عمرو جاد يكتب: هذا ما جرى فى "قنا"..كيف أخرجت المدينة "المعتدلة" هؤلاء المتشددين.."نجع الحجيرى" قرية صغيرة سقطت ضحية لصراع الوسطية والتشدد..وهكذا هزمتنا آلاف الشرائط المجانية العائدة من موسم الحج

الجمعة، 14 أبريل 2017 01:34 م
عمرو جاد يكتب: هذا ما جرى فى "قنا"..كيف أخرجت المدينة "المعتدلة" هؤلاء المتشددين.."نجع الحجيرى" قرية صغيرة سقطت ضحية لصراع الوسطية والتشدد..وهكذا هزمتنا آلاف الشرائط المجانية العائدة من موسم  الحج خلية تفجيرات الكنائس مركزها نجع الحجيرى بقنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمرو جاد

كانت قنا حتى فترة قريبة محكومة بعاملين أساسيين: أخلاق القبيلة، ونسبة التعليم المرتفعة فى بعض القرى والنجوع البعيدة عن المركزية.. قد يبدو للعيان أن هذين العاملين لا يجتمعان وفقا للنظريات الاجتماعية، لكن هذا ما حدث بالفعل..لم تكن قنا تعرف التطرف إلا بعدما بدأت الحملات الممنهجة لتغيير نفوس الذين يعملون بالخارج نحو بلدهم، ولم تسمع يوما عن "الأخونة" إلا بعدما تولى محمد مرسى وعشيرته السلطة..وباستثناء بعض الذين وردت أسماءهم فى موجة الإرهاب التسعينية لم تفقد المحافظة سمعتها كواحدة من المناطق التى تشتهر باعتقادها الوسطى، لكن فى 20 عاما مضت، جرى فى نهر الأفكار مياه كثيرة قليل منها صاف، والبقية أفكار عكرة وعقائد دخيلة.

"نجع الحجيرى" تلك البقعة الصغيرة التى لم يأتِ ذكرها فى الإعلام من قبل، تصلح لأن تكون نموذجًا تدرسه أى حكومة تريد فعلا أن تواجه الأفكار الغريبة التى تتسلل لنفوس أبنائها.. لن أقول لك ما تسمعه دائمًا عن التهميش والبطالة والفقر، وأضرار المركزية، سآخذك حيث تسكن الشياطين، سأحدثك عن الفراغات الصغيرة بين التفاصيل التى تتركها هذه الظواهر فيملؤها من يصل أولا أو من يدفع أكثر، كان "نجع الحجيرى" واحدًا من أهم منارات الوسطية فى مركز "فقط" جنوب مدينة قنا، حين كان أغلب أبنائه من أتباع مسلك صوفى اسمه "الأسرة الدندراوية" والتى أسسها محمد الدندراوى الملقب بالسلطان، لكن من عاصرناه منها كان "الأمير" أبو الفضل بن العباس  الدندراوى، وهى طريقة أو مسلك يلخص منهجه فى جملة واحدة "جمع إنسان محمد".

 

ودون الخوض فى تفاصيل "الأسرة – الطريقة" فإن ما يعنينا هنا أن نذكر مسلكهم الفكرى الذى لم يكن يسبب مشاكل لأحد، لا المتدينين ولا الدولة ولا حتى الطرق الصوفية الأخرى، حيث كان أميرها يقول:"نحن قوم نعلم بالسياسة..لكن لا نعمل بها"  فهى أقرب للنظام الاجتماعى الفلسفى منها إلى منهج كهنوتى للعبادة.. كان "نجع الحجيرى" يفخر بهذا ويمارس الناس حياتهم الطبيعية دون أن يسبب الانتساب للأسرة أو عدم الانتساب أى مشكلة، إلى أن بدأت موجات من الأفكار الخارجية تهب على أطراف القرية، مدعومة بسيل من الكتب والشرائط التى كانت توزع مجانًا على الحجاج أو من يسافر من الشباب  للعمل فى خدمة الحجيج، شرائط دعوية لمجهولين وفتاوى متشددة لمن يسبق اسم الواحد منهم لقب "العلامة" وكتب تحشر أفكارًا متشددة بين نصائح تعليم مناسك الحج، وهنا بدأ الوحش يطل برأسه.

كان الفراغ الذى تتركه الدولة بمؤسساتها المختلفة، وحشًا أعمى يتسع ويتحالف مع كل الطاقات المظلمة: البطالة وتردى مستوى التعليم، والإحباط، والفساد السياسى الذى تمثل فى صمت النظام حينئذ على فساد نواب البرلمان، وحصر المكتسبات التى توفرها لهم الدولة على أنفسهم وأهليهم وقراهم، فشعر الناس فى القرى والنجوع التى ليس منها نوابا فى البرلمان بالتهميش والاضطهاد، وكان الشباب أول من أصابته سهام الضلال ففقد الأمل فى أن يكون للبلد مستقبل، ومرة أخرى بدأ وحش الفراغ يتضخم ويلتهم كل يوم قطعة جديدة من مساحة الرضا والقناعة والمسالمة التى فرضتها الطبيعة المتصوفة على أهل النجع، وبدأ التشدد يكسب أنصارًا جدد، وبدأ الأنصار يفرضون على أنفسهم سياجا من العزلة وصلت قسوته لدرجة أنهم اختاروا لأنفسهم مسجدًا آخر غير المسجد القديم الذى كانت تقام فيه الأذكار المحمدية عقب كل صلاة ضمن الأوراد المعروفة، وهو ما اعتبره الطرف الثانى بدعة لا يجب السكوت عليها أو على الأقل المشاركة فيها.

 

كان هذا الانقسام بداية لمرحلة جديدة من العزلة فرضها كل طرف على الآخر.. حدث كل هذا  والدولة غائبة، سنوات كثيرة تمضى والناس يصنعون أجندتهم الفكرية الخاصة، المتصوفون مسالمون لا يفرضون اعتقادهم على أحد، ويتركون لأبنائهم اختيار ما يرضيهم منها لأن كلها خير للنفوس التى تريد أن ترتقى ضمن مبادئ "جمع إنسان محمد"، لكن الأفكار الجديدة فتية مندفعة، وغريبة مدعومة بالمال والإحباط وخيالات الحور العين، فهل سنظل نتركها حتى تلتهم ما بقى من الاعتدال فى نفوس أبنائنا؟.      










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

د. أكرم شلبي

كلمة حق يجب أن تقال

و الظروف الاقتصادية عامل مهم لتنمية الفكر الإرهابي بمعنى أن المطحون ماديا يكون أكثر استعدادا للانتماء لجماعة متطرفة و عشان نكون صادقين مع أنفسنا النهاردة بنسمع و بتشوف حوادث لا تصدق و ملهاش علاقة بالإرهاب زي الانتحار للظروف الاقتصادية و الأب اللي قتل أولاده عشان ظروفه الاقتصادية.... طيب ازاي ده مش سبب لاستقطاب شباب صغير السن ملقاش ضرورات الحياة و أصبح ضحية لجماعات مجرمة تملك المال و الفكر المتطرف على أساس أنه سينول الشهادة و على اعتبار أنه ميت حي بناء علي ظروفه الاقتصادية و الاجتماعية و الغلاء.... يا ريت الحكومة تعرف أن قراراتها الاقتصادية ليها عواقب وخيمة ممكن تكلف كتير و تقضي على بلد... و الحق لما يقال مش عيب

عدد الردود 0

بواسطة:

العمدة

توصية

يجب مصادرة الاشرطة التي يعود بها الحجاج والمعتمرون....كفاكم اختراقا للأمن القومي...وكذلك اجتثوا الفكر السلفي المدمر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

كان زمان يوجد حاجه اسمها شيخ حاره يقوم بابلاغ الدوله عن اي شخص فهل اتلغي

هل تم الغاء الشخص الذي كان يعلم كل شئ في كل منطقه ويتم تحميله في حاله ظهور اي ارهابي في نظاق عمله نتمني ان نرجع لشيخ الحاره حتي يبلغ عن اي متطرف قبل ان يقوم بأي عمل ارهابي والمفروض ان الوقايه خير من العلاج يعني لو كان هناك تقارير امنيه ترسل عن كل شخص يكون ارهابي ومن يجتمع بهم او تدريباته في الصحراء او اي مكان فشيخ الحاره شغلته القهوه والاحتكاك بالناس ويسمع ويرسل تقارير مش عيب فامن مصر يحتاج تقارير عن اي متطرف وكما رأينا يتدربون في الصغيد علي استخدام السلاح ولا يعلم الامن شيئا عنهم حتي تظهر تفجيراتهم يعني اهل الارهابي في كنيسه المرقسيه اشتروا منزل بثلاثه ملايين جنيه فكيف الامن لايعلم من اين اشتروا المنزل واين ابنهم والاموال كيف وصلت لهم من اوصلها لهم اشياء كثيره يعلم الامن اكثر مما نقول عنها

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال بغدادي

الثلاثي

يا سيدي محافظة قنا وكل محافظات الصعيد تقريبا لا يعشش فيها إلا الثلاثي القاتل ( الفقر - الجهل - المرض ) والدولة المصرية منذ ولاية السادات تقريبا لا تعرف عن الصعيد شيئا فهم لايعرفون سوي القاهرة ومحافظات الوجه البحري أما الصعيد فهو غائب عن فكر ونظر الحكام في مصر وبالتالي لا تنتظروا إلا مزيدا من المتطرفين والعمليات الارهابية من شباب الفقر والجهل والمرض

عدد الردود 0

بواسطة:

حما د ه

ا لي تعليق 4

ا ستا ذ جما ل بغد ا د ي أ و لا : تحيا تي لحضر تك ثا نيا : من قا ل لك أ ن قنا لا يعشش فيها ا لا ا لثلا ثي ا لقا تل ( ا لفقر و ا لجهل و ا لمر ض ) لا يا سيدي قنا بها نسبة تعليم عا ليه فمنها ا لقا ضي و ا لضا بط جيش و شر طه و ا لصيد لي و ا لمحا مي و ا ستا ذ ا لجا معه و مأ مو ر ا لضر ا ئب عا مه و عقا ر يه و مأ مو ر ا لجمر ك و ا لخبير ز ر ا عي و حسا بي و هند سي و ا لمهند س و ا لمحا سب و ا لمعلم و ا لحمد لله معظم أ هلها حا لتهم ا لمعيشيه متو سطه أ ما ا لمر ض فهو مو جو د في محا فظة قنا و في كا فة محا فظا ت مصر يا سيد ي لا تبرّ ر ما حد ث من بعض ا لأ ر ها بيين من قتل و سفك للد ما ء ا لأ سلا م منها بر ئ لا تبرّ ر أ نها نتيجه للفقر و ا لجهل و ا لمر ض فهي تر جع لعد م ا لتر بيه ا لسليمه من قبل لو ا لد ين فلا يمكن لآ سر ه محتر مه أ ن يخر ج منها شخص لا د ين و لا أ خلا ق له يعتنق فكر متطر ف فيه عنف و ا جر ا م و قتل و سفك للد ما ء لأ نا س بر يئه لا ذ نب لها و أ ها لي قنا ا لشر فا ء يتبر ئو ن من هؤ لا ء ا لقتله ا لفجر ه ا لكفر ه لعنة ا لله عليهم ا نشر يا يو م ا لسا بع لو سمحت مع خا لص تحيا تي --

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة