لا تزال "الرعاية الصحية" قضية رئيسية تثير الجدل فى الولايات المتحدة، لاسيما بعدما قدم الجمهوريون، فى الكونجرس مشروع قانون جديد بديلا لقانون "أوباما" كير، حيث أثارت هذه الخطة معارضة واسعة من قطاعات كبيرة ومن الديمقراطيين وحتى من بعض الجمهوريين.
ولا يقتصر الأمر على المعارضة السياسية فقط، فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" إن الجمعيات الكبيرة الممثلة للأطباء والمستشفيات وشركات التأمين شنت هجمات حادة على خطة الجمهوريين، فى الوقت الذى شكك فيه علانية فيما إذا كان الاقتراح يمكن أن يتجاوز مجلس النواب.
فى حين حذرت الجماعات المتخصصة فى هذا المجلة بأن الاقتراح يمكن أن يجعل الأمريكيين الأكثر ضعفا بحماية أقل من تلك التى يتمعوا بها الآن، فإن قادة الجمهوريين بالكونجرس ساروا فى طريقهم وطرحوا التشريع المقترح أمام لجنتين رئيسيتين من المتوقع أن توافقا على مشروع القانون بنهاية الأسبوع. كما أنهم يعملون مع البيت الأبيض للفوز على المحافظين الذين شكوا من أن الخطة المقدمة تبقى على أجزاء من القانون الحالى أكثر من اللازم.
وهذا النشاط الذى شمل لقاء الأربعاء، بين الرئيس دونالد ترامب وقادة خمس جماعات محافظة متشككة، أدى إلى حالة من عدم اليقين بشان جدوى توقيع الجمهوريين على بديل لأوباما كير.
واعتبرت واشنطن بوست أن الأحداث التى جرت خلال الساعات الماضية أظهرت المأزق غير المريح الذى يواجه رئيس مجلس النواب بول ريان الداعم الرئيسى للخطة، والذى وصفها بأنها تضم قائمة رغبات المحافظين وستحقق وعود الجمهوريين فى حملتهم الانتخابية بتغيير نظام الرعاية الصحية فى البلاد على مدار سنوات.
ترامب يعمل خلف الكواليس
وقال السيناتور سكوت بيرى، عضو تكتل "الحرية" المحافظ فى مجلس النواب إنه يشعر فى الوقت الراهن بالثقة ليقول إنه لا يوجد 218 صوت للتشريع المقترح، مشيرا إلى عدد الأصوات المطلوبة لتمريره.
من ناحية أخرى، قالت واشنطن بوست إن خطة الرعاية الصحية الجديدة أظهرت عمل الرئيس دونالد ترامب خلف الكواليس من أجل التوصل إلى اتفاق.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب وعلى مدار سنوات كان عندما يفتتح أحد مشروعاته، كان يحب المظهر المبهرج ويندفع لإجراء مقابلات تلفزيونية، لكن خطة الجمهوريين للرعاية الصحية ليست بفندق، ومن ثم فإن قدرة ترامب على الترويج تقل.
لكن يظل هناك إلحاحا فى جهوده، وإن كان بشكل أقل من المعتاد منه.
فقد قال وزير الصحة توم برايس، ردا على سؤال عما إذا كان يرى الخطة المقترحة كـ "ترامب كير" على غرار "أوباما كير"، قال إنه سيترك الآخرين يقدمون وصفا لها، وأنه يفضل أن يصفها بالرعاية الصبورة.
وحتى الآن تظل تغريدات ترامب والمؤتمرات الصحفية الغاضبة والخطب القتالية غائبة.
وبدلا من ذلك، يتودد ترامب بهدوء إلى المحافظين القلقين فى اجتماعات خاصة، وأبقى نفسه بعيدا إلى حد ما عن الصورة مع دفاع قادة الحزب الجمهوريين ومسئولى حكومته عن الخطة البديلة.
