أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

فى العراق جوع

الجمعة، 17 فبراير 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى قصيدته الشهيرة «أنشودة المطر»، يقول الشاعر العراقى الكبير بدر شاكر السياب «وكلَّ عام- حين يعشب الثرى- نجوعْ/ ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ» ومن وقتها تحول هذا البيت من الشعر إلى أيقونة معبرة عن حال العراق المظلوم دائما، الذى أصبح الضحية الأشهر فى عالمنا العربى.
 
قال المرصد العراقى لحقوق الإنسان، إن نحو 25 طفلا توفوا جوعا الشهر الماضى، فى مناطق غرب الموصل، وطالب بتقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ الأطفال من كارثة إنسانية، وذكر المرصد أن «الجوع يضرب الساحل الأيمن من مدينة الموصل، حيث يوجد 140 ألف طفل، بعد نفاد الطعام وغياب تام للحليب مع شح المياه الصالحة للشرب»، الأطفال الموتى فى مناطق الساحل الأيمن من مدينة الموصل، تتراوح أعمارهم بين شهر وثلاث سنوات بسبب انعدام الحليب والمواد الغذائية، وتؤكد المعلومات التى حصل عليها المرصد العراقى لحقوق الإنسان أن النساء فى الساحل الأيمن من مدينة الموصل لا يستطعن إرضاع أطفالهن، فهن لم يجدن ما يأكلن ليوفرن الحليب للأطفال.
 
وطالب المرصد العراقى لحقوق الإنسان الحكومة العراقية والمنظمات الدولية «بفتح ممرات جوية لإلقاء الحليب والمواد الغذائية لأطفال الساحل الأيمن من مدينة الموصل، وإيقاف تفاقم حالات الوفاة بسبب الجوع هناك، وعدم السماح لتنظيم الدولة الإسلامية بإنجاح خطته فى حصار المدنيين».
ودعا المرصد الحكومة المحلية فى محافظة نينوى إلى الضغط أكثر على الحكومة الاتحادية فى بغداد والأمم المتحدة لإيجاد حل لما يحدث من كارثة إنسانية فى الساحل الأيمن من مدينة الموصل، تضرب الجميع خاصة الأطفال.
 
صورة قاتمة لم يكن أى إنسان عاقل أو مجنون فى ثمانينيات القرن الماضى يتخيل أن سوء الإدارة العراقية وهمجية بوش وجنوده وغفلة العرب تصل لهذا الحد، ونصبح غارقين فى الإحساس بالضياع وعاجزين عن المساعدة والوقوف بجانب الأشقاء.
 
العراق بتاريخه الطويل وقف بجانب الجميع، كثير من فقراء قرى مصر ونجوعها أصبحوا مستورين وميسورى الحال لأنهم سافروا إلى المدن العراقية يعملون ويكدحون، ويجنون ثمن ذلك ويرسلونه لأبنائهم، وبعضهم سقط فى هوى البصرة وعاش هناك، قال «أكلنا من خيرها ولن نتركها فى محنتها».
 
«يا دى العراق العريق/ صحى العرب م النوم/ يا طاعم المحرومين/ ازاى تبات محروم» كان عبد الرحمن الأبنودى فى قصيدته الشهيرة «بغداد» التى كتبها قبيل الغزو الأمركى السافر للعراق سنة 2003، يعرف تماما أن الحرمان والجوع سوف يطاردان أطفال العراق، الذين نهب المحتل وبعض أبنائها كل خيراتها، وتركوا الوطن مقسما وتركوا الفقراء لا يجدون قوت يومهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة