"الجولان".. أرض المعركة المقبلة بين تل أبيب و"حزب الله".. اقتراب الجيش السورى ومقاتلى الحزب اللبنانى من الهضبة يثير مخاوف إسرائيل.. وحكومة نتنياهو تساوم: إعادة الإعمار مقابل السيادة على الأرض

السبت، 18 فبراير 2017 11:07 ص
"الجولان".. أرض المعركة المقبلة بين تل أبيب و"حزب الله".. اقتراب الجيش السورى ومقاتلى الحزب اللبنانى من الهضبة يثير مخاوف إسرائيل.. وحكومة نتنياهو تساوم: إعادة الإعمار مقابل السيادة على الأرض مواجهة إيران وحزب الله لإسرائيل
آمال رسلان – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم ولن تُمحى من ذاكرة إسرائيل تلك الحرب التى خاضتها مع حزب الله اللبنانى فى العام 2006 ومنيت فيها بخسارة سياسية وعسكرية أمام رمز المقاومة فى لبنان ـ آنذاك حزب الله ـ  تلك الذكرى السوداء عادت تراود القادة الإسرائيليين مجددا خوفا من الخوض فى حرب جديدة ستكون أقوى بعد أن عزز الحزب سلاح مقاومته على مدار السنوات الماضية، ولكن هذه المرة ستكون هضبة الجولان السورية مسرحا بديلا عن الجنوب اللبنانى.

 

وعلى مدار الأعوام الستة الماضية لم تتحدث تل أبيب عن مخاطر سلاح حزب الله وشعرت أنه كتب نهايته بعد أن تورط فى وحل الحرب السورية ولن يخرج منها أبدا، وكانت تراقب الخسائر التى منى بها الحزب وحليفة الرئيس السورى بشار الأسد عن كثب، كاتمه فرحتها فى عدوها اللدود، الذى يقف لها كشوكة على أبواب لبنان، قبل أن ينقلب المشهد فجأة، وينتصر الجيش السورى فى حلب وإلى جانبه مقاتلى حزب الله ومن خلفهم إيران.

 

ومنحت معركة حلب قوة لهذا المحور وجعلتهم قادرين على فرض واقع جديد على التسويات السياسية، وانطلق الجيش السورى إلى مناطق أكثر لتحريرها من أيدى الإرهابيين والمسلحين، ومع هذا التحرك بدأ الخوف يدب فى قلب تل أبيب وهى تشاهد الرئيس الأسد يستعيد مناطق محاذية لمرتفعات الجولان.

 

وعند تلك الهضبة لم تتمالك حكومة بنيامين نتنياهو نفسها أمام السيناريو الذى تخشاه، وهو ما بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى التلميح له على مدار الأسبوع الماضى، حيث أكد محلل الشئون العسكرية عاموس هارئيل إنّ إسرائيل تراقب بحذر استعادة الجيش السورى السيطرة على المنطقة المحاذية لمنطقة الجولان السورى المحتلّ، والعمل على إعادة آلاف اللاجئين بعد أن فرّوا منه، فيما يخاف الإسرائيليون من أن ينضم مقاتلو حزب الله إلى هذه الخطوة أيضا ويسيطروا بعد لبنان على جبهة إضافية مقابل المستوطنات الشمالية.

إعادة سوريين لمنطقة القنيطرة يرعب تل أبيب

تل أبيب تخشى خطوة دمشق ببدء إعادة مواطنين سوريين إلى منطقة القنيطرة، والتى قد تعبد الطريق أمام انتشار حزب الله فى هذه المنطقة، خاصة أن الأسد تحدث عن أنه سيستمر بطرد المسلحين أيضًا من المنطقة الواقعة جنوب القنيطرة"، والمحللون الإسرائيليون يرون أن المسلحين فى هذه الجبهة لا يملكون قدرة على الصمود لفترة طويلة، وبحسب هاآرتس فإنه لا يمكن لإسرائيل ولا أى دولة منع الجيش السورى من استئناف تقدّمه فى تلك المناطق القريبة من الجولان.

 

حالة من الاستغراب سادت الأوساط الإسرائيلية بعد أن تحولت مرتفعات الجولان لأولويّة أساسية بالنسبة للرئيس السوري، وهو ما جعلهم يشعرون أن حزب الله أصبح قاب قوسين أو أدنى منها، ما يؤكد الحديث الذى كان يردده الأمين العام للحزب حسن نصر الله بأن حربه فى سوريا فى إطار مقاومة اسرائيل ودفاعا عن لبنان، وهذا يكشف رغبته لنقل المعركة مع تل أبيب من جنوب لبنان إلى الجولان السورية.

 

هذه الفرضية تأكدت الأسبوع الماضى عندما بدأت إسرائيل فى عمليات جس النبض حول إمكانية أن تكون تلك الجبهة مصدر لاشتعال الحرب المقبلة والتى أصبحت تتوقع قربها أكثر من أى وقت مضى، حيث أقدم الجيش الإسرائيلى الأربعاء الماضى على قصف موقعاً للجيش السورى فى هضبة الجولان رداً على سقوط قذيفة دبابة فى الشطر الذى تحتله تل أبيب من الهضبة السورية، وتأكيدا أنها لن تصمت على أى انتهاك.

إسرائيل تستعد للمعركة الفاصلة وترسم السيناريوهات

وبدأت اسرائيل الاستعداد للمعركة الفاصلة على أكثر من مستوى، الأول عسكرى، حيث رسمت عدة سيناريوهات لمواجهة جولات قتالية عنيفة شمالا وجنوبا، ونشرت القيادة العامة للجيش الإسرائيلى، تقريرا مؤخرا، جاء تحت عنوان "الحرب فى جبهة الشمال والجنوب وكيفية استعداد الجيش الإسرائيلى وإجلاء 78 ألف نسمة وقت المعركة."

 

وبحسب التقرير الذى رفع عنه السرية ونشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلى يواصل استعداداته لجولة قتالية عنيفة قادمة، ورفع من مستوى هذه الاستعدادات بما يتلاءم مع إدراكه لتطور القدرات العسكرية لحزب الله، ويقوم الجيش الإسرائيلى بتغير تدريجيا، فى السنوات الأخيرة، من توجهه لحزب الله، وذلك نتيجة إدراكه للتطورات التى حصلت فى قدرات حزب الله، والتقدم فى خططه العملياتية.

 

 

لى المستوى السياسى تحاول إسرائيل ايجاد حل لسد جبهة الجولان قبل أن تشتعل، حيث أعد وزير البناء والإسكان الإسرائيلى، يوآب جلانط، خطة بعيدة المدى، هدفها صد التهديد الإيرانى الذى ينشأ على الحدود الشمالية لإسرائيل، أطلع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عليها والتى تركز على منع إقامة ما أسماه "محور شر إيرانى – سورى – لبنانى"

 

وقال الوزير الإسرائيلى، إن الهدف من تلك الخطة هو منع هيمنة شيعية فى دمشق، وفرض مصاعب أمام إنشاء ممر برى بين إيران وحزب الله، عبر سوريا، والعمل من أجل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان كجزء من اتفاق مستقبلى مع سوريا، وحسب تقديره، فإن تطبيق هذه الخطة تصب أيضا فى مصلحة الولايات المتحدة، وروسيا، وأوروبا والعالم السنى المعتدل، والتى يفترض أن تكون جزء لا يتجزأ من تنفيذ المخطط، واشترط جلانط ربط التمويل الدولى لترميم سوريا باعتراف سورى بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، مقترحا على إدارة ترامب أن تربط الاستثمار المالى بقيام روسيا بصد التدخل الايرانى فى سوريا.

ترامب أمل إسرائيل فى معركة الحزب الشيعى

ويبدو أن المواجهة بين تل أبيب وحزب الله ستشهد تصاعدا فى الفترة المقبلة، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية تعول بشكل كبير على الإدارة الأمريكية، والتى بدأت بالفعل فى الضغط على الرئيس الجديد دونالد ترامب لشيطنة الحزب الشيعى وضرورة معاقبته ومحاصرته اقتصاديا قبل أن  يتحول للعبث بأمن إسرائيل، ومع أن الكرة فى ملعب الإدارة الأمريكية الجديدة التى بدأت عهدها بعداء لإيران إلا أن استمرار حزب الله فى تقدمه على الساحة السورية سيظل يفرض واقعا جديدا للمعادلة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة