ماجدة عمارة تكتب: تمجيد المرأة فى رواية عمار على حسن "بيت السنارى"

الإثنين، 13 فبراير 2017 06:00 ص
ماجدة عمارة تكتب: تمجيد المرأة فى رواية عمار على حسن "بيت السنارى" الدكتور عمار على حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يجد قارئ رواية " بيت السنارى " للأديب والمفكر الدكتور " عمار على حسن " نفسه أمام تساؤل عن بطلها،  ليستقر فى ذهنه بعد الانتهاء منها أن "بيت السنارى" ليس هو البطل هنا، كما أن إبراهيم السنارى،  صاحب البيت ورجله الأول، ليس هو البطل كذلك، وإنما البطولة هنا " نسائية ".

 لقد اختار الكاتب أن يضع " زينة" محظية السنارى، أو بالأخرى امرأته، فى بؤرة اهتمام القارئ لتدور أحداث الرواية معها وحولها،  فتصبح هى العنصر الفاعل والمحرك لمجرياتها. زينة امرأة صارخة الجمال، جارية تباع وتشترى، لكنها لدى السنارى هى سيدة بيته وقلبه، وعلى غير المعهود مما نعرفه عن أولئك الجوارى الجميلات، فإننا هنا نجد زينة تبادل سيدها حبا بحب، بل وعشقا بعشق، فيبدو لنا شغفها برجلها الوقود الذى يدفعها لدفع كافة مجريات واقعها الذى تعيشه.

وكأن زينة هنا هى " إيزيس " الأسطورة المصرية القديمة، لكن إيزيس كانت تجوب مصر باحثة عن أشلاء حبيبها المقتول لتلملها، فتسلم حكم مصر لابنهما حورس، أما زينة فتلملم واقع حبيبها الحى ليعود ويحكما مصر سويا مثلما يحدثها خيالها الجامح خلف رجلها، الذى تكشف لنا قصتها معه عن خبايا الحب وأسراره.

 فعلى غير المعتاد من قصص الحب المتعارف عليها، والتى دأبت على الاحتفاظ بالحب كسر لم يفض مكنونه بعد، فإننا نجد الأديب هنا يكشف لنا عن سر التركيبة، وعنصر الجذب الذى عشق فيما بين السنارى وزينة، حيث وجد هو لديها فرحة طفولته التى لم يذقها قط، ووجدت هى لديه الأمان والإشباع والاكتفاء، كانت له بهجة الحياة التى لم يعش غير مرها وخداعها وكان لها حصن حنان الأبوة الذى لم تحتم به يوما من قبله.

وحين يتطرق الكاتب إلى إيراد وصف تفصيلى للعلاقة الحميمة فيما بينهما، فإنه يرتكز فى وصفه على محورى: مفارقة الفرح والبكاء الطفولى،  واشباع الأمان وكفايته،  فيكشف هنا، ببساطة ووضوح،  عن طرفى معادلة الحب والجنس فيما بين الرجل والمرأة. وتمضى أحداث الرواية بين الحب والحكم، لكن الحكم يتوارى قليلا فى الخلفية،  ليقف بيت السنارى رمزا شاهدا عليه،  معبرا عن أنانية وطمع من يسكنه فى حكم مصر،  ويقف كذلك شاهدا على قصة الحب التى ولدت فيه.

وعلى رجاء وأمل أن يكون بيت السنارى ملاذا للحب وحصنا أمينا عليه، وليس مطمعا للسلطة والحكم،  فلا يزال فى بيت السنارى الكثير والكثير من الحكايا والأسرار التى لم يبح بها بعد، علاوة على خبيئة السنارى داخل البيت، والتى وعد حسن الجعيدى، الشاب المصرى ابن البلد العاشق الثائر، أن يعيدها إلى المصريين بعد أن اغتصبها السنارى منهم، تلك الخبيئة التى بقيت قابعة فى مكانها تنتظر المزيد من الشخصيات والوقائع التى تحدث حولها، لتكشف عن حقيقة وجودها

من أجل ذلك،  فإننا نتمنى أن نرى لهذه الرواية أجزاء أخرى،  فمسار الأحداث،  ومكنون الشخصيات،  لايزال يحمل لنا المزيد ليحدثنا به ونتمنى أيضا أن نرى " بيت السنارى " كعمل فنى على الشاشة،  لأنه إضافة إلى الثراء الدرامى لشخصياته،  والتلاحق الممتع لأحداثه،  فإن الرواية نفسها، كعمل أدبى،  تحمل العديد من الصور والمشاهد التى يمكنها أن تحقق المتعة البصرية للمشاهد .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة