أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

العراق كلمة السر فى كراهية العرب والمسلمين لأمريكا

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 تحت عنوان «هل نجحت أمريكا فى تحقيق أهدافها من احتلالها للعراق؟!»، كتب الباحث نبيل إبراهيم عدة دراسات نشرتها شبكه البصرة الإعلامية على أجزاء مختلفة، وفيها كشف هذا الباحث حقيقة النظرة الأمريكية للعراق، وكيف نجحت فى احتلال العراق؟ ففى الجزء الأول من هذه الدراسة يقول الباحث نبيل إبراهيم، إن الاحتلال الأمريكى الصهيوصفوى للعراق فى العصر الحديث هو أسوأ ما تعرض له شعب على مر التاريخ، فلم يحصل لشعب آخر من شعوب الأرض أن تعرض للتشويه والتقتيل والتضليل الإعلامى وقلب الحقائق رأسًا على عقب مثلما حدث ويحدث فى العراق منذ بداية العدوان الثلاثينى على العراق عام 1990، فالاحتلال تربع على صدر الشعب، والحكومة التى كانت منصّبة من قبله غير مسؤولة عن أى شىء فى العراق سوى مصالحه ويتصرف على هذا الأساس بكل وقاحة وعنترية، ودول الجوار تتدخل، كل حسب مصالحه وحجم العمالة والتأييد له، وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التى يعيشها الشعب فى أمنه ومأكله ومشربه وصحته وسكنه، فبرغم مرور سنوات كثيرة على الاحتلال الأمريكى الصهيوصفوى فإن حياة العراقيين فى تدهور مستمر، فالهجرة إلى الخارج مازالت مستمرة وقد تجاوز عدد الهاربين من جحيم الاحتلال الأربعة ملايين، والمهجرين داخل العراق المليون تقريبًا، والعوائل تعيش من دون كهرباء ولا ماء صالح للشرب، ومعظمها مازالت تسكن دور الدولة ومؤسساتها المهجورة والديمقراطية التى  تحدث عنها الأمريكان، ووعدوا بها الشعب المبتلى، كانت ديمقراطية الإرهاب والميليشيات، إنها حرب فاشلة بجميع القياسات، وقد خسر الشعب العراقى خسائر كبيرة ولم يلح فى الأفق مخرج.
 
البعض من خونة العراق ومروجى الفكر الانبطاحى يقولون إنها كانت حرب تحرير العراق، فهل هذا صحيح؟.. إنها حرب احتلال وقتل وتدمير العراق.. تحرير العراق يعنى حرية العراق.. يعنى شعبًا يعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيراته، وهذه الحرب لم تكن بدافع تحرير العراق، ثم دعونا نتساءل: تحرير العراق من ماذا؟، هل كان العراق محتلا؟ هل كان العراق يرضخ تحت حكم أجنبى؟... المؤكد والثابت أنه لا أسباب حقيقية لاحتلال العراق خارج الأهداف الاستراتيجية الأمريكية، ومن ضمنها تدمير العراق وتسليط الطائفية لتفتك بالشعب، فالمجرم بوش كان مصمما ومستعجلا ولم يثنه أى عذر أو موقف ضد شن الحرب.. كان أرعن  شديد الرعونة فاق جميع من حوله فى الإدارة الأمريكية، وتجاهل موقف الدول الكبرى فى مجلس الأمن والرأى العام الدولى والقانون الدولى، وضغط بشدة وهدد علانية دول الخليج والسعودية إذا تأخرت فى دعم الموقف الأمريكى، وكانتا قطر والكويت فاتحتين ذراعيهما لدخول القوات الأمريكية عبر أراضيهما.. لقد احتلت أمريكا العراق بحملة عسكرية همجية شرسة متذرعة بذريعتين، الذريعة الأولى، هى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وأما الذريعة الثانية، فهى الرغبة فى تحرير الشعب العراقى من قيادته الوطنية الشرعية وجلب الديمقراطية لهذا الشعب، وكلتا الذريعتين تدين أمريكا ومن تحالف معها فى احتلال العراق، فخلال أحداث سبتمبر 2001 م وتحديدا بنفس يوم الحدث استدعى الرئيس الأمريكى المجرم بوش وزير دفاعه رامسفيلد ظهيرة ذلك اليوم، وطلب منه التهيؤ لاحتلال العراق كما جاء ذلك على لسان كونداليزا رايس خلال إفادتها أمام لجنة التحقيق فى الكونجرس الأمريكى، ومن ثم التخطيط والتنفيذ بالشكل الذى حدث، وأعتقد أن هذا كان سببا رئيسا لرفض كل من فرنسا وألمانيا وروسيا فى دعم الولايات المتحدة فى حرب الخليج الثانية.. فى الوقت الذى كانت هذه الدول مؤيدة لها فى حرب الخليج الأولى عام 1991م، والتى لم تحصل من نتائجها حتى على أ ى فتات اقتصادى.
 
حقيقة الأمر أن أمريكا كانت تريد من احتلالها العراق تنفيذ مشروع عدوانى على العالم العربى كله لا العراق فقط، وأرادت أن يكون العراق بداية ومنطلقا للعدوان على الأقطار العربية الأخرى تتناولها الواحدة تلو الأخرى وفق جدول زمنى إذا ما تمكنت «لاسمح الله»، من العراق وركزت أقدامها فيه، إنها تريد إلغاء الخارطة السياسية للعالم العربى وتريد سايكس بيكو جديدة تحل محل سايكس بيكو القديمة التى أفرزت كياناته القائمة التى كانت تقسمتها كل من فرنسا وبريطانيا لإقامة كيانات بديلة على أسس طائفية وعنصرية أكثر عددا وأضعف شأنا وأكثر استجابة وحراسة لأهدافها من الكيانات القائمة.
 
ويبدو من سياق الأحداث والتطورات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط أن الأجندة الأمريكية لا تقتصر على العراق وحده وما يشكله من أهمية نفطية لأمريكا والعالم، ولكنها تطال دولاً أخرى، فمجموعة الصقور الأمريكية المتنفذة تريد إضعاف الدور السعودى فى السوق النفطية العالمية وتقليص نصيبها من الصادرات وممارسة ضغوط على دول أخرى فى منظمة الأوبك لتحقيق هذا الهدف، وتعقد آمالاً كبيرة على السيطرة على نفط بحر قزوين، والأهم من ذلك كله أن مجموعة الضغط الأمريكية ترغب فى إقامة نظام أموال لأمريكا فى العراق ليكون قادرا على فتح الأبواب أمام شركات النفط الأجنبية وخاصة الأمريكية للسيطرة على هذه الثروة الاستراتيجية ووضعها تحت نفوذها ومخططاتها، وهذا ما حدث بعد غزو واحتلال العراق، ومن هنا فإنه يمكن القول بأن الأهداف الأمريكية فى المنطقة، بالإضافة إلى التدخل عسكريا فى العراق، وغيره من الدول المجاورة والسيطرة على منبع النفط فى منطقة الخليج لاحتوائها على «60%» من احتياطى النفط فى العالم هى إقامة قاعدة عسكرية سياسية تمكنها من ممارسة نفوذ أكبر على كل دول المنطقة.. وللحديث بقية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة