محمد محمود حبيب يكتب: أيها الإرهابيون.. متى تدركون أنكم فى ضلال وإلى ضلال؟

الأحد، 09 أبريل 2017 03:59 م
محمد محمود حبيب يكتب: أيها الإرهابيون.. متى تدركون أنكم فى ضلال وإلى ضلال؟ تفجير الإسكندرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العمليات الإرهابية تلك النبتة السيئة، تلك النكبة القاصمة، لقد أصبح مؤيدو التفجيرات الخونة كما فى تفجيرات الكنائس الأخيرة فى مدن طنطا والإسكندرية وغيرها.. يتباهون بالدماء والقتل، وأضحوا يتعاجبون بها كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان! إنهم طائفة من المضللين الخادعين أعداء البشرية، لقد تصوروا أن هذه الأفعال هى المنهج الإلهى وهم بذلك سيئو النية، شريرون، يطاردون البشرية المتعبة والتى همت أن تفيق، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة.. هؤلاء بلا شك ينقصهم حسن النية وينقصهم الوعى الشامل، والإدراك العميق.

 

ويتصور هؤلاء الإرهابيون أن قيامهم بالعلميات التفجيرية أو ما يعرف عندهم بقتل المصلحة وهو أن يضحى الإنسان بتفجير نفسه ليقتل المخالف معه فى العقيدة والدين أو الفكر، سواء فى كنيسة أو فى نقطة ارتكاز أمنى أو فى تجمع بشرى ظنًا منه أن هذا هو لخدمة الدين وامتثالاً للمنهج الإلهى يكون جزاؤه نيل الشهادة والتمتع بالحور العين!

وهذا القول مبنى على رأى فاسد فى الواقع؛ لأنَّ النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا وأبسطها تشويه الإسلام فى نظر الآخرين.

أيها الإرهابيون: إلى أى أدلة تستندون وإلى أى حجج تستشهدون؟ اعلموا أنه لا حجة لكم فى قصَّة البراء بن مالك- رضى الله عنه - فى غزوة اليمامة (حيث أَمر أصحابه أن يُلْقُوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب، فإن قصة البراء ليس فيها هلاكٌ محقق ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حُجة(.

ومما لا شك فيه أن العمليات الانتحارية التى يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرامٌ، بل هى من كبائر الذنوب؛ لأن النَّبى صلى الله عليه وسلم أخبر بأنَّ (من قتل نفسه بشىء فى الدنيا عُذِّب به يوم القيامة) (رواه البخارى (5700) وغيره، ولم يستثنِ شيئًا بل هو عامٌّ؛ ولأنَّ الجهاد فى سبيل الله المقصودُ به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتَحر يُدمِّر نفسه وُيفقَد بانتحاره عضوًا من أعضاء المسلمين، ثمَّ أنه يتضمن ضررًا على الآخرين لأنَّ العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمما إذا أمكن؛ ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئى الذى قد يقتل عشرة أو عشرين أو ألف، يحصل ضررٌ عظيم، كما هو الواقع الآن.

ويستدل هؤلاء السذج أيضًا بقصة أصحاب الأخدود والتى أخرجها مسلم برقم (3005)، وأشار إليها القرآن فى سورة البروج، ومختصرها أن هناك غلاما مؤمنا فشل الملك الظالم فى قتله بعدة محاولات فاقترح الغلام أن يقتله بالسهم وسيموت بشرط أن يؤمن الناس فآمنوا الناس بالله! وهذه القصة تختلف عن الواقع بأشياء منها:

1ـ مصلحة الدعوة ونصر الدين فى قتل الغلام بيد الملك كانت متحقِّقة، بخلاف قتل أنفسكم أنتم وغيركم من المسلمين وغيرهم من معصومى الدم الذين لا يجوز قتلهم.

2ـ أن ثمرة صنيع الغلام إيمان الناس أجمعين، فقد جمع الناس على فعل واحد ولم يترتب على ذلك مفاسد، وكان جازمًا بتحقيق هذه المصلحة العظمى؛ لأنه من الملهَمين، لذلك طلب هذه الصفة التى يُقتل عليها، ودخل الناس فى عبادة الله عز وجل، وكفروا بالطاغية، أما اليوم فقد وقعت مفاسد نفر الناس من الإسلام، وأدى إلى ارتداد بعض المسلمين عن الإسلام.

ولا يمكن قياس ما يحدث من الإرهابيين على غلام الأخدود؛ لأنه لم يقتل نفسه بيده، وإنما بيد الملك، ولا على قصة اقتحام البراء رضى الله عنه، ولا حديث الانغماس فى العدو حاسرا؛ لذات السبب.

3ـ واقعة الغلام واقعة خاصة؛ لأنه أحد الملهمين، والواضح من سياق القصة: أن هذا الغلام أحدُ المحدَّثين الملْهَمين فى الأمم السابقة، كما أخرجه البخارى (3282) وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ".

 

ويؤيد ذلك ما قاله القرطبى فى تفسيره (19/287): "لما غلب على ظنه أنه مقتول ولا بد، أو علم بما جعل الله فى قلبه؛ أرشدهم إلى طريق يُظهر الله به كرامته وصحة الدين الذى كان عليه، ليُسْلم الناس، وليدينوا دين الحق عند مشاهدة ذلك، كما كان ".

 

قلت: ولنسأل مؤيدى هؤلاء الإرهابيين: هل أنتم مُحَدَّثون مُلْهَمون؟ كلا... فلا أنتم ملهمون ولا أنتم لدينكم خادمون، ولن تروا الحور العين التى تحلمون بهن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور -- استراليا

للاستاذ /. محمد. محمود. لي. كلمة. قصيرة

لم. يوكل. الله الضعيف. كما. في. نظرهم. اي. اخر. لكي. يحل. محله. كمندوب. سام. في. حل. مشاكل العالم. لانه. غير. قادر. علي. ذلك. "" تلك. مصيبة. كبري. "" وهو.القادر علي. كل. شئ. .. وكل. البشر. من. صنع. يديه. فكيف. يرض. ان. يمس. احد. مخلوقاته. بالسوء. انه. اعتداء. علي. الذات. الإلهية ذاتها. وهو صانعها. وهل. خلقة. الله. منذ. وجود. البشرية علي. الارض. تحتاج. لتصحيح. مسارها. وماذا. عن. الذين لم. تصلهم. رسالة الأديان. ؟ وماذا. عن. عبدة. البقر. واللادينيين. ؟؟ لقد خلق الله. الانسان. حرا. وأمامه طريقان. وله. حرية. الاختيار. دون. غصب. .. هل. من. إجابة. شافية. .. ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

هم شهداء

رغم انف الارهابين

عدد الردود 0

بواسطة:

إيمان

افضل رد على ادلة التفجير

افضل رد على ادلة التفجير

عدد الردود 0

بواسطة:

جعفر

الحل فى تعديل الدستور

من اجل محاكمات عسكرية لهؤلاء القتلة

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى

كفاية كلام وتعازى

لابد من القصاص

عدد الردود 0

بواسطة:

الدالى

الارهاب يزيدنا قوة واصرار

ولن يفرقنا

عدد الردود 0

بواسطة:

رحاب

حسبى الله ونعم الوكيل

ليس مطلوب منا فقط أن نعزى أنفسنا ونتبادل كلمات الرثاء ولكن المطلوب موقف حازم، وهذه الأمة يجب أن تجتمع اليوم لتحارب الإرهاب، وأن هناك استهدافا لإنجازات الرئيس السيسى، والاستهداف الأكبر لهذا البلد، لمنع السياحة والأمان ولزرع الفتنة.

عدد الردود 0

بواسطة:

سلافا

الخوارج هم السبب

الخوارج في كل مصالح الدولة والحكومة تغمض أعينهم عنهم...والكلاب الموجودون خارج الوطن يكيدون لنا والمخابرات عنهم ساهون ...ومهزلة المحاكمات البطيئة مستمرة دون الاحساس بالخطر المحدق بالوطن.....والله حرام عليكم يا سادة...واجهوا الإرهاب بقوة وكفاكم ضعفا

عدد الردود 0

بواسطة:

شاكر

نريد حلا

يا عالم يا هوه القتلة لا يخيفهم العقوبات بدليل انهم يرغبون فى قتل انفسهم من اجل الحور العين

عدد الردود 0

بواسطة:

عرابى

اينمجلس الامن من الدول الراعية للارهاب

أدان مجلس الأمن بعبارات شديدة اللهجة الهجمات الإرهابية التى وقعت اليوم بالتزامن مع احتفالات الأقباط بأحد السعف، التى وقعت فى كل من محافظة الإسكندرية ومدينة طنطا. ولماذا لا يتصرف مع الدول الراعية للارهاب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة