عمرو أبو العطا يكتب: طفل من ورق

الجمعة، 19 مايو 2017 10:00 ص
عمرو أبو العطا يكتب: طفل من ورق طفل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل هذه الحقائب التى جمعتها.. كأننى لن أعود ثانية.. لحظة الطيران راسخة فى روحى.. رحلت معتقدا أننى أبحث عن وطن.. مضى عام.. سيارة بيضاء تنتظر يومياً أمام الباب.. وشارع غارق من دموع المطر عبرت الخريف والشتاء والصيف والربيع.

 كتبت رسائل مؤجلة لم أرسلها لساعى البريد.. من أجل لحظة مع حبيبتى كتبت سطور وقصائد.. تجاهلت حماقة الأشخاص.. وضعت فى غرفتى سجادة قديمة وسرير من حديد ووردة فى حوض تكبر كل يوم.

لم أخف من الظلام وحيدا.. فالقمر يتسلل من النافذة كل يوم.. أصوات رخيمة أسمعها يوميا على هاتفى.. حياة كأى حياة.. اكتسبت صيغة المفرد فى الوحدة والحب والأصدقاء.. الشبه الهائل فيما كنت وما أصبحت أننى كما أنا.. لم أحقق ثراء.. أو أصنع شيئا جديدا ربما انحنت روحى ونظرتى.

سقط قليل من الشعر.. تغيرت الملامح قليلا.. تمضى الليالى والأيام.. وأعثر على ظلى مرة واثنتين.. جعلت لى نافذة للتذكر ونافذة للنسيان.. تأخر الوقت كثيرا وأنا أنتظر.

 مضى العمر.. مضى أوان الورد.. حتى الفراغات التى أحدثتها فى روحى عالجتها برقع صغيرة من الوهم.. تحت هذا السقف فى الغرفة المظلمة أجلس.. أحفظ أسماء وأرقاما قديمة مازالت فى روحى.. مازال بداخلى طفل من ورق.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة