأكثر من 200 جريح.
ويعيث الإعصار جوزيه الفوضى فى عمليات الإغاثة فى الكاريبى، حيث منعت حالة الطقس المتدهورة المراكب المحملة بمواد الإغاثة من الانطلاق والطائرات من الإقلاع.
وفى المقابل يتخذ الجيش الأمريكى إجراءات تعبئة آلاف الجنود ونشر العديد من السفن الكبيرة للمساعدة فى عمليات الإجلاء والإغاثة الإنسانية، فيما نقل سلاح الجو عشرات الطائرات من جنوب الولايات المتحدة.
