أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

أسرار خطيرة فى التقرير الأمنى لمجلس الأمن القومى الأمريكى

الخميس، 17 أغسطس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان «التقرير الأمنى السنوى لمجلس الأمن القومى الأمريكى»، كشف المؤلف الباحث نبيل إبراهيم فى دراسته الرائعة عن علاقات أمريكا والعرب وإسرائيل كيف تدار المصالح الأمريكية، مستندا إلى هذا التقرير السرى الذى جاء فيه: «إن المصالح الحيوية الأمريكية فى الشرق الوسط المتمثلة أساساً فى مصادر الطاقة والعلاقات الأمريكية القوية مع بعض دول المنطقة تستحق وجوداً أمريكياً مستمراً وربما معززاً فى المنطقة، وأن الولايات المتحدة ستحافظ على وجود بحرى لها فى شرق البحر المتوسط وفى منطقة الخليج والمحيط الهندى وستسعى إلى دعم أفضل للأسطول من الدول المحيطة وإلى خزن معدات سلفاً فى مختلف أنحاء المنطقة».
 
كل هذه المخططات والاستعدادات لشن الحروب تأتى بسبب النفط واحتياج الولايات المتحدة الشديد. خاصة بعد اضمحلال تجارب الاعتماد على طاقة أخرى مثل طاقة الشمس والرياح والمياه.. إلخ. وتتضح أهمية النفط واحتياج الولايات المتحدة بقسوة له بقراءة سريعة للبيان الذى ألقاه وزير الطاقة الأمريكى سبنسر أبراهام أمام لجنة السياسة الخارجية فى الكونجرس فى 20 حزيران 2002، الذى كشف فيه عن «أن متوسط الاستهلاك اليومى من النفط فى الولايات المتحدة بلغ 19.7 مليون برميل، وأن الولايات المتحدة تستورد نحو 10 ملايين برميل، أى ما يعادل 52 % من إجمالى الاستهلاك الأمريكى من النفط، الذى يشكل 40 % من إجمالى استهلاك الطاقة فى الولايات المتحدة. وقد نفاجأ ببعض الحقائق الاقتصادية المهمة المرتبطة بآليات استيراد النفط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ففى الوقت الراهن فإن زيادة سعر البرميل من النفط بدولار واحد يعنى زيادة المدفوعات الأمريكية على الواردات النفطية الصافية بمقدار 4 مليارات دولار سنويا، أما إذا نفد الاحتياطى الأمريكى فإنه وبفرض ثبات حجم الاستهلاك الأمريكى من النفط فإن ارتفاع سعر البرميل بمقدار دولار واحد سيعنى زيادة المدفوعات الأمريكية على الواردات النفطية بأكثر من ستة مليارات دولار فى العام».
 
إذن فالولايات المتحدة التى ترغب فى أسعار النفط منخفضة عند أدنى حد ممكن ولأطول مدى تجد أن مصلحتها الأنانية تقتضى تحقيق ذلك من خلال آليات الضغط بالثقل العسكرى الرهيب على الدول المنتجة والمصدرة الرئيسية الكبرى للنفط فى الخليج من جهة، والوجود العسكرى المباشر أو احتلال بلد نفطى عملاق كما هو الحال مع العراق لاستخدام نفطة فى إحداث إفراط فى الإنتاج وانهيار الأسعار، حيث من المؤكد أن الولايات المتحدة فى حال احتلالها العراق ستعمل على زيادة إنتاجه وصادراته وتحويله للمنتج والمصدر المرجح فى سوق النفط الدولية، ولاشك أن هذا الأمر سيكون كارثة لدول الخليج وإيران وروسيا والمكسيك وفنزويلا، وكل الدول المصدرة للنفط فى العالم. 
 
هناك أربعة عناصر أساسية فى استراتيجية الولايات المتحدة للسيطرة على العالم وهى: أولا السيطرة على الاقتصاد العالمى والأسواق المالية. ثانيا: وضع اليد على جميع مصادر الثروة الطبيعية «من مواد أولية ومصادر الطاقة» التى تعتبر عوامل حسّاسة لنمو ثرواتها ونفوذها، وذلك عبر فعاليات الشركات متعددة الجنسيات. ثالثا: الوصاية على 191 حكومة هى أعضاء فى منظمة الأمم المتحدة. رابعا: الغزو والاحتلال ومراقبة هذه العناصر بواسطة شبكة من القواعد العسكرية المنتشرة فى كل أركان الكرة الأرضية «فى القارات، والمحيطات والجو، والفضاءات». إنها امبراطورية من الصعب تحديد مدى اتساعها، لكن من الممكن وضع تصوّر عام انطلاقاً من معلومات أصبحت عامة فى التقارير السنوية التى يتم تقديمها إلى الكونغرس الأمريكى حول النفقات العسكرية القومية وحول شبكة القواعد العسكرية المتمركزة فى الخارج، وفى سلسلة تحاليل لتصوّر هذا المجمع فى مناطق عديدة من العالم.
 
إن المخططات الأمريكية للسيطرة على منابع النفط فى العالم لم تكن وليدة الحاجة فى الوقت الراهن كما يراهن البعض. أو كما تكشفه الحقائق. ولكنها بالإضافة إلى ذلك هى ظاهرة تعودت عليها هذه الإمبراطورية الاستعمارية. ودأبت على ذلك شركاتهم العابرة للقارات وأصحابها الذين لم يترددوا فى كنس وتسوية دولاً بأكملها بحثا عن النفط كما فعل روكفلر، حيث قتل الملايين من أهل فنزويلا بحثا عن النفط. وكانت الشركات النفطية الاحتكارية فى الولايات المتحدة كلها ملكا للرأسمال الخاص، جمع الكارتل النفطى الدولى فى تركيبته العضوية اتحادا بين رأس المال الخاص ورأس مال الدولة الاحتكارية لعدد من الدول الإمبريالية الكبرى. ولقد ارتبط النفط تاريخيا باسم روكفلر، ذلك أن هذا الأخير هيمن على الصناعة البترولية الأمريكية والعالمية مدة نصف قرن، وأسس شركة ستاندرد أويل اوف أوهايو فى عام 1870. وهكذا استطاع روكفلر أن يسيطر سيطرة مطلقة على صناعة تكرير النفط، ووسائل النقل، وأنابيب نقل النفط عبر الولايات المتحدة من المحيط إلى المحيط، واتسم بشراسة الرأسمالى الاحتكارى، وكان شعاره الضعفاء هم أناس طيبون، فقط لأنهم لا يتمتعون بالقوة اللازمة ليكونوا أشرارا، وأصبح جون روكفلر فى نهاية القرن الماضى الإمبراطور الذى يتربع على إحدى أهم الإمبراطوريات المالية فى التاريخ فشركة ستاندرد هى الشركة المسيطرة على صناعة النفط داخل أمريكا وهى أيضا أكبر مصدر للنفط فى العالم. ولما كانت الدراسات الاقتصادية تؤكد بأن 70% من احتياطى النفط موجود فى أراضى منطقة الشرق الأوسط، ويختزن العراق فى باطنه 11 % من احتياطى النفط العالمى. فإن طاولة المخططات الأمريكية وضعت البوصلة تجاه هذه المنطقة، وبالتأكيد ليس هى فقط. ونواصل فى الحلقات المقبلة، كيف تدار المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الكاتب أحمد المالح

أمريكا شيكا بيكا

مساء الفل والنرجس يا حاج عبد الفتاح أمريكا اللى انت واضح انك معجب بيها جدا جدا كانت مسيطرة على العالم فعلا زى ما بتقول وكان فعل ماضى متسيبه فى حاله انما دلوقتى بتغنى طيب يا صبر طيب على رأى القدير الراحل عبد المنعم مدبولى واغنيته فى الفيلم الذى اكتسح ايراردات السينما شهور طويلة مولد يا دنيا أمريكا مرعوبة من كوريا الشمالية وايران بتطلع طيارة فوق حاملة الطائرات بتاعتها وروسيا طيارتها بتتفسح فوق البيت الأبيض والطيار الروسى بيشاور لترامب هاى .أمريكا دلوقتى خلاص مبتمشيش كلامها على حد وراحت عليها .أقولك مفيش احلى من البلدى البلدى يوكل . أمريكا ليست وحدها طلعت روسيا والصين وكوريا الشمالية وفرنسا .واخير ا اتمنى ان وفقنى الله ولقيت سند أن اكتب مشروع كتابى أمريكا شيكا بيكا .فى الشهور القادمة ان شاء الله .شكرا على المقال الرائع جدا ولليوم السابع قمة الصحافة الالكترونية فى العالم العربى .

عدد الردود 0

بواسطة:

الامورة سند

القلب معاك

القلب معاك ثانية بثانية لوحتى تروح اخر الدنيا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة