حظى مسلسل game of thrones خلال سنوات عرضه منذ 2011، حتى الآن، بنسب كبيرة من المتابعة فى العالم العربى، وتحديدا من فئة الشباب، بل أن المسلسل، كسر قاعدة تقليدية، تقول أن بعض المسلسلات تبدأ قوية وتنتهى ضعيفة، ولكن يبدو أن هذا هو آفة فى الدراما المصرية فقط.
خلال سنوات طويلة لم يحظ أى مسلسل أجنبى بهذا القدر من الحرص على المتابعة، ربما شهد وعاصر الجمهور المصرى بعض المسلسلات غير المصرية مثل الكورى والمكسيكى والتركى والهندى والفارسى، ولكن الأمر المشترك بين هذه المسلسلات، أنها كانت "سهلة" ومتاحة للجميع، بعكس أسطورة game of thrones للكاتب الانجليزى جورج آر. آر مارتن والذى تعرض حلقاته أسبوعيا، ولمدة 10 حلقات فقط فى الموسم الواحد، والتى تستحق عناء البحث عنها.
ما يميز مسلسل game of thrones، أنه يضم كافة أنواع فنون الدراما فى عمل واحد متكامل، ما بين الفانتازيا والخيال العلمى، والحروب والصراعات والمعارك، وأيضا قصص الحب، والرومانسية والسحر وكذلك السياسة، وجميعها عناصر من الصعب أن تجتمع فى عمل واحد.
توافر هذه العناصر فى عمل واحد، هو ما جعل المسلسل يصبح الأكثر مشاهدة حول العالم، الأمر الثانى هو عدم ارتباطه بالمعايير الدرامية المتعارف عليها، فليس من الضرورى أن تجد البطل الأوحد فى العمل، يناضل ويكافح من أجل الهدف السامى، بل أن لهذا العمل مجموعة من القواعد الأساسية على مشاهده أن يتبعها، أولها وأخرها، "لا تحب أى بطل ولا تكره الشخصيات الشريرة"، وهى القاعدة الذهبية التى ما أن تسير عليها حتى تستطيع أن تتأقلم مع العمل.
لا تندهش من نفسك، حينما تتعاطف مع شخص قتل والده، ويتأمر على شقيقته الملكه، ولا تستغرب حينما تضبط نفسك معجبا بشخص، تكتشف أنه يحب شقيقته وينتجب منها 3 أطفال، لأن المسلسل باختصار يكشف جوانب فى العمق الإنسانى.
لكى يخرج العمل بهذا الشكل المبدع والخرافى، لم يكن أمام صناعه، سوى اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطورة لان المسلسل يتضمن الكثير من خطوط الدراما الفانتازية، فوجود كائنات مثل التنانين العملاقة، وذئاب بأحجام كبيرة، وأيضا إمكانية أن يتحول أحدهم من شخص إلى آخر، بمجرد تغير وجه، كل هذه الأمور تحتاج إلى "جرافيكس" يستمر لشهور طويلة، حتى يخرج بهذه الكفاءة والحرفية .
كل ما سبق يمكن أن يوصف بأنه عوامل مساعدة للنجاح، لكن يبقى النص نفسه، والمأخوذ من رواية أغنية الثلج والماء، للكاتب الانجليزى جورج آر. آر مارتن، وتم تحويلها إلى مسلسل درامى من 8 أجزاء، فالقصة تعتمد على وجود 7 ممالك، ومملكة كبيرة وهى كينجز لاندج، يدور حولها الصراعات بما فيها من مؤمرات وصداقات وتحالفات وخيانة بين عائلات كبرى، هذه العائلات تورث أبناءها العداوة جيلا بعد آخر.
ورغم كل هذه العناصر التى كانت سببا فى نجاح game of thrones على مر 7 سنوات كاملة، ولكن لا يمكن أن يخلو أى عمل درامى من نقاط الضعف، من أهمها كم المشاهد الجنسية الصريحة التى شهدها المسلسل خلال المواسم السابقة، والتى ـــ للأسف ـــ كانت مهمة درامية ، فلا يمكن حذفها من سياق العمل ، فضلا عن مشاهد المثلية الجنسية التى كانت كثيرة فى المواسم الأولى للمسلسل، وأيضا زنا المحارم، والذى كان له تأثير كبير جدا فى مجرى الأحداث، وتقوم على أساسه أيضا خطوط درامية مهمة.
