كشف رؤساء وأعضاء الهيئات الإعلامية الصادر بشأنهم قرار جمهورى، اليوم الثلاثاء، من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي باختيارهم ضمن تشكيل المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام و الهيئة الوطنية للصحافة و الهيئة الوطنية للإعلام،عن خطة عملهم خلال الفترة القادمة وتصوراتهم بشأن أوضاع المؤسسات الصحفية القومية والحزبية و الخاصة ومهنة الصحافة، وأكد البعض منهم أنهم سيسعون للارتقاء بمستوى الصحفيين ووضع خريطة لإصلاح الإعلام واستعادته للمعايير المهنية.
مكرم محمد أحمد: الإعلام يحتاج إلى علاج جذرى وجراحات شديدة
ومن جانبه، أكد مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقيب الصحفيين الأسبق، أن حلف اليمين لأعضاء الهيئات الإعلامية الصادر قرار جمهورى اليوم بتشكيلهم سيكون خلال الثلاثة أيام القادمة، مضيفا: "لا أعلم حتى الآن هل سيكون حلف اليمين أمام الرئيس السيسي أم أمام مجلس النواب ونحن فى انتظار الإجراءات".
وأضاف الكاتب الصحفى الكبير، فى أول تصريحات له عقب اختياره لرئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة، لـ ”اليوم السابع”، أن أهم تحد يواجه الهيئات الوطنية الجديدة هو التوافق سواء فى المجلس أو الهيئتين أو النقابة و المجتمع الصحفى بأكمله، حول خريطة لإصلاح وضع الإعلام فى مصر، موضحا أن وضع الإعلام فى مصر يحتاج إلى علاج جذرى وإلى جراحات شديدة.
وتابع مكرم محمد أحمد، قائلا:”علينا بالفعل أن يكون هدفنا الإصلاح، والإصلاح يقتضى فى بعض الأحيان قرارت صعبة، ولابد أن تكون عادلة و موضوعية و علمية لا تؤسس على علاقات ذاتية أو الخصومات الجديدة و لا تؤسس على الثأر و المصالح الخاصة".
وشدد مكرم محمد أحمد أنه سيجتهد بالفعل فى التوافق على خريطة لإصلاح الصحافة سواء الخاصة أو القومية أو الإلكترونية والأدوار المتكاملة التى يمكن أن يلعبها الجميع .
واختتم مكرم محمد أحمد، قائلا:" أتمنى أن يكون الجميع على ثقة لأن الهدف هو الاصلاح وأتمنى أن نتحدث عن السياسات قبل الحديث عن الأشخاص، وما هى أولوياتنا على وجه الدقة" .
كرم جبر: إصلاح الأوضاع المالية للمؤسسات الصحفية القومية أولوية
و قال الكاتب الصحفى، كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، "نستهدف أن يعود الإعلام المصرى والصحافة المصرية لعصرهما الذهبى، وأن تعود الصحافة صاحبة الريادة فى المنطقة العربية، وأن نعلى من شأن الصحفيين".
وأشار جبر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن أبرز التحديات التى تواجه الهيئة هو التعامل مع المشاكل المتراكمة على المؤسسات الصحفية القومية على سنوات طويلة وأهمها الديون والأعباء الإدارية، موضحًا أن تلك المشاكل تحتاج إلى حلول عاجلة للتعامل معها حتى تستطيع مواجهة تحديات المستقبل.
وأوضح جبر، أن من بين التحديات هو الإصلاح المالى والإدارى للمؤسسات الصحفية القومية والتركيز على قضايا الشباب، متابعًا : "الصحفيون فى المؤسسات الصحفية القومية يعانون من مشاكل كثيرة متمثلة فى ضعف الأجور وضيق الأماكن والزحام وعدم تحقيق التطلعات المهنية، وكلها مشاكل فى حاجة لتعاون الهيئة مع المؤسسات القومية لإيجاد حلول عاجلة، لأن الفترة القادمة لا تحتمل تأجيل البحث عن هذه المشاكل".
ونوه جبر إلى أن من بين التحديات هو التعاون مع الهيئات الإعلامية للتوصل لميثاق شرف إعلامى يوثق معالم الممارسة الإعلامية الديمقراطية، وللتعامل مع السلبيات ولإعلاء شأن الصحافة القومية والقضايا القومية التى تخدم الدولة.
وشدد كرم جبر على ضرورة أن يكون هناك تعاون مع كل أطراف المنظومة الإعلامية، مضيفًا "نقابة الصحفيين لها دور مهم فى التدريب والتأهيل والدفاع عن الحرية والتعامل مع مشاكل الصحفيين وفتح جسور تعاون مع المؤسسات الخاصة لأن التحديات التى تواجهنا واحدة".
وتابع حمدى الكنيسى عضو الهيئة الوطنية للإعلام ونقيب الإعلاميين، قائلا:"سنعمل على تخليص الإعلام من أخطائه، واستعادة الإعلام للمعايير المهنية الوطنية، وذلك طبقا لما نص عليه دستور ٢٠١٤ ".
وشدد الكنيسى فى تصريحات لـ" اليوم السابع" ، على أن العلاقة بين نقابة الإعلاميين و المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضرورية و مهمة، مشيرا إلى أن النقابة تتعامل مع الإعلاميين كأفراد، بينما المجلس الأعلى يتعامل مع المؤسسات نفسها .
ضياء رشوان: إذا لم نخرج الصحافة القومية من العناية المركزة فقد فشلنا
وقال ضياء رشوان عضو الهيئة الوطنية للصحافة ونقيب الصحفيين الأسبق إن الصحافة القومية هى قاطرة الصحافة المكتوبة، وهى صاحبة الصناعة، ففيها كل المطابع و شركات التوزيع، وفيها العدد الأكبر من الصحفيين، وبها من العاملين ما يصل إلى 25 ألف شخص، وبالتالى الحفاظ على الصحافة القومية و تطويرها و تحديثها وفقا لدور الهيئة الوارد فى الدستور هو جزء من الأمن القومى المصرى والأمن المجتمعى المصرى، وجزء من تحديث البلد".
وتابع رشوان، قائلا:"الإعلام المرئى يقف وراءه أبناء الصحافة المكتوبة سواء فى الإعداد أو التقديم، وجزء كبير منه من الصحافة القومية، وهى فى وضع شديد الحرج، يكاد يصل إلى غرفة الرعاية المركزة، فإذا لم تستطع الهيئة أن تخرجها ليس فقط من الرعاية المركزة، ولكن تعيدها إلى دورها الرائد داخل مصر وفى العالم العربى فتعتبر الهيئة نفسها فشلت، وهذا الأمر يحتاج إلى مبادرات كبيرة و خطط تفصيلية ودعم هائل فى لحظة الإصلاح الكبرى من الدولة".
واستطرد ضياء رشوان، أن الدور الواقع على الهيئة الوطنية للصحافة هو الانطلاق بالصحافة القومية، مشيرا إلى أن ذلك سينعكس إيجابيا على الصحافة فى مصر، متابعا:"مهمة ثقيلة و لكن مع الإرادة والإمكانيات ستكون ممكنة ".
عبد الله حسن: سنعمل على رفع درجة المهنية والمصداقية
وقال الكاتب الصحفى عبد الله حسن،عضو الهيئة الوطنية للصحافة،ورئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق،إن تشكيل الهيئات الإعلامية مهم لضبط إيقاع الإعلام المصرى،مضيفا أن هناك تحديات عديدة تمر بها مصر و تلقى بظلالها على مجالات عديدة فى مقدمتها الوضع الأمنى و الإعلام.
وطالب حسن فى تصريح لـ " اليوم السابع"، وسائل الإعلام بتوخى الحذر و الدقة و المصداقية و المهنية وأن يضعوا نصب أعينهم صالح الوطن ،متابعا:"هناك أعداء لمصر يحاولون النيل منها و هز صورة مصر أمام العالم على أنها دولة غير مستقرة، ويلعبون دائما بورقة حقوق الإنسان، وهى كلمات حق يراد بها باطل، ونحن نؤكد أن مصر ماضية للأمام، والرئيس السيسى جاء بإرادة شعبية حين انتخبه ملايين الشعب ليتحمل المسئولية فى هذه المرحلة التى تمر بها مصر،و الإعلام عليه دور مهم فى مساندة الدولة لمواجهة هذه المخاطر ووضع حد للشائعات و الأخبار المفبركة و العناصر التى تحاول استغلال شبكات التواصل الاجتماعى و ترويج الشائعات و استخدام شبكات التواصل الاجتماعى للترويج لأفكارها و معتقداتها ".
و شدد على أن الهيئة الوطنية للصحافة ستواجه كل هذه الأساليب بتحرى الدقة فى الأخبار و اكتساب المصداقية، وأن يتكاتف الجميع من أجل مصلحة مصر أولا ،موضحا أنه يتطلع لاستعادة الصحافة المصرية دورها كصحافة رائدة فى المنطقة العربية وخاصة بعد تراجع هذا الدور بسبب الظروف التى شهدتها مصر والمنطقة.
محمد الهوارى: سداد مديونيات الصحف القومية أولوية
وذكر الكاتب الصحفى محمد الهوارى مدير تحرير أخبار اليوم وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن المؤسسات الصحفية القومية تعانى من مشاكل مالية ضخمة وتقادم ماكينات الطباعة بها، مشيرا إلى أن تلك المؤسسات فى حاجة لخطة واضحة لإعادة الهيكلة وسداد المديونيات وخلق أنشطة جديدة تجعلها أكثر قدرة على تحقيق دخل وتكون قادرة على التطوير وتحقيق عائد أفضل.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أصدر القرارات الجمهورية 158 و159 و160 بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وذلك طبقًا لنصوص ومواد القانون ٩٢ لسنة ٢٠١٦ الذى نص على تشكيل المجلس والهيئات المذكورة بناء على ترشيحات مجلس الدولة ومجلس النواب ونقابة الصحفيين والإعلاميين والعاملين بالطباعة والصحافة والإعلام والمجلس الأعلى للجامعات ووزارتى الاتصالات والمالية.
