دندراوى الهوارى

«الأسود» افترست «الخرفان» فى جبل الحلال..!

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قاموس «أوكسفورد» تجد تفسيرًا واضحًا للبطل «Hero» وهو: «المحارب العظيم والمقاتل الشجاع».
 
وأبرز خصائص البطل، رسوخ العقيدة، باعتبارها القوة المهيمنة على العزيمة والأفكار والمشاعر، والطمأنينة، والشجاعة، والقادرة على تحصين البطل من أن يتسلل إليه أى قلق أو خوف من الموت، أو الهروب من المواجهة، وتتقزم فى عينيه المصاعب والشدائد، والكوارث.
 
والعقيدة، ليست المرتبطة بالأديان فحسب، ولكن المرتبطة بالأيديولوجيات، والأفكار، والإيمان المطلق بالمبادئ والوطنية والدفاع عن الأرض والعرض والشرف.
 
والجيش المصرى منذ أن عرف الإنسان على كوكب الأرض الكتابة والتدوين، فى نقلة جوهرية من عصور ما قبل التاريخ، إلى العصور التاريخية، وتحديدا مع بداية الأسرة الفرعونية الأولى قبل ما يقرب من 6 آلاف سنة، تميز بعقيدة الوحدة والتماسك والتضحية بالنفس والروح من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والشرف.
 
وسجلت «صلاية نارمر» أو ما يطلق عليها «لوحة الملك مينا» موحد القطرين، وهى اللوحة التى عثر عليها فى منطقة بالقرب من مركز إدفو بمحافظة أسوان، بذرة التعريف الأولى بالجيش المصرى، حيث سجلت مشاهد له وهو يقاتل الأجانب ويطردهم من البلاد، ويعيد توحيد مصر، كما تصور انزعاج الأعداء وهروبهم من الجيش الذى كان يقوده الملك «مينا».
 
وعلى الوجه الثانى من اللوحة، تجد مناظر انتهاء الحرب والملك مينا يسير فى موكب النصر المتجه لمعبد مدينة «بوتو» المقدسة- وهى أول عاصمة لمصر وموقعها الحالى قرب مدينة دسوق، ويطلق على المنطقة اسم تل الفراعين- مرتديا تاج الدلتا الأحمر، وأمام الملك كبير وزرائه يتقدمهم حملة الأعلام. 
 
ومن الأعلام نستنتج أن مصر القديمة كانت أول من شكل حكومة مركزية فى التاريخ، حيث يرجع تاريخ تلك اللوحة وهذا الحدث إلى أكثر من 3100 سنة قبل الميلاد، ونجد على أقصى يمين اللوحة مجموعة من الأسرى مقطوعة رقابهم وموضوعة بين أقدامهم، ونرى أن جميع الأسرى أقدامهم مواجهة لبعضها ما عدا اثنين منهم، وذلك تمييزاً لهما ويعتقد أنهما قائدان من الشمال.
 
وأسفل هذا المشهد تجد صورة لحيوانين خرافيين متشابكى الأعناق ونجد الملك على هيئة «ثور» يدمر أحد حصون الأعداء ويضع أقدامه فوق رؤوس الأعداء، وهو تعبير عن قوة الملك وجيشه.
 
من هذه «اللوحة» الأثرية الأهم، تكتشف أن مصر ومنذ فجر التاريخ لديها جيش قوى، قادر على حماية أراضيه، والتنكيل بأعدائه، وحافظ على استمرار مصر على الخريطة الجغرافية متماسكة وموحدة، وقادر على مواجهة الأزمات، وتخطى العثرات مثلما حدث بعد الأسرة السادسة، التى انهارت فيها مصر، ولكن جاء منتوحتب الثانى من الدولة الوسطى واستطاع توحيد البلاد، وفى الأسرة 18 جاء أحمس ليقود جيش مصر لطرد الهكسوس، ثم تحتمس الثالث الذى حقق معه أعظم انتصارات فى التاريخ وأمنحوتب الثالث، ثم رمسيس الثانى، وفى العصر الإسلامى استطاع الجيش المصرى التصدى للمغول، ودحر الصليبين، وفى العصر الحديث تمكن محمد على من إعادة تشكيل الجيش واستطاع أن يثير القلق فى العالم، ولقن الأتراك دروسا قاسية فى كل المواجهات بينهم، ثم كان الانتصار العظيم فى حرب أكتوبر، ودشن الجيش المصرى فنونا جديدة فى إدارة المعارك وحطم خط بارليف.
 
وحافظ الجيش المصرى على وحدة وتماسك الدولة بعد ثورة 25 يناير، ودافع عن أمن وأمان واستقرار البلاد، ووقف فى وجه المخططات الكارثية التى تمت حياكتها بحرفية شديدة لإسقاط مصر فى بحور الفوضى والتقسيم، ثم خاض معركة ضروسًا من منتخب العالم فى الإرهاب، والذى تقوده جماعة الإخوان الإرهابية، بعد ثورة 30 يونيو 2013.
 
ومازال يقود حربًا ضروسًا لتطهير البلاد من دنس الإرهاب، وتأمين الحدود، واستطاع، مؤخرًا، أن يقتحم جبل الحلال، أحد أهم التحصينات التى تنطلق منها العمليات الإرهابية، وتعد بمثابة خط بارليف آخر، نظرًا لموقعه الجغرافى وتضاريسه الوعرة، فالجبل يقع فى وسط سيناء، ويبلغ طوله 60 كيلو مترا، وعرضه 20 كيلو، وارتفاعه 1000 متر، من هنا اكتسب الجبل شهرته كملاذ آمن وقوى للعناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية.
 
واللافت، أنه وبرغم صعوبة اقتحام هذا الجبل، فإن 9 مجموعات قتالية فقط من أبطال الجيش الثالث الميدانى، استطاعت تطهيره، كـ«الأسود» التى تلتهم «الخرفان» بقسوة وعنف.
 
المجموعات المقاتلة التسعة، تم توزيعها وتكليفها بمهام قتالية محددة، بعد تقسيم الجبل إلى 9 قطاعات، وبدأت كل مجموعة تنفذ عملية الاقتحام ثم التطهير والتمشيط، وكانت كل قوة مكلفة بعملية الاقتحام تذهب ثم ترتكز مع آخر ضوء فى نقطة معينة، وتبدأ منها فى اليوم التالى، وتستمر فى عملية الاقتحام، حتى يتم تطهير المنطقة المنوط بها المجموعة القتالية تطهيرها تماما.
 
وأثبتت عملية اقتحام وتطهير جبل الحلال، أن لدينا أسودا، وأبطالا لا يخشون الموت، ويأكلون «الزلط»، ويدفعون المصريين لزيادة مساحات الثقة الكاملة فى أن لديهم جيشا عظيما.
 
ويكفى أن قائد الجيش الثالث الميدانى اللواء محمد الدش، الذى قاد عمليات تطهير جبل الحلال قال نصا: «مستمرون بكل إصرار فى تطهير سيناء بالكامل، وسنقدم شهداء جددا حتى لو كان قائد الجيش نفسه، علشان مصر تعيش، وأن يكون كل مواطن مصرى رافع راسه لفوق».
هذه هى عقيدة الأبطال، الذين يسطرون أروع البطولات على أرض الفيروز وهم يواجهون منتخب العالم فى الإرهاب، وستظل مصر آمنة مادام لديها جيش جسور، تاريخه ملتصق بوجه صفحات الإنسانية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

shmseldeen

الجيش المصرى بأذن الله خير أجناد الارض

مقال رائع ربط بين الماضى والحاضر يظهر ان الجيش المصرى يضرب بأقدامه عمق التاريخ ليس جيش ابن النهرده اومن المرتزقة لكى تتعلم الحارة القطرية وأعوانها ويعلم الخليج ان مصر هى الحارس الامين على الامة العربية. الله ينور عليك.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة