رشا الجندى

حتى لا تهان المشاعر

الجمعة، 17 فبراير 2017 02:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن أول لمسة للمشاعر مثل أول طفل ، أول سفرية ، أول سكن، أول وظيفة ، أول حفيد وأول أى شيء إيجابى جميل لم تتذوق حلاوته من قبل .. ولكن ليس من الضرورى أن يكون هذا أحلاهم ، ولكنه بالطبع له مذاقه المنفرد .. ولذا فإن علم النفس لا يطلق أول حب على أول تجربة تحركت فيها مشاعرنا ولكن يطلقها على أصدق تجربة .. وبالتالى فأصدق تجربة( أول حب) لا تعرف قيود ولا التزامات لا بأعمارنا العقلية ولا الزمنية ولا النفسية .. فمن الممكن ان تخوض آلاف التجارب ولكن تأتيك تجربة الحب الاول رقم (الف وواحد) .. وعندما تجد من يحبك بصدق فكن أصدق منه ولا تستهن بمشاعره .. فكم من نفوس تألقت وبفقدان الحب تدهورت  .
 
ما سبق كان مقدمة لا يمكن الاستغناء عنها للتمهيد لما يلى :
إن كتمان المشاعر ضعف. ولذا لا تمنعوا انفسكم ولا أبناءكم من التعبير عن المشاعر ، فلا يعيبنا التعبير عنها ولكن قد يكون العيب فى الطريق الذى ستوجهنا إليه هذه المشاعر. 
 
الحب شفاء ان لم يكن متبادلاً تحول لداء ، فلنجبر أنفسنا على التراجع عن المشاعر التى ليست متبادلة من الطرف الآخر ..
طرق التعبير عن المشاعر تختلف من إنسان لآخر .. فأحدنا يجيد لغة الكتابة ويستقبل المشاعر من الآخر بها.. والبعض يجيد لغة اللمس ويستقبل مشاعر الآخر بها أيضا .. ويوجد من يجيد لغة الأفعال .. ومن يجيد لغة الكلام ... الخ .
 
ان لمس المشاعر لا يعرف مواصفات،، فعلم النفس غالباً ما تصاحبه ابتسامة عريضة ويعلو رنين ضحكته على من يقول ( انا فتاة أحلامى لازم تكون طويلة او بيضاء ...إلخ او انا فارس أحلامى لازم يكون شبه عمرو دياب او بيشتغل ظابط .. الخ او انا خلاص بقا عندى كام سنه دلوقتى هو بعد ما شاب ! او انا مين هيبص لى وانا معايا عيال ! ....الخ ).. فالمشاعر لا تلتزم بمواصفات ولا يمكن وضع خريطة لها .. إن دقة القلب لا تعرف أبواب،، فقد تجد أجمل الجميلات يدق قلبها لشخص ضعيف الوسامة.. وقد تتفاجأ بالقلب يدق لجنسية غير جنسيتك او ديانة غير ديانتك او لمواصفات لم تراود أحلامك من قبل .. لذا فالعين تتمنى كما تشاء والعقل يفكر كما يشاء والظروف تتغير كما أرادت، ولكن المشاعر لا تلتزم بقوانين توجهها، فلقد خلقها الله حرة طليقة غير مستعدة للوقوف فى إشارات المرور ..
 
اذن وما الحل ؟ هل علينا كأنفس بشرية الانسياق وراء مشاعرنا ؟ ام إجبارها على الالتزام بالقوانين ؟
علم النفس لا يريد أن يضعف لك الرؤيا، ولكنه يريد أن تحيا بصحة نفسية جيدة ولذا يقول : ان من اجمل وأروع واقوى الأدوية لصحتك النفسية هو (الحب) فان وجدت من يحبك (بصدق) ووجدت مشاعرك تحركت تجاهه فلا تتردد لحظة فى ان تكون اصدق منه ولكن  !
 
ولكن ! ولكن ! إن أردت عدم تدمير صحتك النفسية والإخلال بها فيما بعد والحفاظ على هذا الحب، فعليك بإعطاء الفرصة لعقلك فى التدخل من البداية .. لكى تستطيع اختيار الطريق الصحيح الذى يستمر فيه هذا الحب وينمو يوم بعد يوم  .. حتى لا تهان هذه المشاعر فتصبح غير قادرة على الاستيقاظ فيما بعد .
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة