أكرم القصاص - علا الشافعي

"ناى محمود عفت" و"سر الأرض".. ذكريات "ماسبيرو" قبل عصر الصخب والإنترنت

الجمعة، 14 يوليو 2017 12:00 ص
"ناى محمود عفت" و"سر الأرض".. ذكريات "ماسبيرو" قبل عصر الصخب والإنترنت التلفزيون
كتب محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى عصر ما قبل صخب الفضائيات وثورة الإنترنت، كان التليفزيون المصرى بقناتيه "الأولى والثانية"، مسيطراً على وعى أجيال كاملة منذ انطلاق بثه الأول عام 1960، حتى عصره الذهبى فى الثمانينيات والتسعينيات، لا وجود لليوتيوب، أو فيس بوك، أو تويتر، كان الانترنت جنيناً فى "رحم الزمان" آنذاك، يتطلب الأمر أن تنتظر أسبوعاً كاملاً لتشاهد مقدمة برنامج "العلم والإيمان" مع عزف الناى للموسيقى الشهير محمود هفت، يعقبه صوت الدكتور مصطفى محمود وهو يرحب بمشاهديه "أهلاك بيكم"، أو زئير الأسود فى برنامج "عالم الحيوان" ممزوجاً بصوت رصين لواحد من أهم الإعلاميين فى تاريخ التلفزيون المصرى "محمود سلطان".. يكفيك هذا إثارةً و"أكشن".

 

"اليوم السابع" يعود بالذاكرة مع عشاق التلفزيون المصرى ويستعرض أهم وأشهر البرامج فى عصره الذهبى فى التقرير التالى.

 

"سر الأرض" كبسولة تلفزيونية للتنمية الزراعة

 

"الأرض نادت وقالت .. دا أنا جيد على اللى يدى..اديله طرحى وخيرى .. دي الغربة زادت وطالت..يا ولدى بينى وبينك"، كانت هذه إحدى كلمات تتر برنامج "سر الأرض" الذى غنته المطربة أنغام، فى مطلع التسعينيات، ليصبح أول برنامج تليفزيونى يوجه بالأساس للفلاحين ويهتم بشؤون الزراعة.

 

عٌرض البرنامج في إطار درامى، حيث كان يقدم النصائح والإرشادات الزراعية، والمعلومات الخاصة بالمشروعات الزراعية الأخرى، انطلق البرنامج عام 1994، وكان يبث أسبوعيا يوم الجمعة، وواصل نجاحاته وعرف المشاهدون فيه شخصية "القرموطي" الكوميدية لأول مرة، ورغم كونه برنامجاً يستهدف فئة المزارعين إلا انه نال إعجاب واهتمام العديد فئات الشعب من مختلف المراحل العمرية.

 

ومؤخرًا، طالب الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، خلال كلمة له باجتماع لجنة الزراعة بمجلس النواب، بإعادة انتاج برنامج "سر الأرض"، مؤكداً أهميته فى تشكيل وعى الفلاحين والمزارعين وتبسيطه للمعلومات.

 

"عالم الحيوان" مازال محتفظاً بمكانته فى ركن الذكريات

 

مع دقات الثانية ظهر كل جمعة، كان التلفزيون المصرى يبث برنامجه الأشهر "عالم الحيوان"، تتر وموسيقى، قادمة من الأدغال أو من على ضفة إحدى البحيرات والأنهار مع أفراس النهر والحيوانات البرية، أو فى حلقة خاصة عن موسم التزاوج، يعقبها صوت عذب رقراق يدخل إلى قلبك من أول وهلة، يملئه حضور رصين، وثقافة موسوعية غير متناهية، واجهةُ إعلاميةُ محترمة مشرفة إلى أبعد الحدود..هكذا كان يبدو الإعلامى الكبير محمود سلطان.

 

 

ﺑﺪأ "ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ" ﻓﻰ مطلع الثمانينيات ﻭﺗﺎﺑﻌﻪ ﺟﻴﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺑﺠﺪﺍﺭﺓ ﻓﻰ ﺭﻛﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ، موسيقى ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، كان يستطيع أن يوصل بصوته العذب المعلومة للصغار والكبار بشكل واضح جدا ويعيشهم فى جو من الإثارة والأكشن، وارتبط بصوته جيل كامل لازال يتذكر عالم الحيوان ولا ينبهر بما تقدمه القنوات الكبرى التى تنقل عالم الحيوانات بشكل أكثر احترافية وتطورا، وظلت موسيقى عالم الحيوان تربط جيلا كاملا بذكريات طفولتهم.

 

عالم البحار.. 18 عاماً من التسبيح فى ملكوت الله

 

مقدمة موسيقية مميزة لا تخطئها أذن وكأنها قادمة من أعماق المحيطات، تعقبها العبارة المميزة "سيداتى ساداتى مساء الخير"، لمقدم البرنامج الدكتور "حامد جوهر"، يعرض أفلاماً عن مختلف الكائنات البحرية ويقوم هو بالتعليق شارحاً الصورة ومعرفاً بالفصائل المختلفة وعاداتها وصفاتها.

 

 

استمر عرض البرنامج لمدة 19 عاما، منذ عام 1973 وحتى عام 1992، وساهم في نشر وتبسيط الثقافة العلمية في هذا المجال، ونال من البرنامج المرتبة الأولى كأحسن برنامج تليفزيونى لمدة ثلاث سنوات متتالية فى استفتاء المشاهدين .

 

مصطفى محمود.. "العلم والإيمان" لا يزال حاضراً رغم الغياب

 

"أهلاً بيكم" فى عالم مصطفى محمود، صاحب "العلم والإيمان"، أحد أهم وأشهر البرامج فى ذاكرة التليفزيون المصرى، الذى وصلت حلقاته لـ 400 حلقة، عبر 18 عاماً، وبلغت إيراداته عام 1997 لـ 10 ملايين دولار.

 

انطلقت الحلقة الأولى من "العلم والإيمان" في يونيو عام 1971، باللونين الأبيض والأسود على شاشة التلفزيون المصرى، وتقاضى الدكتور مصطفى محمود فى الموسم الأول من البرنامج أجر 150 قرشًا عن الحلقة الواحدة، وفي عام 1995 طلب وزير الإعلام إعداد 30 حلقة من البرنامج حققت 5 ملايين دولار للقطاع الاقتصادى، وحقق 10 ملايين دولار في 1997، إلى أن منع التليفزيون عرض 4 حلقات، كانت تتضمن مواد من إنتاج "B.B.C"، عن مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وأخرى عن "حرب المياه" والتطلعات الأمريكية والإسرائيلية فى هذا الشأن، فى حين أذاعت قنوات فضائية عربية الحلقات الممنوعة، قرار المنع أصاب الدكتور باكتئاب، ومرض بشدة.

 

"أوسكار" والحنين إلى سهرة الخميس

 

فى مساء الخميس، من كل أسبوع، كان عشاق الأفلام الأجنبية على موعد مع برنامج "أوسكار"، على القناة الثانية، والذى كانت تقدمه الإعلامية القديرة سناء منصور إحدى رواد ماسبيرو، فكان برنامج أوسكار ينتظره جمهور الأفلام الأجنبية من أسبوع لآخر، لمشاهدة الأفلام الحائزة على جوائز الأوسكار، وكانت منصور تستضيف خبير لمناقشة موضوع الفيلم وأداء الممثلين.

 

أمسية ثقافية.. "فاروق شوشة والأدباء"

 

برنامج "أمسية ثقافية" وهو برنامج كان من تقديم الشاعر والإعلامى الراحل فاروق شوشة، وكان البرنامج قائما على الحوار مع  مجموعة من الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين، وكان من أشهرها، حلقات مميزة مع الأدباء والمفكرين المصريين ومن بينهم الأديب الراحل  نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والشاعر عبد الرحمن الأبنودى، وكاتب السيناريو المخضرم أسامة أنور عكاشة، وراجى عنايت.

 

20 عاماً مع "مواقف وطرائف"

 

 

كان التليفزيون المصرى قديما حريص على أن يقدم لمشاهديه التسلية بأنواعها المختلفة، محاول إدخال فيها المعلومات المفيدة من خلال البرامج، ومن أشهر البرامج التى جمعت بين التسلية والمعلومات، "مواقف وطرائف" والذى قدمه الإعلامى جلال علام بدءا من عام 1988 إلى 2008 والذى كان يسعد المشاهد بمجرد سماع التتر الخاص به وهو فى الأساس مأخوذ من أغنية Money For  Nothing لفرقة Dire Straits، وهو برنامج اعتمد على عرض مشاهد من جميع أنحاء العالم، وعادة تحتوى المشاهد على لقطات كوميدية أو معلومة جديدة لقطة تجبر المشاهد على الانبهار بها، وكانت الحلقة تنقسم إلى عدة فقرات مثل رياضة فى الغابة والمواقف الكوميدية والقدرات الخاصة المسجلة فى موسوعة جينيس.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة