أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

السرطان الإسرائيلى وراء كراهية العرب للأمريكان

الخميس، 22 يونيو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أنه لولا الوجود الصهيونى فى الأراضى العربية منذ 1948 لما كان كل هذا العداء بيننا نحن العرب وبين الولايات المتحدة الأمريكية، يعنى ببساطة شديدة أن إسرائيل هى السبب الدائم فى العداء بين الشعوب العربيه والإسلامية وبين الولايات المتحدة الأمريكية، فأمريكا قبل إعلان السرطان الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة كانت هى أرض الأحلام والدولة الصديقة لدول وشعوب المنطقة العربية، ولكن بعد إعلان السرطان الإسرائيلى فإن الحضور اليهودى فى أمريكا أصبح قويا وأصبح للكيان الصهيونى نفوذا قويا أثر كثيرا على محبة الشعوب لأمريكا والحقيقية أننا حتى الآن لم نفهم قوة هذا الحضور الصهيونى فى القرار الأمريكى ومن أين تستمد إسرائيل نفوذها فى داخل الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل هو نفوذ مرحلى أم نفوذ ضارب جذروه فى هذا البلد العلمانى رسميا والدينى فعليا، كل هذه الأسئلة وأكثر حاول الباحث إميل أمين الوصول إلى إجابات حقيقية عنها، حيث يقول فى بحثه الذى حمل عنوان «كيف نفهم قوة الحضور اليهودى فى أمريكا»؟ يلزمنا بداية محاولة تعريف فكرة اللوبى وأنشطته وأسلوبه بحسب الحياة السياسية الأمريكية، وفى هذا السياق نجد أنه محاولة يقوم بها فرد أو جماعة للتأثير على تمرير تشريع عن طريق ممارسة الضغط المباشر على أعضاء الهيئة التشريعية، ويعطى التعديل الأول للدستور الأمريكى الحق فى توجيه «التماس إلى الحكومة بغرض الإنصاف فى مظلمة»، ولكن فى وقت مبكر يعود إلى سبعينات القرن التاسع عشر، أصبح تعبير اللوبى هو المصطلح المعتاد للإشارة إلى تقديم الالتماسات.. وهو مصطلح دقيق فتقديم الالتماسات لا يمكن أن يتم فى قاعة مجلس النواب أو قاعة مجلس الشيوخ، لذلك كان على مقدمى الالتماسات مواجهة أعضاء الكونجرس فى الأروقة مما أدى إلى ظهور المصطلح.
 
ويعرف القانون الفيدرالى الخاص بتنظيم استخدام أسلوب أنشطة اللوبى من يقوم بذلك النشاط على أنه شخص يشتغل مقابل أجر أو لأى اعتبار آخر بغرض محاولة التاثير على إصدار أو عدم إصدار أى تشريع فى الكونجرس الخاص بالولايات المتحدة، ويتطلب قانون الكشف عن أنشطة اللوبى أن تقوم كل المنظمات التى تستأجر المشتغلين بهذه الأنشطة بتسجيل نفسها لدى الكونجرس، والكشف عن العملاء الذين يمثلونهم، ومن يقومون بهذ الأنشطة من أجلهم وعن الهدف الذى يعملون لتحقيقه، وعن المبالع التى يتقاضونها.
 
وقد يدهش قارئ هذه السطور عندما يعلم أن هناك أكثر من سبعة آلاف منظمة مسجلة حاليا، تستخدم مجتمعة عدة آلاف من المشتغلين بأنشطة اللوبى.
 
والشاهد أن من أفضل من كتب عن واقع وتاريخ اللوبى اليهودى، وكذلك الداعم لإسرائيل فى الولايات المتحدة الأمريكية يأتى الكاتب الأمريكى الشهير «ادوارد تيفنن» عبر كتابه الأشهر «اللوبى اليهودى وسياسة أمريكا الخارجية».. وعنده أنه قبل أن توجد إسرائيل كدولة وجدت كلوبى سياسى أولا فى عواصم أوروبا ثم فى واشنطن، وكانت الصهيونية حلما رومانسيا فى خيال نفر من منظرى أو أيديولوجى القرن التاسع عشر فى أوروبا، اتفقوا على أمر واحد فحسب، هو أنه لكى يعيش اليهود حياة طبيعية فى عالم معاد للسامية لابد لهم من قيام دولة يهودية. وقد سعى الزعماء الصهاينة دون كلل أو فتور إلى إقناع العالم بمساعدتهم فى تحقيق هذا الحلم. على أنهم قد قوبلوا بالعداء والشك، وكان على رأس أكثر الذين شكوا فى سعيهم وعارضوه زعماء اليهود فى أمريكا.
 
ويعتبر «إدوارد تيفنن» أن تيودرور هيرتسل هو صاحب اللبنة الأولى فى بناء اللوبى اليهودى فى عموم أوروبا وأمريكا لاحقا إذ يقول: كان الأمر يحتاج إلى مخادع ودبلوماسى دولى من الطراز الأول مثل هيرتسل لطرح قضية الصهيونية على زعماء العالم.
 
ومضى هرتسل يتنقل فى أنحاء العالم جيئة وذهابا ويزور بلدا بعد بلد مستغلا علاقاته وصداقاته بوصفه صحفيا شهيرا، فاجتمع بالسلطان التركى وبقيصر ألمانيا وبملك إيطاليا والبابا فى الفاتيكان، وبوزير المستعمرات البريطانى، وكان يتمتع بالقدر الكافى من الثقة فى النفس، وحماسة الدعاة والقدر على إنشاء العلاقات مما أحال فكرته إلى حلم يراود مخيلة مئات الألوف من يهود روسيا الذين وجدوا فى الصهيونية السياسية ملجأ من ضراوة العداء للسامية، وآذاها فى وطنهم الحالى.
 
وربما تكون لنا عودة ذات مرة للوقوف تاريخيا على الكيفية التى تجذر بها الحضور الصهيونى داخل الولايات المتحدة الأمريكية غير أن الواجب يقتضى منا الآن أن نتساءل مخلصين التساؤل والبحث عن الجواب إلى أى مدى بات النفوذ الصهيونى اليوم فاعلا لدرجة أن يستطيع أن يلوى ذراع الرئيس الأمريكى وباقى المؤوسسات الأمريكية التشريعية؟ ربما نجد الجواب عند الكاتب الأمريكى البروفيسور «جيمس بتراس» أستاذ علم الاجتماع السياسى فى نيويورك وصاحب الكتاب الشهير «سطوة إسرائيل فى الولايات المتحدة» الذى يقول «إنه لا يمكن فهم بنية النفوذ الصهوينى ZPC بأنه متمثل فى اللوبى الصهيونى فقط أو حتى بايباك مهما كانت مهيبة» التى يعمل لديها 150 موظفا بدوام كامل بل يمكن فهمه بطريقة أفضل كشبكة مؤلفة من مجموعات رسمية وغير رسمية مترابطة تعمل على مستويات دولية ووطنية ومحلية وتتبع بصورة مباشرة ومنهجية دولة إسرائيل والمتمتعين بالنفوذ فيها وصناع القرار الرئيسى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة