الهجرة مقابل الحياة.. أسر تتغرب للحصول على وجبة آمنة لأطفالهم المصابين بأمراض التمثيل الغذائى.. "الدور والجمارك وسعر علبة اللبن الذى يصل لـ15 ألف جنيه" عوامل أجبرتهم على الهجرة خوفا من موت أطفالهم

الإثنين، 08 مايو 2017 09:22 م
الهجرة مقابل الحياة.. أسر تتغرب للحصول على وجبة آمنة لأطفالهم المصابين بأمراض التمثيل الغذائى.. "الدور والجمارك وسعر علبة اللبن الذى يصل لـ15 ألف جنيه" عوامل أجبرتهم على الهجرة خوفا من موت أطفالهم أسر تبحث عن علاج أطفالها من التمثيل الغذائى داخل المستشفيات - أرشيفية
كتبت: نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نهاجر للحصول على حياة كريمة، لإيجاد فرصة عمل جيدة، للحصول على مزيد من الأموال، نهاجر لأسباب كثيرة أصعبها على الإطلاق الهجرة لتوفير وجبة غذائية لأطفالنا يتناولونها بسلام دون خطر.

هذا الأمر حقيقى ويحدث على أرض الوطن حيث إن هناك ما يقرب من 120 أسرة مصرية قررت الهجرة من مصر لأن أطفالهم المصابين بأمراض التمثيل الغذائى، هذا المرض الذى لا يتطلب علاجًا فحسب، بل الأهم أنه يتطلب نوعًا معينًا من الطعام يجب على المستشفيات توفيره، حسب حالة كل طفل، بدون هذا الطعام قد يموت الطفل لأنه لا يستطيع تناول غيره.

 

ولأنه لا يوجد أغلى أو أعز من "الضنا" فقد قررت هذه الأسر الهجرة إلى بلدان توفر الطعام المناسب للأطفال المصابين بأمراض التمثيل الغذائى فمنهم من سافر إلى كندا وآخرون إلى أمريكا وآخرون إلى الكويت والسعودية والإمارات بعد أن أغلقت كل مستشفيات مصر أبوابها فى وجوههم وأخبرتهم أن الغذاء المناسب للأطفال المصابين غير موجود ونوعية اللبن الصحى الذى يستطيع الأطفال الحصول عليه قد نفد من مخازن المسشتفيات جميعها الخاصة والعامة، وكانت مستشفى الدمرداش أملهم الوحيد حيث كان به العلاج واللبن إلا أنه أيضًا أعلن نفاد مخزونها وفقًا لحديث بعض الأسر، وأصبح الأطفال لا يحصلون على غذائهم بالفعل، ولا يستطيعون تناول وجبة واحدة فى اليوم فقرروا الهجرة حتى يعيش أطفالهم.

 

ولأنهم يعلمون جيدًا أن فرصتهم كانت أفضل من غيرهم فى إمكانية السفر وإنقاذ حياة أطفالهم ولأنهم يعلمون أيضًا أن هناك مئات الأسر المصرية غيرهم قد لا يستطيعون السفر خارج البلاد وإنقاذ أطفالهم فقرروا عمل جروب على تطبيق "واتس أب" وأضافوا إليه كل الأسر التى سافرت والتى كانت على علاقة قبل السفر بسبب مقابلاتهم فى المستشفيات، كما أضافوا فى الجروب كل أسرة لديها طفل مصاب بالتمثيل الغذائى ولم تستطع السفر خارج مصر وذلك للنقاش معًا وإيجاد فرص أفضل لأبنائهم المصابين حتى يتمكنوا من الحياة وأيضًا لإيجاد سبل للضغط على الدولة بتوفير نوع اللبن المطلوب للأطفال المصابين بالمرض.

أما الأسر التى لم تسطع السفر فمعاناتهم تتلخص فى الحصول على اللبن، الذى يمثل الأمل الوحيد فى حياة أبنائهم، فهناك أنواع من اللبن غالية يصل سعرها إلى 15 ألف جنيه للعلبة الواحدة التى تنتهى بعد شهر، وهناك مستشفيات أبلغتهم أن العلاج المخفض فى الجمارك محجوز بسبب تغيرات سعر الدولار، أما مستشفى الدمرداش الذى يوفر اللبن فيضطرون لانتظار دورهم فى الحصول على علبة لبن حتى لو لم يكن لدى الأسر لبن لإطعام الطفل بالفعل.

ولمن لا يعرف فإن أمراض التمثيل الغذائى هى أمراض وراثية جينية، تنتقل إلى الأطفال من الأبوين ويسبب هذا المرض العديد من الأعرض منها التشنجات والترجيع المستمر والسخونية الدائمة وصعوبة التنفس واصفرار لون الجلد وارتخاء العضلات وتضخم الكبد والطحال، هذا بالإضافة إلى نقص المناعة الناتجة عن عدم قابلية الجسم لأى نوع من البروتينات أو الدهون أو الفيتامينات الموجودة فى الأغذية المختلفة وبالتالى فإن عدم حصول الأطفال على اللبن المحدد للمرض يعرضهم لخطر الموت.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة