أكد الإعلامى السعودى داوود الشريان أن قطر خاضت منذ منتصف عام 1995 حربا إعلامية منظمة وشرسة على مصر، استمرت أكثر من عقدين من الزمن ولا تزال، وبالفعل استطاعت الدوحة ماليا وسياسيا وإعلاميا، تسهيل وصول الإخوان إلى منصة "ثورة يناير".
وقال الشريان فى مقاله بصحيفة الحياة اللندنية، إن من يعاود قراءة علاقة قطر مع دولة بحجم مصر، وموقعها فى العالم العربى، سيجد أن الدوحة تتبنى تيارا واحدا فى مصر هو جماعة الإخوان، باعتباره منقذ مصر من أزماتها، ومكنوهم من خطف "الثورة" ولكن سرعان ما تبين أن سياسة "الجماعة" وتحالفاتها تسير فى اتجاه يتناقض مع حضارية المصريين وتمدنهم، وتاريخ مصر ودورها الرائد فى العالم العربى.
وشدد على أن ما قامت به الدوحة تجاه مصر فى العلن، مارسته فى الخفاء والإعلام، تجاه السعودية والإمارات والبحرين، ودورها مع جيرانها فى الخليج حافل بتدخلات تهدف إلى تقويض أنظمة هذه الدول، وإشاعة الفوضى فى مجتمعاتها، وصولا إلى تقسيمها، وهذا الملف، إن كشف فى شكل كامل، سيفضى حتما إلى قطيعة نهائية مع الدوحة.
وأوضح أن قطر تعلم تماما حجم الدور الذى تلعبه فى المنطقة وخطورته على مدى السنوات الماضية، ولا يساورها أدنى شك فى أن كشف بعض أدلة هذا الدور يدينها على المستويين الإقليمى والدولى، لكن تأخر العواصم الأربع فى تقديم كل ما لديها منح الدوحة شعورا بالارتياح، والتحرك لدرء اتهامها بدعم جماعات انتهازية ومتطرفة.
وأكد على أن موقف دول المقاطعة تجاه دولة قطر، الذى اعتبره بعضهم متشددا، يستند إلى حقيقة يصعب إنكارها، وهى أن قطر تعمل لتمكين جماعات الإسلام السياسى من حكم المنطقة، ودعم جماعات وأحزاب ترفع شعار الإسلام لأغراض سياسية، وتمارس العنف، ومعاودة الدوامة التى عاشتها السعودية ودول الخليج على مدى أكثر من ثلاثة عقود، هذا الدور لم يعد ممكنا، فضلا عن أن يكون مقبولا.
