أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الأزهر و«داعش».. هل الحل فى تكفير التكفير؟!

الثلاثاء، 18 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن توجيه اللوم للأزهر والإمام الأكبر، لأنهم رفضوا إصدار فتوى بتكفير داعش وغيرها من الإرهابيين؟ ولماذا يتصور البعض أن مشكلات الإرهاب سوف تنتهى لمجرد أن تصدر فتاوى بتكفير جماعات التكفير. البعض يأخذ على الأزهر أنه رفض إصدار فتاوى بتكفير داعش، بينما الأزمة الأساسية فى التطرف والإرهاب هو التوسع فى تكفير الآخر المختلف فى الرأى والمذهب، بل والدين، وهناك مسافة بين الفتاوى وبين تحول الفرد إلى قنبلة تنفجر فيمن لا يعرفهم، ويقتنع بأنهم كفار لا يستحقون الحياة.
 
لا يمكن تصور انتهاء الإرهاب بمجرد تكفير داعش، وإلا كان الأمر سهلا، فتوى تنهى القضية، لكننا أمام أفكار تتداخل مع تقاطعات السياسة وصراعات الدول والأجهزة، تقوم على توظيف الأفكار الدينية لتحريك أفراد ليس لديهم أى استعداد للاستماع والتفكير.
 
اتساع نطاق التكفير جاء بمحاولات لدول وأنظمة وأفراد وجماعات انتزاع دور الأزهر ووسطيته، والهجوم على الأزهر من بعض قيادات السلفيين لصالح مذاهب أخرى أكثر تشددا وأوسع تكفيرا، بينما الأزهر يتيح مجالات للتعدد، فضلا عن أنه كان المؤسسة الكبرى فى تبنى التقريب بين المذاهب، بما يقلل من حجم الكراهية والمذهبية.
 
ربما ينتقد البعض وجود بعض الآراء المتشددة أو المخالفة للعقل فى بعض مناهج الأزهر، لكن الحقيقة أيضا أن التكفيريين والإرهابيين لا يعرفون الأزهر، ويستندون فى فتاواهم وآرائهم إلى فتاوى لفقهاء متشددين وصل بهم الانغلاق إلى تحريم الأخذ بكروية الأرض أو أنها تدور حول الشمس، ويجب الاعتراف بأن التطرف والتعصب والكراهية والمذهبية، نتاج لتفاعلات مختلفة يتم فيها توظيف الدين لاختراق وتوجيه العقول لتحقيق أهداف سياسية، والعقيدة هنا وسيلة لحشد وشحن وتوجيه القابلين للانفجار. وهو الخيط الغائب حتى الآن الذى يمكنه تفسير الطريقة التى يتحول بها الفرد إلى قنبلة، وهناك اتفاق على أنها عوامل متداخلة ومعقدة.
 
نحن بحاجة إلى توسيع مجالات الفهم والجدل والحوار، ولسنا بحاجة للمزيد من فتاوى التكفير، ولا المكفراتية. أزمتنا الأساسية أننا أمام عدد وافر ممن عينوا أنفسهم مشايخ أو علماء، لم يدرسوا فى الأزهر، وبنوا أفكارهم وخطبهم ودروسهم على التكفير والتخويف والكراهية والطائفية. ويمتلكون على الناس سلطة أكبر مما يملكه الأزهر، وهو المؤسسة التى كانت هدفا دائما للهجوم بسبب السياسة.
 
ربما كان الأهم، هو البحث عن المصادر التى تشرب منها جماعات التطرف لتتحول إلى آلات قتل وإرهاب للمختلفين معهم فى الدين والمذهب والمكان والرأى. داعش وكل تنظيمات التكفير لا يقرأون كتب الأزهر ولاغيرها. ولن تفرق معهم فتاوى التكفير، ولا استمرار الهجوم على الأزهر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التطرف وتهديد الوحده الوطنيه

وجهة نظر .. بالفعل مهما صرح شيخ الأزهر فلن يغير من الواقع شيئا ..أسباب التطرف كثيره ولكن أهمها الصراع بين السياسه والدين والتكالب علي السلطه.. الأسباب الاخري ترجع الي المناهج المعاديه لكل دين مخالف ..والفتاوي غير المسئوله التي تصدر عن فكر رجعي عنصري استبدادي ..التعليم الذي لا يهش ولا ينش .. الوعي الغير مستنير .. شيوخ الجهل في القري والنجوع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

عين الحقيقة

أصبت هذا تحليل منطقي للأمور وكاد مهاجمي الأزهر أن يهدموا مؤسسة ما أحوج الدولة والعالم لها. لا بد من البحث عن حقيقة الأسباب وراء تلك الأفعال خارج دائرة الأزهر والحفاظ علي المؤسسة العريقة التي اخرجت الملايين في العالم ممن يساهمون في رفعته ونهضته فهل من يربي ويعلمم هؤلاء يربي ويعلم الارهابيين من ذات الأناء، ام امور اخري ينبعي البحث عنها!

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الام

إقحام الدين في السياسه وحب تملك السلطه هو الجديد الذي طغي علي بقية العوامل الاخري الكامنه مثل المناهج والفتاوى والتعليم والوعي ..الخ

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

تحياتى..مقال موضوعى فى ظل آراء متطرفة لا تقل عن آراء داعش فى التكفير فى الإعلام

كيف نحارب التطرف ونحن نهاجم المؤسسة التى ستحارب هذا التطرف ليل ونهار؟؟هل سنحاربه بالسلفيين المتشددين ؟؟ أم سنحاربه فى المتطرفين العلمانيين ؟؟ الأزهر أعرق مؤسسة إسلامية على مر التاريخ على مستوى العالم كله وهو من سيحارب هذا الفكر المتطرف.. كيف تريدون الأزهر أن يكون مؤسسة تكفيرية مثله مثل داعش؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة