قبل ساعات من وصول حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية برئاسة رامى الحمد الله إلى قطاع غزة لمباشرة مهامها تنفيذا لتفاهمات القاهرة، وجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، رسالة إلى الشعب الفلسطينى، حث فيها التوافق وإنهاء المظالم وتسوية الملفات وإعادة الحياة السياسية والحريات واحترام التعددية، والذى سوف ينعكس إيجابيا على واقع الإقليم.
وأكد هنية، فى رسالته التى نشرها الموقع الرسمى للحركة، مساء اليوم، السبت، على أن حماس قررت فى المرحلة الدقيقة والحساسة والمهمة من تاريخ الشعب الفلسطينى تفعيل الاستراتيجية التى تؤمن القدرة الحقيقية لشعب فلسطين من خلال تجميع قواه وأوراقه وعناصر قوته وتعايش البرامج وتكامل الأداء ليجتاز الفلسطينيون المرحلة الأخطر فى تاريخ الصراع مع المحتل الإسرائيلى.
وأكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، على حرص حركته بخلق أجواء حقيقية للمصالحة والانتقال بواقع فلسطين الراهن والمحكوم بإثقال السنين ومرارة الانقسام إلى واقع مختلف، موضحا أن حركته معنية بتحقيق المصالحة فى الضفة كما هى فى غزة وإنهاء المظالم وتسوية الملفات وإعادة الحياة السياسية والحريات واحترام التعددية والعمل المؤسساتى والأمن الوظيفى لكل أبناء الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة على حد سواء لأن أساس المصالحة قائم على وحدة الضفة والقطاع وعدم الفصل بينهما.
وأشار هنية إلى تداعيات الانقسام الفلسطينى على أهالى غزة والضفة الغربية وضرورة أن ينعم الجميع بنتائج المصالحة، مؤكدا أن حماس وفتح ملتزمون بالعمل من اجل تحقيق ذلك لضمان وصول قطار المصالحة إلى نهايته السليمة، مؤكدا تطلع حركته للوصول لحالة وطنية تساعد فى مناقشة أوضاع الشعب الفلسطينى فى الخارج وظروفه التى يعيشها والتحديات التى يواجهها والمخاطر التى تحيط به وخاصة فى مخيمات اللجوء بحيث يتم التعاون بين الفصائل الفلسطينية لحماية حقوق الشعب وخاصة حق العودة، مؤكدا أن التوافق الفلسطينى سوف ينعكس إيجابيا على واقع الإقليم.
وأكد هنية تصميم حركته على المضى قدما فى طريق المصالحة وإنهاء الانقسام، موضحا أن حماس تدرك الحاجة إلى الحكمة والروية وسعة الأفق وتغليب المصالح العليا والإبداع فى عبور المرحلة والتغلب على تراكم السنوات وعلى ازمة الثقة، معربا عن ثقته فى الإرادة والقرار والقدرة على التنفيذ وأنها ستكون سيدة الموقف، التى ينتظرها كل أبناء الشعب الفلسطينى والأمة.
وأوضح أن حركة حماس فى كل المراحل مع المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطينى والوحدة الوطنية، مؤكدا أن ذلك يأتى على رأس الأولويات فقد عبرت حماس عن ذلك بأقوى شاهد حينما تنازلت عن الحكومة الشرعية وقبلها قبلت أن يترأس أبو مازن نفسه الحكومة وحينما وافقت على المشاركة فى انتخابات البلدية فى الضفة والقطاع، وموافقتها على تفاهمات بيروت بشأن المجلس الوطنى الفلسطينى، ووافقت على وثيقة الوفاق الوطنى ووقعت على اتفاقيات القاهرة ومكة والدوحة وصنعاء والشاطئ، مؤكدا أن قيادتها وكل أبنائها فى الداخل والخارج دفعوا بكل ما يملكون من اجل تحقيق المصالحة برضى وقناعة.
وأكد هنية قدرة حماس على خلق اختراق فى ملف المصالحة الفلسطينى حيث المرحلة الراهنة مختلفة، مشيرا إلى تغير البيئة الوطنية والإقليمية والدولية فضلا عن الرعاية المصرية القوية والداعمة والمتحركة على أساس التوازن الدقيق بين الإخوة الفلسطينيين ومصالحهم وحاجات الانسان الفلسطينى فى السياسة والأمن والعيش الكريم، موضحا أن هذه رغبة حقيقية عبرت عنها مصر ودوّل عربية عديدة كان لها جهود مقدرة فى ملف المصالحة.
وأشار هنية إلى حل حركة حماس للجنة الإدارية ودخول الحكومة للقطاع عن وعى وضمن رؤية متكاملة من أجل اجهاض المشروع الاسرائيلى الذى يسعى لابتلاع الضفة وحصار غزة، معربا عن اطمئنانه إلى دعم الصف التنظيمى الفلسطينى كله لهذا القرار وثقته بنهج الحركة وخطها الأصيل، مؤكدا أن حماس قررت ذلك بكامل إرادتها الوطنية ومستندة إلى قوتها السياسية والعسكرية وصمودها فى وجه الحصار وفِى الحروب وإلى مكانتها المحلية والإقليمية وموروثها والأهم انها تستجيب لرغبة شعب فلسطين فى الوحدة وطى صفحة الانقسام.
وأكد "هنية" تصميم حركته على النجاح والسير بقوة وعزيمة وإصرار يقرأها الجميع من التصريحات القوية والمسئولية الوطنية التى تصدر عن قيادات الحركة فى كافة أماكن تواجدها وخاصة قيادة غزة برئاسة يحيى السنوار، موضحا انهم سيقع على عاتقهم ابتداء التنفيذ المباشر لخطوات المصالحة ويعكسون موقف الحركة الواضح نحو الوحدة الوطنية والاستعداد لدفع الاستحقاق المترتب على الحركة ليصل قطار المصالحة إلى محطته الواعدة فى الضفة والقدس وكل مكان فيه فلسطينى يعشق وطنه، على حد تعبيره.
ودعا رئيس المكتب السياسى لحماس لبناء الثقة وجسر الهوة والتفرغ للملفات الوطنية الكبرى والاستعداد لتحديات المرحلة عبر التصدى لمشاريع التصفية وحماية خيار المقاومة وثوابت القضية، مشيرا لأهمية اعادة الاعتبار لقضية فلسطين فى أبعادها العربية والإسلامية والدولية، موضحا أن مشوار إنهاء الانقسام وتداعياته قد يكون طويلا فأمام الفلسطينيين عقبات وملفات عديدة تحتاج إلى قرارات جريئة، مضيفا: "لكننا على ثقة أننا بدانا حركة هدم جدار الانقسام وإزالة آثاره من حياتنا السياسية فى الضفة والقطاع".
وأعرب هنية عن تطلعه فى أن تتحرك حركة فتح فى ذات الاتجاه ويهيئوا للبداية المرتقبة لإنهاء الخطوة الاولى بنجاح والمتمثّلة بإيذان عودة الحكومة للعمل فى غزة، وتحمل المسئوليات ومعالجة الأزمات والاستعداد للحوار الثنائى فى القاهرة وصولا للحوار الوطنى الشامل حول تنفيذ اتفاقيات القاهرة وملحقاتها وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والتحضير للانتخابات العامة وترسيخ مبدأ الشراكة فى كافة المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية وفِى المرجعيات القيادية للشعب الفلسطينى فى الداخل والخارج.
