أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

متى تسقط الولايات المتحدة الأمريكية ؟

السبت، 20 مايو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علينا جميعًا أن نعترف بأن الشعب الأمريكى ذو الجنسيات المتعددة صاحب الفضل الأول فى بناء دولة قوية، وأن يحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى أرض الأحلام وجنة الله على الأرض تلك الجنة التى شاهدتها بعينى أثناء زيارتى لواشنطن منذ عدة أسابيع، ولم يبهرنى المبانى أو الطرق والتقدم الحضارى الرهيب فقط، بل بهرنى الإنسان الأمريكى أيضًا الذى نجح فى أن يصنع دولة ذات حضارة حديثة نخشى سقوطها وهو الطرح الذى مازال مئات الباحثين الأمريكان يؤكدون على حدوثه بل ذهب البعض منهم إلى ترشيح الدولة التى ستحتل مكانه أمريكا والدول الغربية كلها، ولهذا لم يكن غريبًا أن يقدم «أوزفالد شبنجلر.
 
أبرز المفكرين وفلاسفة التاريخ الغربيين دراسة خطيرة، حملت عنوان «قراءة فى سيناريوهات المستقبل»، وكان شبنجلر يقصد مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة والحضارة الغربية بصفة عامة، الدراسة التى ترجمها الباحث موسى راغب وضعت الكثير من سيناريوهات السقوط الأمريكى والبديل القادم لواشنطن فى حالة إسقاطها ورميها هى والحضارة الغربية فى مزبلة التاريخ، ولم يكتف أوزفالد شبنجلر بهذا السيناريو الأسود للولايات المتحدة الأمريكية بل اختار القوى البديلة التى ستكون هى سيدة العالم بعد سقوط واشنطن وهى الصين أو التنين الأصفر وهو البديل المؤقت على حد زعم شبنجلر فى دراسته الخطيرة، والتى يجب أن نستعرضها ما دمنا نكتب عن مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أوزفالد شبنجلر موافقًا عندما اختار عنوانًا فرعيًا وهو «واشنطن تُسقِط «الحضارة الغربية» فى مزبلة التاريخ، والتنين الأصفر «البديل المؤقت».. إلى حين نضج «بدلاء» آخرين»، حيث يرى المؤلف أن الحضارة الغربية تعيش الآن مرحلة احتضار، حيث انتهى، فى نظره، عمرها الافتراضى، وأن التنين الأصفر سيكون الوريث لها من بين الحضارات الإنسانية الأخرى.
 
والحقيقة أن المفكر والباحث العالمى «أوز فا لد شبنجلر» اعتمد على منطق علمى للوصول لنتائج بحثه حول السقوط القادم، حيث يقول «ليس من شك أن الولايات المتحدة حققت تقدمًا هائلًا فى شتى الميادين، ما دفع بقياداتها للاعتقاد بأنها أهل لتولى زعامة العالم وقيادته والانفراد فى اتخاذ القرارات المهمة بشأنه، وأن العمل على تحقيق هذا الهدف واجب مقدس ينبغى تنفيذه، حتى لو استوجب الأمر استخدام القوة المسلحة.
 
حقًا أن من واجب أى مجتمع كما تقول الدراسة أن يعمل على تحقيق المستوى الذى يرتضيه لحياته، غير أن ما هو حق أيضًا أن يتم ذلك من خلال تقويم موضوعى لإمكانات المحيط المادى والفكرى الذى يعيش فيه المجتمع وتمتد جذوره إليه.. وهذا ما تقول به النظريات الاجتماعية التى تعنى بدراسة الجوانب الديناميكية والاستاتيكية فى الثقافات والحضارات الإنسانية. فهل ما تقوم به الولايات المتحدة الآن من أعمال تعسفية بحق العديد من شعوب العالم وتأييدها للطغاة المستبدين من أمثال شارون والصهاينة وغيرهم، يدخل فى هذا الإطار؟
 
صحيح أن المجتمع الأمريكى قد حقق من التقدم، غير أن ما هو صحيح أيضًا أن السياسات المتعسفة التى تحاول الإدارة الأمريكية الحالية فرضها على العالم، وعزوف رجالها عن الاستماع لكائن من كان حين يتخذون قرارات تُهم المجتمع الدولى- من شأنه أن يثير تساؤلات حول أحقية تزعم أمريكا للعالم والتفرد بقيادته، وهى على هذا الحال من الغطرسة والاستعلاء.
 
والأدلة على ذلك كثيرة.. يكفى أن نذكر منها على سبيل المثال، موقفها المتحيز لإسرائيل الذى أوقع وما زال يوقع أبلغ الضرر فى القضية الفلسطينية. كما نذكر موقفها من العراق، الذى تهدده صباح مساء بالغزو، إذا لم يتخلص من أسلحة الدمار الشامل، التى ينكر العراق أصلًا وجودها بحوزته، بينما تقف على النقيض من ذلك حين يأتى الحديث عن السلاح النووى الإسرائيلى.
 
أضف إلى ذلك أن أمريكا، فى محاولتها الحفاظ على تفوقها الاقتصادى، تلجأ لأساليب تعسفية مثل محاولة فرض العولمة فى كل شىء، فضلًا عن فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التى لا مبرر لها سوى أنها تخدم المصالح الأمريكية على البلدان التى تعارض سياساتها. فمن أجل تحقيق هذا التفوق، نراها تنتهج عددًا من الطرق لبسط سيطرتها على المناطق التى تمتلك المحرك الأول للاقتصاد العالمى ونعنى به النفط من أهمها:
 استخدام القوة الطاغية التى تمتلكها فى فرض سيطرتها المادية على دول الخليج العربى التى تختزن فى باطنها أكثر من %60 من احتياط النفط العالمى، وتدعيم القواعد العسكرية القائمة وإقامة قواعد جديدة لها على أرضها.
 إقامة تحالفات مع الدول التى تتقاطع مصالحها مع المصالح الأمريكية فى المنطقة وهى إسرائيل وتركيا.
 
- محاولة تغيير القيم الدينية والأخلاقية السائدة فى مجتمعات المنطقة باتجاه إيجاد قيم بديلة تتفق مع أهداف أمريكا فى فرض الثقافة الغربية عليها وضمان تبعيتها لها.
 
 محاولة تغيير الأنظمة التى باتت فى نظر الإدارة الأمريكية غير قادرة على مسايرة المخططات الأمريكية فى المنطقة ودعمها، والتى لم تعد تحظى من شعوبها على الثقة والاحترام بسبب تبعيتها لتوجهات السياسة الأمريكية فى المنطقة العربية. وليس من شك، أن هذا التدخل لن يقتصر على منطقة الخليج فحسب، وإنما قد يتعداه ليصل إلى دول آسيا الوسطى وبحر قزوين، ناهيك عن توجهات الإدارة الأمريكية الحالية لضرب العديد من الدول العربية والإسلامية بدعوى محاربة الإرهاب، فى حين أن هذا التدخل ينبغ، فى حقيقة الأمر، من حقد دفين يبيته التحالف غير المقدس بين الأصولية المسيحية والأصولية اليهودية ضد العرب والإسلام والمسلمين، والذى يتبنى أغلب رؤساء أمريكا تنفيذه بحماس شديد. وغدًا إن شاء الله نواصل نشر وثيقة السقوط الأمريكى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة