بالصور.. أحفاد أدهم الشرقاوى يروون ملحمة كفاحه ضد الإنجليز: كان بطلاً شعبياً أفنى زهرة شبابه فداءً لوطنه.. تشويه صورته كان بتعليمات من المعتمد البريطانى.. حارب مع عمر المختار فى ليبيا.. ولقب بـ"روبن هود الشرق"

الإثنين، 17 يوليو 2017 09:00 ص
بالصور.. أحفاد أدهم الشرقاوى يروون ملحمة كفاحه ضد الإنجليز: كان بطلاً شعبياً أفنى زهرة شبابه فداءً لوطنه.. تشويه صورته كان بتعليمات من المعتمد البريطانى.. حارب مع عمر المختار فى ليبيا.. ولقب بـ"روبن هود الشرق" أحفاد أدهم الشرقاوى
البحيرة – جمال أبو الفضل – ناصر جودة تصوير محمود فاروق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لأن البطولة لا يطويها الزمن، والأبطال لا ينفيهم الدهر، عاشت أسطورة "أدهم الشرقاوى" فى عقل ويقين كل مصرى يتنفس نسيم العزة ويرتوى بنيل الكرامة والكبرياء. ولم يكن ابن إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، مجرد قصة مناضل ضد المحتل فحسب، وإنما كان أيقونة عدلِ، ومبعث فخر لكل بحراوى من أهل بلدته، يقف فى المحافل يزهو بجده "أنا من بلد أدهم الشرقاوى".

صورة-تجمع-والد-ادهم-وصديقة-وقاتلة

صوت عبد الحليم عندما غنى لأدهم، نفحت من صداه ونبراته حماسة لم تعهدها الأغانى أو تعرفها الموسيقى حتى أن العندليب الأسمر كلما اختتم مقطوعة بجملته الشهيرة "عاش يا ولد" ظن من يستمع أنه بجانبه يربت على كتفه.

أحدى-منازل-أدهم-ذو-الطابع-الاثرى-حتى-الان

والتقى "اليوم السابع" بأحفاد البطل الأسطورى أدهم الشرقاوى داخل مسقط رأسه بعزبة الشرقاوى التابعة لقرية زبيدة بمركز إيتاى البارود. فى البداية يقول الحاج ماجد طه الشرقاوى أحد أحفاد أدهم الشرقاوى أن اسمه الكامل "أدهم عبد الحليم على عبد الرحمن الشرقاوى"، مواليد 1يونيو 1897 ميلادى "عزبة الشرقاوى التابعة لقرية زبيدة مركز إيتاى البارود البحيرة"، وتوفى 10 أكتوبر 1921، مضيفا أن جده تلقى التعليم فى مدارس لغات خاصة فرنسية بمدينة طنطا.

أحفاد-أدهم-الشرقاوى

وكان أدهم ينتمى إلى أسرة الشيخ عبد الحليم على عبد الرحمن الشرقاوى خريج أزهر، وكان من الأعيان حيث يمتلك 106 أفدنة وماكينة طحين، وكان متزوجا من اثنتين الأولى نبيهة روحى وهى تركية الأصل، والثانية نبيهة حسن رشوان أم أدهم الشرقاوى.

 

وكان أدهم – كما يروى حفيده - يمتلك ذكاء حادا، وقوة هائلة وصلت إلى درجة أنه كان يرفع رحى الطاحونة الثقيلة وحده، وكذلك يجيد ركوب الخيل والسباحة، ويقال إنه كان يجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية واليونانية حيث تعلمها فى أحد مدارس مدينة طنطا.

المهندس-ماجد-الشرقاوى-حفيد-أدهم-الشرقاوى

ولأدهم 10 أخوات بينهم 7 سيدات و3 رجال، توفى الثلاث رجال وبقى أدهم، وكان أحد أخواته ويدعى بسيونى الشرقاوى يشغل منصب وكيل وزارة العدل لشئون الخبراء وتوفى سنة 20/9/1989، وله 10 أعمام وجميعهم من كبار الملاك والمزارعين بالمحافظة حيث كانوا يمتلكون أكثر من 5000 فدان بناحية مركز إيتاى البارود، وكان لأدهم 10 عمات، وله من الأخوال أثنين، مختار حسن رشوان، وحمزة حسن رشوان.

دوار-عائلة-الشرقاوى

ويرجع أصل عائلة الشرقاوى إلى مكة المكرمة بالسعودية وأسم الشرقاوى لقب فقط وليس أسم العائلة حيث جاء الجدود مع بداية الفتح الإسلامى وإستوطنوا بالشرقية فلقبوا بلقب الشرقاوى، والجد الأكبر الشيخ عبد الرحمن الشرقاوى أحد كبار أعيان مصر والذى قام مع عمر مكرم بتعيين محمد على حاكماً على مصر.

 

ويقول المهندس ماهر عبد اللطيف الشرقاوى، عضو مجلس شورى سابق أحد أحفاد الشرقاوى، أن أسطورة جده أدهم الشرقاوى بدأت وهو فى سن التاسعة عشرة عندما ارتكب حادثة قتل، وكان عمه عبد المجيد بك الشرقاوى عمدة زبيدة أحد شهود الإثبات فيها حيث شهد ضد أبن أخيه، وأثناء محاكمته سمع أدهم أحد الشهود يشهد ضده فهجم على أحد الحراس بقصد نزع سنجته ليطعن بها الشاهد وحكمت المحكمة عليه بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة فأرسل إلى ليمان طرة.

دوار-عائلة-الشرقاوى-1

وأضاف قائلا: "فى الليمان ارتكب جريمة قتل أخرى، حيث التقى عبدالرءوف عيد قاتل عمه محمود وقد قبض عليه فى جريمة أخرى، فضربه على رأسه بالآلة التى يقطعون بها حجارة الجبل "الحجارى". وهكذا حُكِم على أدهم بالأشغال الشاقة المؤبدة ومع قيام ثورة 1919 استغل أدهم حالة الفوضى والاضطراب وهرب من السجن مع عدد كبير من السجناء.

 

وبفضل قوته الجسمانية خلع بوابة الزنزانة ثم قيد حارسه بالسلاسل، وهرب مع زملائه فى الزنزانة بعد معركة دامية مع البوليس سقط فيها ما يقرب من ثمانين قتيلا، وبعد ذلك اختفى أدهم فى مكان ما فى بلده وهناك انضم إليه عدد كبير من الأشخاص.

 

ويكمل الحديث المهندس فتحى توفيق الشرقاوى قائلاً، أن الحكومة عززت قوات الأمن فى المنطقة وأكثرت من دورياتها إلى أن تخاصم أدهم مع أحد أقربائه وهو خفير أسمه محمود أبو العلا فوشى به لدى البوليس ودلهم على مكانه وحين حاصرت الحكومة مخبأه تركه أعوانه خوفاً على حياتهم، فراح يتنقل بين مراكز إيتاى البارود وكوم حمادة والدلنجات، وأخيرا أرسل ملاحظ بوليس الجاويش محمد خليل وأومباشى سودانى وأحد الخفراء فكمنوا له متنكرين فى غيط ذرة فى زمام عزبة جلال، وكان أدهم فى حقل مجاور من حقول القطن يتأهب لتناول غدائه الذى جاءت به إمرأة عجوز ولما أحس بحركة داخل غيط الذرة المجاورة أطلق عدة طلقات من بندقيته دفاعا عن النفس ولكن الجاويش محمد خليل أطلق عليه رصاصتين فسقط قتيلا قبل أن يتناول شيئا من طعامه ووجدوا معه نحو مائة طلقة وخنجرا.

طة-الشرقاوى-حفيد-أدهم-الشرقاوى

وأضاف أن جده أدهم الشرقاوى الذى قتل عام 1921 عن ثلاثة وعشرين عاماً فقط كان مقاوماَ ضد الإنجليز وعملائهم وأتباعهم وأن التشويه الرسمى لصورته كانت بتعليمات من المعتمد البريطانى وهو ما تلقفته الصحف الموالية للسلطة، وحول ما يقال بأنه كان يسرق من الأثرياء ويعطى الفقراء فهو جزء من أسطورة الشخصية على طريقة البريطانى.

 

وقال محمد عادل الشرقاوى أحد أحفاد الشرقاوى أن جده كان بارعاً فى التنكر فمرة يتحدث بلغة أجنبية وكأنه خواجة ومرة يرتدى لبس سيدة، وأنه كان بطلاً شعبياً ناضل ضد الإنجليز وأعوانهم وانتصر للفلاحين الغلابة، ووقتها أدرك البوليس أنه لن يستطيع النيل منه حتى تم التخلص منه كما أشار عمه سابقاً.

 

وأضاف حفيده، أن من أبرز وقائع أدهم الشرقاوى أنه كان يوجد تاجر قطن أجنبى من أصل يونانى يدعى "ندا" كان يقيم فى منطقة نتما بالنجيلة فى كوم حمادة، فذهب أدهم إليه وتحدث معه باليونانية، وأفهمه أنه خواجة يونانى مثله، وطلب الإنفراد به وطلب منه كمية من القطن لتصديرها لحسابه، وعندما اختلى به أفصح له عن شخصيته الحقيقية وطلب من التاجر الكمبيالات التى أخذها على الفلاحين، وقام بقتله وحرق المستندات التى تدين الفلاحين.

 

وتابع: وأخذ أدهم نقود التاجر ووزعها على الفقراء وأصبح لا يوجد للفلاحين مديونية منذ ذلك الوقت، وبعد ذلك بدأ التحريض ضد أدهم من شخص يدعى "حسين السيوى" المقيم بإيتاى البارود، كان تاجر أقطان وقام أدهم بارسال شخص اليه أسمه "عبد القوى" فقام حسين السيوى بقتله، فبادر أدهم بقتل حسين السيوى لأخذ ثأر عبد القوى الناقورى.

ماهر-عبد-اللطيف-الشرقاوى-حفيد-أدهم-الشرقاوى_1

ويروى طه نبيل الشرقاوى، أحد أحفاده أن أدهم حارب مع عمر المختار فى ليبيا بعد هروبه من السجن عندما اشتد الحصار عليه. وأفصح حفيد أدهم أن ما يقال عن خيانة بدران لأدهم فى آخر حياته ليس صحيحا كما روت الأفلام والدراما، حيث أن بدران كان خفيرا مقربا لأدهم الشرقاوى وليس له أى دور فى مقتله.

قرية-زبيدة

وقال أن القاب أدهم الشرقاوى التى رواها لنا الأجداد كثيرة، حيث أطلقوا عليه روبن هود الشرق لأنه كان يأخذ من الأغنياء ويعطى الفقراء، كما أطلقوا عليه لقب قلب الأسد على غرار ريتشارد بسبب عناده وقوة شخصيته وقلبه القوى وجرأته، كما اشتهر بلقب "السبع الشرقاوى فى حياته".

منزل-أدهم-الشرقاوى-بعد-التجديد-والبناء

ولم تخلُ حياة أدهم من المواقف الإنسانية التى خلدها تاريخه النضالى، حيث روى المهندس شريف ماهر الشرقاوى، أن أدهم وجد سيدة تحرس محصول من الذرة ليلا فى البرد القارس، فقال لها "إذهبى إلى منزلك ولا تخافى على الزرع" وقام بحراسة المحصول حتى الصباح، فى حين وجد سيدة أخرى تروى الزرع ليلا فقام برى الأرض بدلا منها بالاشتراك مع رجاله.

 

ويستكمل الحديث حفيده، قائلا، أنه فى إحدى الأعياد "عيد الأضحى" أخذ أضحيتين من منزل والده، وقام بتوزيعها على فقراء القرية وكان عطوفا جدا ومزيجا من الحنان والقوة الذكاء والسخاء. وبالرغم من محاولة تشويه صورة أدهم الشرقاوى من جانب الصحف الإنجليزية، والتجار الإقطاعيون، والترويج بأنه بلطجى، لم يلتفت إلى ذلك التاريخ، بل خلد ذكرى أدهم كبطل شعبى وشخصية أسطورية يتدارسها المصريون فى تاريخهم عبر العصور.

 
 
صورة-أدهم-الشرقاوى
 
فنحى-عبد-العزيز-الشرقاوى-حفيد-أدهم-الشرقاوى
 
هنا-خندق-أدهم-الشرقاوى-الذى-كان-يختبأ-فية
 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة