سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19فبراير 1934.. بريطانيا تطلب سفر الأمير فاروق إليها للتعلم فى مدارسها خوفا من تأثره بإيطاليا

الأحد، 19 فبراير 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 19فبراير 1934.. بريطانيا تطلب سفر الأمير فاروق إليها للتعلم فى مدارسها خوفا من تأثره بإيطاليا الامير فاروق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجه رئيس الوزراء المصرى عبدالفتاح يحيى باشا إلى مقر السفارة البريطانية بالقاهرة لزيارة «مايلز لامبسون» المندوب السامى البريطانى من عام 1934 إلى 1946 «حمل فيما بعد اسم اللورد كيلرن».
 
كانت الزيارة يوم 19 فبراير «مثل هذا اليوم» 1934، وكانت بمناسبة قدوم «لامبسون» إلى القاهرة لاستلام مهام عمله الجديد، سفيرا لبريطانيا ومندوبا ساميا لها باعتبار أنها تحتل مصر منذ عام 1882.
 
كانت هناك قضية مهمة فرضت نفسها على لقاء «لامبسون» و«يحيى باشا»، وهى مستقبل ولى العهد الأمير فاروق من الناحية التعليمية، وطبقا لكتاب «الدبابات حول القصر» بقلم: كمال عبدالرؤوف «كتاب اليوم- أخبار اليوم- القاهرة»، يذكر لامبسون فى مذكراته: «انتهزت الفرصة وأبلغت عبدالفتاح يحيى باشا أن ملك بريطانيا طلب أن يسافر ولى العهد الأمير فاروق إلى بريطانيا ليكمل تعليمه هناك، وكان رئيس الوزراء المصرى متفهما ومتعاونا، ولكنه أبلغنى أن الصعوبة الوحيدة أمام هذا الاقتراح أن الملك فؤاد قضى أيام شبابه فى إيطاليا، وتعلم هناك اللغة الإيطالية وأنه يقاسى من عقدة أنه لم يتعلم اللغة التركية فى وقت مبكر، وأن الملك فؤاد مصمم ألا يقع ابنه فاروق فى نفس الخطأ، ولهذا فهو مهتم جدا بتعليمه اللغة التركية منذ الآن».
 
قال رئيس الوزراء للسفير البريطانى، إن الأمير فاروق إذا سافر إلى إنجلترا فلن يستطيع أن يتقن اللغة التركية كما يريد الملك، فرد «لامبسون» بأن هذا الأمر يمكن تسويته، وأن الأمير فاروق إذا سافر ليدرس فى كلية «ايتون» فإنه يمكن إحضار مدرس يعطيه حصصا إضافية هناك فى اللغة التركية». يوضح «لامبسون» ما حدث بعد ذلك وطبقا لـ«عبدالرؤوف» فإنه قال: «بعد ذلك أفهمنى رئيس الوزراء أن الملك فؤاد وافق على سفر ابنه فاروق إلى إنجلترا، ولكنه يفكر فى أن يؤجل الرحلة حتى يبلغ الأمير 16 عاما، وقد عارضت هذه الفكرة بشدة، وطلبت أن يسافر الأمير فى أسرع وقت، وقال لى عبدالفتاح يحيى باشا إنه أقنع الملك فؤاد أن الأمير يجب أن يسافر كشاب عادى وألا تذهب معه حاشية ملكية حتى لا يفسد هناك، ووافق الملك فؤاد على هذا الرأى».
 
تؤكد هذه المقابلة أن بريطانيا كانت تهتم بمسألة تعليم فاروق وتربيته كوسيلة إعداد للمستقبل بما يضمن عدم خروجه من تحت سيطرتها، وحسب محمد عودة فى كتابه «فاروق- بداية ونهاية» «دار الهلال- القاهرة»: «أصبحت إحدى مهام المندوب السامى البريطانى الرئيسية فى مصر أن يتابع نمو ولى العهد الأمير فاروق، ويتلقى تقارير مسز تايلور «مربيته الإنجليزية داخل القصر الملكى» بانتظام ويحولها إلى لندن»، وعن دور هذه المربية فى حياة فاروق، يذكر «أحمد بهاء الدين» فى كتابه «فاروق ملكا» «روز اليوسف- القاهرة»: «وضعته فى عزلة تامة وحرمته من اللعب مع أطفال فى مثل سنه ما عدا أخواته، وأيد فؤاد «والده» هذا السلوك، وشجعه بتشديد الرقابة عليه، ولم يسمح بأن يكون له أصدقاء من أولاد الأمراء والباشوات، بل أحاطه بطائفة من الأتباع، فشب دون أن يعرف صداقات الند للند ومجاملة الذين يخدمون أنفسهم، وعليه اعتاد أن يجالس الخدم الذين يتسابقون إلى إرضائه بأى ثمن»، وتذكر الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر» «مكتبة مدبولى- القاهرة»: «انحصرت حياة فاروق داخل القصر فى هذه الدائرة الضيقة حتى وصل إلى الخامسة عشرة من عمره، لا يرى الآخرين سوى من فرض عليه أن يلتقى بهم، وطغت عليه شخصية المرأة، وتمثلت أحيانا فى مربيته الإنجليزية «تايلور»».
 
فتحت بريطانيا عينيها على أن الملك فؤاد متأثر بإيطاليا على اعتبار أنه تعلم فيها، واحتمالات أن ينعكس ذلك على «فاروق»، وتذكر «لطيفة سالم»: «منذ البداية حاولت بريطانيا أن تقصى أى اتجاه لفؤاد فيما يختص بإضفاء الأسلوب الإيطالى على تعليم فاروق»، وذلل السفير البريطانى أى عقبات تقف أمام ذلك، ومنها أن فاروق كان يبلغ من العمر 14 عاما فقط «مواليد 1920»، والتحاقه بأكاديمية «وولوتش» الحربية شرطه أن يكون عمره 18 عاما، فاقترح لامبسون أن يسافر فاروق ليتلقى بعض المعلومات عن العادات والطرق البريطانية، ويختلط بالبريطانيين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة