بدأت السلطة الوطنية الفلسطينية تتحرك فى المحافل الإقليمية والدولية بالسعى للانضمام إلى المنظمات والمحاكم الدولية بسبب الجمود الذى يواجه العملية السلمية فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما دفع الرئيس الفلسطينى محمود عباس للتلويح بورقة اتخاذ خطوات وحلول بديلة تضمن حقوق الفلسطينيين.
ونجحت السلطة الوطنية الفلسطينية من تحقيق العديد من الإنجازات فى المحافل الدولية لعل أبرزها تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2012 لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب فى الأمم المتحدة.
وفى هزيمة جديدة للإسرائيليين فى المحافل الدولية، قبلت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، اليوم الأربعاء، فلسطين عضوا فى المنظمة بتصويت 75 دولة لصالح القرار، خلال اجتماع الجمعية العامة للمنظمة بالعاصمة الصينية بكين.
ورحب وزير الخارجية الفلسطيى، رياض المالكى - وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية - بنتائج التصويت وقبول عضوية فلسطين فى منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" خلال اجتماع الجمعية العامة للمنظمة فى الصين، مؤكدا أن التصويت الساحق لدعم عضوية فلسطين هو انعكاس للثقة فى قدرات فلسطين على إنفاذ القانون والالتزام بالقيم الأساسية للمنظمة.
وأشار "المالكى" إلى أن هذا الانتصار تحقق بسبب الموقف المبدئى لأغلبية أعضاء الإنتربول، الذين دافعوا اليوم عن السبب الوجودى لهذه المنظمة ومبادئها الأساسية، إذ رفضوا بشكل واضح محاولات التلاعب والتسلط السياسى، قائلا: "اليوم تغلبت الحقائق والمبادئ على كل الاعتبارات الأخرى".
وتقدم وزير الخارجية والمغتربين بالنيابة عن الشعب الفلسطينى، بالشكر الجزيل والامتنان العميق لكل الأعضاء الذين ساندوا فلسطين فى مسعاها هذا، مؤكدا أن دولة فلسطين ستستمر فى سعيها الدؤوب للرفع من مكانة فلسطين ودورها على المستوى الدولى، والدفاع عن حقوق شعبنا فى الأمن والحرية بكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة، وبما يشمل الانضمام للمؤسسات الدولية ذات العلاقة.
وشدد "المالكى" على التزام فلسطين بالوفاء بالتزاماتها، والمساهمة فى مكافحة الجريمة وتعزيز سيادة القانون على المستوى الدولى، مشددا على أنها ستعمل مع كل الأعضاء للنهوض بمكانة ودور الإنتربول، وستكون شريكا بنّاء ومتعاونا فى هذا المسعى العالمى الذى يؤثر على حياة كل مواطنينا ومستقبلهم، متابعا: "دولة فلسطين تنظر لهذه العضوية والمسؤوليات التى تترتب عليها بوصفها جزءا لا يتجزأ من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطينى والتزاما أخلاقيا تجاه مواطنى العالم، إن فلسطين مستعدة وقادرة على تحمل هذه الالتزامات والمسؤوليات بوصفها شريكا فاعلا فى المجتمع الدولى، تسهم بشكل فعال وملحوظ فى النهوض بقيمنا الأساسية المشتركة كأمم.
وكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن قد أكد خلال كلمته الأخيرة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة أن إسرائيل تتحدى العالم وتخرق القانون الدولى والشرعية الدولية وغير ملتزمة بخيار الدولتين على حدود 1967.
فيما أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة وإسرائيلية فشلوا فى منع الفلسطينيين من الانضمام إلى الإنتربول.
بدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، السياسة الاستيطانية الاستفزازية، التى يمارسها الاحتلال على طول وعرض الأرض الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن هذه الفعالية وغيرها دليل إضافى على الدعم الرسمى الإسرائيلى غير المحدود للاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية وتهويدها، انسجاما مع أيديولوجية وثقافة اليمين الحاكم، القائمة على تكريس الاحتلال وابتلاع الأرض الفلسطينية المحتلة، وتقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل، وهو ما يشكل عقبة أساسية فى طريق الجهود المبذولة لحل الصراع بالطرق السياسية.
