أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

كيف تعامل الإسلام مع أهل الذمة؟

الخميس، 09 مارس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وهكذا يبدو أن الإسلام هو المنهج الوحيد الذى يسمح بقيام مجتمع عالمى لا عزلة فيه بين المسلمين وأصحاب الديانات الكتابية، ولا حواجز بين أصحاب العقائد المختلفة، التى تظلها راية المجتمع الإسلامى، وهو ما أكده الدكتور عبدالرحمن عميرة الباحث الإسلامى، حيث يرى أن الإسلام أباح زيارة أهل الكتاب وعيادة مرضاهم، وتقديم الهدايا لهم ومبادلتهم البيع والشراء، ونحو ذلك من المعاملات، فمن الثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودى فى دين له عليه، وكان بعض الصحابة إذا ذبح شاها يقول لخادمه: ابدأ بجارنا اليهودى، وهذا موجود الآن فى الدول الإسلامية رغم مذابح الدواعش.
 
ويقول د. عميرة إن أهل الذمة يسكنون فى أمصار المسلمين يبيعون ويشترون، لأن عقد الذمة شرع ليكون وسيلة للمحبة، وتمكينهم من المقام فى أمصار المسلمين أبلغ فى هذا المقصود، وفيه أيضاً منفعة للمسلمين بالبيع والشراء.
 
وعن رد السلام على أهل الكتاب يقول الباحث إنه فرض لعموم الآية فى قوله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا»، «سورة النساء الآية86».
 
وقال النووى: وجوب رد السلام على الكفار، وثبت عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أنه قال: من سلم عليك فرد عليه ولو كان مجوسيا، وقال ابن القيم: واختلفوا فى وجوب الرد عليهم، فالجمهور على وجوبه وهو الصواب، وقال الصنعانى: اتفق العلماء على أنه يرد على أهل الكتاب.
 
والخلاصة وجوب رد السلام، كما بين أهل العلم، وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كتب فى كتابه إلى هرقل: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى»، وقال ابن بطال: وفيه جواز كتابة «بسم الله الرحمن الرحيم» إلى أهل الكتاب، وتقديم اسم الكاتب على المكتوب إليه.
 
ولا شك أن سماحة الإسلام لا تقف عند حد ولا يحصيها العد، لقوله تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا»، «سورة الإسراء الآية 70».
 
وتكريم الإنسان، تكريم من حيث هو إنسان، بغض النظر عن جنسه ولونه، ودينه ولغته ووطنه وقوميته ومركزه الاجتماعى، ومن التكريم أنه جعل الإنسان قيماً على نفسه، متحملاً تبعة اتجاهه وعمله ومعتقده، وهذه هى الصفة الأولى التى بها كان الإنسان إنساناً، حرية الاتجاه وفردية التبعة.. ونواصل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سليمان

مفيش حاجة اسمها ذمة

واحنا مش على ذمة حد !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة