أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

كوارث قطارات قوم عند قوم «سيلفى»

الإثنين، 14 أغسطس 2017 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصورة السيلفى التى التقطها اثنان من فريق الإسعاف وخلفهما حادث وضحايا قطارى الإسكندرية بعد الاصطدام، أثارت كثيرين، وفتحت الباب لتعليقات غاضبة، رأت أنها تكشف عن عدم إنسانية وإهمال.. كيف يتجاهل موظفو الإسعاف الضحايا ويتفرغون لالتقاط «السيلفى»؟.
 
بعد النشر أعلن رئيس مرفق الإسعاف نقل المسعفين إلى سيوة، وكأنه بهذا ينقل إهمالهما من الإسكندرية لمطروح، وليس هذا هو الموضوع. 
 
«السيلفى» تعبير عن إهمال فى وقت الجد، وهو لا يختلف عن إهمال كثيرين أدى إلى تصادم القطارين، وأن يجد الواحد وقتا ليلتقط «سيلفى» لنفسه وخلفه عشرات القتلى والجرحى، هو أمر يحتاج تركيبة نفسية وعصبية فيها الكثير من البرود، لكنّ المسعفين ليسوا وحدهم، هناك عشرات حرصوا على التقاط الصور للحادث من أجل الاحتفاظ بها وعرضها، انتظارا لتفاعل و«لايك» وفرصة للظهور فى أى بؤرة اهتمام، وسط منافسة على اختطاف نجومية حتى ولو على سبيل «السيلفى» مع كارثة.
 
«سيلفى» حادث القطار تعبير عن حالة تتلبس كثيرين، بل إن فكرة التصوير من أجل الظهور والنشر ظهرت مع عدد من كبار وصغار ومتوسطى المسؤولين، وأعضاء مجلس النواب، وبعض هؤلاء ذهب إلى الكارثة ليتصور ويتأكد من نشر صوره ثم انصرف، لكن حسن حظهم أنهم ظهروا وعلى وجوههم علامات الحزن والتفاعل والتأثر، ثم انصرفوا، وبعض النواب لم يستغرق دقائق وغادر بسرعة بعد أن تأكد من التقاط صوره وهو «متعاطف مع الضحايا»، وأدلى بتصريح يعلن فيه فتح باب المناقشة على مصراعيه لاتخاذ موقف من الحادث وكل حادث.. النائب وغيره كانوا يريدون التصوير، لكنهم لم يقعوا فى خطأ المسعفين اللذين قادهما سوء الحظ لأن يتم تصويرهما وفضحهما.
 
«هوس السيلفى» إحدى علامات عصر التواصل، وما فعله المسعفون يفعله غيرهم، لكن أحدًا لا يلتقطه، ومن المفارقات أن «السيلفى» هدفه النشر على «فيس بوك»، وفضح المسعفين المخالفين، تم أيضًا بنفس الأدوات، وعلى صفحات التواصل. 
 
وقد كتبت فى العام الماضى عن جراحين فى مستشفى عام للولادة، نشروا لأنفسهم «سيلفى» من غرفة العمليات مع المريضة، وهم يقومون بتوليدها، ولم يتخذ أحد موقفًا مع الطبيب والفريق المعاون، بالرغم من أن الطبيب اعتاد نشر صوره وهو يقوم بعمليات التوليد على صفحة يسوق بها لنفسه بـ«سيلفى» من الأمهات لحظات الولادة، ولم يتم حساب المذكور من رسميا ولا نقابيا. ولا تم نقله إلى سيوة ولا غيرها.
 
نحن أمام هوس عصر الاتصالات، هوس يصيب كثيرين يستعرضون صورهم فى مواقف وأوضاع، وفى كثير من الأحيان يمكن رؤية صور «سيلفى» مع حوادث، وهناك من هو مستعد لفقدان حياته من أجل «السيلفى»، وهناك عشرات القصص لناس وقعت من أبراج واتكهربت أو صدمها قطار من أجل «سيلفى».
 
وبعض من هاجموا المسعفين المخطئين يمارسون «السيلفى»، لكن لا أحد يلتقطهم، وفى كثير من الحوادث يكون المتفرجون والمتصورون أضعاف من يحاولون الإنقاذ، وما أسهل ادعاء الإنسانية افتراضيًا ممن لا يتورع عن ارتكاب «السيلفى» من أجل الشهرة، لو تأكد أنه سيمر من دون عقاب.
ومع إدانة مسعفى «السيلفى» هناك حاجة لعلاج مرضى هوس «السيلفى» مع المصائب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

كوارث القطارات

السيلفي في الكوارث القصد منه اثبات التواجد في كل مصيبه وإظهار التعاطف الصناعي في كل كارثه مع دموع التماسيح أحيانا. ...

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل سرحان

تصحيح خطأ مهني جسيم للكاتب

لك حق لما تشوف الصور دي تزعل وتتعصب وتتنرفز وتطالب بمعاقبة اللي في الصورة..... ده تصحيح لحضرتك لأنه ببساطة الصورة دى لم تكن أثناء الأحداث لكنها ببساطة بعد رفع كافة المصابين والوفيات من مكان الحادث وللتوضيح أكثر لحضرتك * ** خلينا نتكلم كلمتين بالعقل وخلينا نناقش الموضوع من كل جوانبه ومنبقاش ظالمين وندفن رؤوسنا في الرمال وننساق ورا إعلام مغرض قبل ماتبص للصورة دي وتصدر أحكام بص للصور التانية الكتيرة اللي فيها صورة التفاني والإخلاص للعاملين في الإسعاف بص لصورة المسعف اللي شايل مصاب علي كتفه بص لصورة سيارة الإسعاف وهي غرقانه دم مين بينظفها ويجهزها  لإستقبال مصاب آخر بص لهدوم مسعف إزاي غرقت في دم مصاب ممكن يكون عنده فيرس هاينتقل للمسعف أولا. هل تأخر الإسعاف ولم يقم بواجبه في الحادث ؟؟ الإجابة أن أول سيارة إسعاف وصلت إلي الحادث بعد 5 دقائق فقط من وقت وقوع الحادث وشهادة محافظ الأسكندرية تؤكد ده ثانيا. تعامل الإسعاف بقوة 50 سيارة إسعاف وصلت للحادث من محافظات الأسكندرية والبحيرة والمحافظات القريبة كل ده في دقائق معدودة ونقلت حوالي 150 شخص بين مصاب وجثة وأشلاء كل ذلك في سرعة وتركيز وعمل بطولي لبعض المسعفين الذي بالفعل أنقذوا حياة الكثيرين من المصابين كانو على وشك الوفاة... ثالثا. الصور دى مع إختلافنا بالطبع معها وإنكارنا لها لكن هل كان لها تأثير على حياة المصابين ؟؟ الإجابة بالتأكيد لأ يكفي أن أقول لك أنظر إلى الصور هل هناك أحد حوله هل فيه مصابين في المكان ؟؟ بالطبع لأ مفيش أي مصاب لكن أوضح لك إحنا كإسعاف وبعد انتهاء أي حادث وبعد إخلاء كافة المصابين والجثث  بنوقف عربية أو أكثر حاجة في شغلنا  اسمها تأمين حادث تحسبا لوقوع حادث آخر أو مصاب من العمال اللي هاترفع الحادث والصورة دى لو بصيت فيها هاتلاقي مفيش حد جنبه خالص يعنى أن الصورة ديه بعد انتهاء رفع كافة المصابين وانتهاء الحادث تماما رابعا. هل الإسعاف هو سبب الحادث ؟؟ الإجابة لأ طبعا بالعكس إن الإهمال والترهل اللي وصل إليه مرفق السكة الحديد وأظن الفيديو الشهير بتاع السائقين الراقصين في كبينة سائق القطار ليست ببعيد وحوادث القطارات المتكررة أعتقد لا تخفى على أحد الإسعاف هي اللي بتشيل كل أخطاء المرافق الأخرى من حوادث الطرق أو السكة الحديد وغيرها أنا هنا مش بدافع ولا برر لكن هل تنكر أن فيروس السيلفي الذي أصاب العالم كله أصاب فردا أو أكثر من العاملين بالإسعاف ** لكن المؤكد إنك لا تري أي إهمال أو تقصير في خدمة مريض أو مصاب ** خد المفاجأة دي الراجل اللي في الصورة بتاعة السيلفي هو أول سيارة تصل إلى الحادث بعد 5 دقائق فقط من وقت وقوع الحادث وشال مصابين لما طلع عين أهله ولكن كان عليه كمان بعد انتهاء الحادث أن يكون هناك للتأمين لأنه أقرب تمركز فوقع في الخطأ والخطأ وإن كان فهو خطأ في التقدير وهو خطأ فردي لايستحق كل هذا الهجوم الذي تتعرض له هيئة الإسعاف المصرية خلينا نكون منصفين خلينا نكون عاقلين

عدد الردود 0

بواسطة:

السيلفي

Selfie

انا مش شايف اي مشكلة لان دة كان بعد نقل جميع الجثث والمصابين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة