أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

ألغاز «داعش».. ومحطات الإرهاب المقبلة

الإثنين، 03 يوليو 2017 07:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع كل حديث عن هزيمة «داعش»، هناك الكثير من الأسئلة المشروعة منذ ظهور التنظيم.. أسئلة تتعلق بالعدد الفعلى لمقاتلى «داعش»، وما إذا كانوا عشرات الآلاف أم أنهم مجرد آلاف. عدد المقاتلين الهاربين من الموصل أقل كثيرًا مما كان متوقعًا أو مقدرًا خلال الحرب، ولا توجد جثث مقابل هذا النقص، ومنذ أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف لمحاربة «داعش» عام 2014، لا توجد أرقام واضحة ولا معلومات عن مدى ما حققته قوات التحالف، فيما يخوض الجيش الروسى حربًا أخرى ضد التنظيم، ويبدو الحديث عن 35 ألف مقاتل فى «داعش» حاليًا رقمًا هزيلًا، مقارنة بحجم المساحات التى يفترض أنه كان يسيطر عليها فى سوريا والعراق.
 
كل هذه العناصر تجعل هناك ألغازًا تحتاج إلى حل، فالتنظيم نشأ فى أعقاب غزو العراق، وقادته ومنهم أبوبكر البغدادى كانوا مساجين فى العراق، وهربوا فى ظروف غامضة، وهناك تقارير عن هروب حوالى 500 سجين عام 2013 من سجن «أبوغريب»، انضم أغلبهم لـ«داعش».
 
هذه الأوراق تبدو مرتبطة بنشأة غير طبيعية لـ«داعش» على أيدى أطراف دولية وإقليمية.. «داعش» حصل على أموال ودعم، وكان مقاتلوه يسافرون خارج العراق وسوريا ويعودون، ويتلقى الجرحى منهم العلاج فى تركيا أو دول الجوار المتعاونة مع التنظيم، وظل التساؤل الأهم حول استمرار «داعش» بالرغم من الحرب التى يشنها التحالف بقيادة أمريكا وروسيا بعد ذلك، ومدى جدية أعضاء التحالف فى محاربة «داعش»، واليوم هناك تقارير عن دول مولت ودعمت «داعش» والتنظيمات الإرهابية، ربما تكون لها مصالح فى تمويل عمليات إخفاء التفاصيل.
 
هذه الخيوط تشير إلى أن الحديث عن نهاية «داعش» ربما لا يكون قريبًا، وأن هناك ترتيبات سوف تتم من الدول التى ارتبطت بنشأة وتوسع التنظيم الإرهابى فى العراق وسوريا وليبيا، وربما تشهد المراحل المقبلة اختفاء لقيادات «داعش» بالقتل أو التهريب، لأن وقوع قيادات «داعش» فى أيدى أى من الأطراف، خاصة الروس، ربما يكشف عن بعض مفاتيح «داعش»، وتوابعه من جبهات وتنظيمات، تضم عشرات المقاتلين من أنحاء العالم.
 
بالطبع كان هناك عملاء لأجهزة استخبارات أو دول إقليمية داخل التنظيم، وهؤلاء سوف يختفون ليعودوا إلى بلادهم، لكن القلق كله من آلاف المقاتلين الذين يتوقع عودتهم إلى أوروبا، كل إلى بلده، وتنشغل بهم الأجهزة الأمنية، ونسعى إلى سن تشريعات لمحاصرة العائدين أو القبض عليهم، وهناك اقتراحات بتكرار جوانتانامو فى أوروبا لاستيعاب مئات الدواعش المدربين والجاهزين لصناعة الإرهاب.
 
بينما تقدر تقارير استخباراتية أعداد عناصر «داعش» المتوقع عودتهم إلى أوروبا بـ1500 ينتمون إلى 12 دولة أوروبية، بعضهم عاد وأغلبهم مازالوا فى سوريا والعراق، ومنها فرنسا وبريطانيا والسويد والنمسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا، وكل هذه الدول تفكر فى كيفية التعامل مع مواطنيها المتورطين فى الإرهاب، ويمثل سفرهم لغزًا من ألغاز «داعش» الكثيرة، التى ربما تحرص الأطراف التى دعمته على بقاء الكثير من أسراره طى الكتمان، لكن الأهم هو ما إذا كان مقاتلو «داعش» الفارون سيتوجهون إلى ليبيا، أو ما المحطات المقبلة التى يمكن أن تستوعب أسرارهم؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة