يقع حى بورو ماركت اللندنى المعروف الذى قتل فيه ستة اشخاص وجرح أكثر من خمسين آخرين فى اعتداء السبت، فى قلب العاصمة البريطانية ويكون فى المساء خصوصا مكتظا بالساهرين.
وفى نهاية ستينات القرن الماضى، تراجعت أهمية هذا الحى مع توقف نشاطات المرافئ النهرية، لكن فى السنوات العشرين الأخيرة، أعيد تأهيل هذه المنطقة الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر التيمز وتحولت إلى مكان يضج بالحياة فى لندن.
ويتجمع فى حانات ومطاعم الحى محتفلون من كل الطبقات والأصول من طلاب وسياح، ليتابعوا، كما كانوا يفعلون السبت، مباريات بطولة الدورى الأوروبى لكرة القدم.
وهناك وبعيد إطلاق صفارة انتهاء المباراة بين فريقى يوفنتوس الإيطالى وريال مدريد الأسبانى، قام ثلاثة رجال بدهس الحشد الذى كان يسلك جسر لندن بريدج الذى يربط بين حى بورو ماركت والضفة الشمالية. وبعد ذلك تركوا الشاحنة الصغيرة ليقوموا بطعن المارة.
ويمتد الحى حول صالة لسوق تعود إلى القرن التاسع عشر وتتناقض مع أعلى مبنى فى بريطانيا "ذى شارد" يبلغ ارتفاعه 309 أمتار ويبعد خطوات. ويتألف الحى من مجموعة من الأزقة الصغيرة التى تشهد اكتظاظا فى المساء.
وبين الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات ويبلغ عددهم 48 شخصا، فرنسيان أحدهما فى حالة خطيرة بحسب باريس، وإسترالى.
وقال بيتر جون عضو المجلس البلدى عن هذا الحى من لندن لشبكة بى بى سى آسفا أن "ما ضرب هو مكان يتمتع بحيوية خاصة فى لندن". واضاف انه "حى يتسم بتنوع كبير ولن يتغير اى شىء" بعد الاعتداء.
أما جسر لندن بريدج الذى بنى فى السبعينات مكان جسر تخلد اغنية للاطفال ذكره (لندن بريدج اذ فولينغ داون)، فهو طريق يسلكه المارة والسيارات بلا توقف.
على هذا الجسر بدأ المهاجمون عمليتهم بشاحنة صغيرة توقفت امام حانة تحمل اسم "ذى باروبوى اند بانكر" الذى يذكر بعلاقة هذا الموقع مع حى الاعمال.
وبعد ذلك توجهوا وهم يحملون سكاكين إلى السوق نفسها قبل أن تقتلهم الشرطة بين حانة أخرى تحمل إسم "ويتشيف" وبسطة للخضر والفاكهة فى سوق بورو.
وفى تسجيل فيديو وضع على شبكات التواصل الاجتماعى ليلا، يظهر رجال شرطة يدخلون حانة تحمل إسم "كاتسنجامرز" ويطلبون من الزبائن التمدد أرضا. وفى صور أخرى، يظهر زوار وهم يغادرون الحى وضعوا أيديهم على رؤوسهم تجنبا لأى التباس.
وما زال القطاع مطوقا صباح الأحد ويقوم رجال شرطة مسلحون بمنع الدخول إليه، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.
