بين نتائج الحملة الفرنسية على مصر، والدروس المستفادة من حرب أكتوبر، وملامح حياة المماليك فى مصر، يقضى مستر محمد العسكرى يومه مع طلبة الثانوية العامة ومادة التاريخ التى يحمل همها جميع طلبة القسم الأدبى، الأمر الذى جعله يفكر فى كسر قوالب الحفظ الرتيبة وتوصيل المعلومة بالبث الحى من خلال تجسيد أبرز الشخصيات التاريخية مثل الزعيم سعد زغلول والرئيس محمد أنور السادات ومحمد على، ليعيش معه الطلبة روح الشخصية وحياة الدرس الذى يشرحه، ولم يتوقف تجسيده للشخصيات تقليدها أو الحديث بنفس الطريقة، ولكنه تجاوز ذلك لارتداء ملابس الشخصية والظهور بنفس الشكل تماما فى الحصص لتوصيل المعلومات بطريقة لا يمكن أن ينساها الطلبة.
مكياج، وملابس تنكرية وإكسسوارات، هى الأدوات التى يستخدمها فى الحصص بجانب الكتب والمذكرات، خبرة 30 عاما قضاها محمد العسكرى فى تدريس مادة التاريخ، يدخل إلى الحصة ناسيًا شخصيته الحقيقة ومستحضرًا روح الشخصية التى يشرحها، حتى يبسط المعلومة على الطلاب، وليواكب معهم حياة الميديا التعليمية التى تنفر من الحفظ وتتجه نحو الصوت والصورة.
ويحكى محمد العسكرى صاحب الـ50عاما حكايته مع مادة التاريخ وما يقدمه للطلاب، لـ«اليوم السابع»، فيقول: «الطالب يرى مادة التاريخ من المواد «الرذلة» لاعتمادها على الحفظ وتتابع الأحداث فقط، لذلك منذ أن تخرجت فى الكلية وأنا أقوم بتجسيد الشخصيات التاريخية حتى يعيش معها الطالب ويفهم المعلومة بشكل بسيط وسريع، وبالفعل وجدت هذه الطريقة تحقق هدفها بنسبة 100%».
وعن أكثر الشخصيات التى يتفاعل معها الطلاب يقول العسكرى: «الرئيس محمد أنور السادات حينما أجسد شخصيته يشعر الطلاب بالبهجة ويتفاعلون مع الدرس بشكل كبير جدًا وأنا شخصيًا أستمتع بها، وذلك للشبه الكبير بينى وبين الزعيم الراحل من حيث طريقة حلاقة الشعر وشكل الشنب والجبهة، ومع الملابس والأداء يجد الطلاب أنفسهم أمام حالة حقيقية، ذلك بالإضافة إلى اعتمادنا على المعلومات المصورة والصوتية الخاصة بكل مرحلة، فمثلًا عندما نشرح حرب أكتوبر نعرض فيلما عن العبور وكلمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك حينما كان قائدًا للقوات الجوية، فى هذه اللحظة يتخطى تفاعل الطلاب مع الدرس ليشعروا بعظمة الحدث وعظمة الجيش المصرى».
وأضاف العسكرى: «شخصية سعد زغلول ترهقنى كثيرًا وتأخذ مجهودا من الماكيير الذى يقوم بعمل المكياج الخاص بها لى»، مشيرًا إلى أنه يتمنى تقديم شخصيات الزعيمين أحمد عرابى وسعد زغلول.
وعن وسيلة حصوله على الملابس الخاصة بالشخصيات، قال: «بستلف من الحبايب»، مؤكدًا أنه يطلب من أولياء الأمور الذين تربطه بهم علاقة وطيدة، ومن المعارف من يملك بذلة قديمة أو طربوشا أو أيا من مستلزمات الشخصية، ثم يعيدها إليهم مرة أخرى بعدما ينتهى من الحصة، وأكد العسكرى أنه يجسد الشخصيات فى الحصص العادية للطلبة الخاصين به فقط، ولا يقوم بذلك فى المراجعات العامة أو النهائية، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم الآن تتجه إلى مسرحة المناهج، خاصة أن هناك بعض المواد ينفر منها الطلاب.
