تامر إسماعيل

سعد الهلالى.. ميزان الوسطية فى زمن التطرف

الأحد، 02 يوليو 2017 05:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد الدكتور سعد الهلالى أحد ابرز علماء الأزهر الشريف الذين ظهروا فى السنوات العشر الأخيرة ، واستطاع فى فترة وجيزة ان يصنع لنفسه مساحة مختلفة من الشعبية بين أوساط المصرىين على مختلف فئاته وأعماره خاصة أنه لم لا ينشغل بأمور الفتوى المتشددة يوما ما ، أو الاسئلة المعلبة إنما انصب تركيزه على نقل الفتاوى عن كبار العلماء بعد التأكد من صحتها وسندها التاريخى محاولا من وراء ذلك تحرير العقل المسلم وكسر التابوهات الكلاسيكية في الأمور الدينية .

البحث عن مساحات التوافق هو الجانب المضى فى السيرة العلمية للدكتور سعد الدين الهلالى ، فالرجل دائما يبحث عن كل مشترك ويبتعد عن اى اختلاف ، قد يظهر فى الأفق سواء كان هذا الاختلاف او الجدل يتعلق بمسألة فقهية او واقعة تاريخية ، دائما يسير نحو كشف الحقائق وإظهار المعلومات السليمة من كافة الأوجه ، ويعتمد فى ذلك على ما جاء في كتب التراث من اجتهادات علمية وافكار واراء وسطية .

اللافت فى شخصية الدكتور سعد الدين الهلالى أنه يحمل في عقله خيوط الشخصية المصرية والاسلامية المعتدلة إضافة الى المادة العلمية التى درسها بالأزهر الشريف ، والجمع بين هذه الميزان دفعته لكسر النمطية التقليدية لأى رجل دين ، ووضعته فى منطقة أقرب لمنهج الوسطية المصرية .

الأغرب أنك لن تجد في أرشيف الدكتور سعد الدين الهلالى اى صدامات شخصية ، فكل معاركه التى خاضها طوال حياته كانت معارك فكر وأراء التزم فيها أداب الإختلاف والاستاذية ورفع خلالها شعار " العلم ثم العلم " ، محاولا تأسيس منهج جديد فى الحوار والإختلاف فى المسائل الفقهية ، ولعل ابرز تلك الإختلافات كانت مع الأزهر الشريف الذى اعترض بعض قياداته في وقت سابق على خط المنهج العلمى لسعد الهلالى ، غير أنه بمرور الوقت ثبت للجميع أن سعد الهلالى ليس باحثا عن شهرة إنما باحثا عن تصحيح مفاهيم الاسلام الخاطئة التى انتشرت في التسعينات وارساء قواعد مردستة الجديدة فى الفقة التى تعتمد على عدم إجبار المسلم على العمل برأى فقهى معين بل إعمال عقله دائما في كل ما يقرأ او يسمع وتقديم كافة الأراء الفقهية لكل مسألة وله حرية الاختيار وفق ما يقتنع ويميل .

 

ووسط الجدل الدائر خلال الشهور الماضية حول قضية تجديد الخطاب الديني ، كان الدكتور سعد الدين الهلالى مغردا وحده ، بعيدا عن قاعات التنظير والمؤتمرات الجماهيرية ، يضع أسس لتجديد الخطاب ويتناقش مع شباب الأزهر الشريف ، ما يجب أن يكون عليه الداعية الاسلامى ورجل الدين سواء في المسجد وخارجه ، وكيفية تطبيق مفهوم تجديد الخطاب الديني فى عصر التكنولوجيا والسماوات المفتوحة ومواقع الفتنة والتطرف .

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة