خرجت المشاكل الداخلية للتنظيم الدولى للجماعة،عن المألوف للمرة الأولى، بعد مطالبة عدد كبير من الأعضاء بالكشف عن الموازنة السرية للتنظيم للإخوان، والتى تعتبر سرا داخليا لا يتم الإفصاح عنه حتى لكثير من القيادات البارزة، إذ يتولى أمر هذا الملف حاليا إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، فى حين لا يسمح بدخول المكتب الذى يحوى تفاصيل الصندوق الأسود لموازنة الجماعة أى شخص آخر.
وكشفت مصادر، لــ"اليوم السابع"، أن عدد كبير من أعضاء الإخوان طالبوا خلال الأيام القليلة الماضية بضرورة الكشف عن إيرادات ونفقات الجماعة، بعدما تم الكشف عن فضائح مالية واختلاسات بملايين الدولار، حيث يدفع كل عضو من الجماعة نسبة شهرية من دخله تقدر بـ7% يتم جمعها من 88 دولة حول العالم، فى حين لا تكشف الجماعة عن نفقاتها أو استثماراتها بشكل واضح للأعضاء.
وأضافت المصادر، أن هذه المطالبات زادت فى الفترة الأخيرة خاصة بعدما أوقفت الجماعة الدعم المالى الذى تقدمه لعدد كبير من الأسر،وكذا الدعم المالى المقدم لفقراء الأعضاء المنتمين للإخوان بالصعيد منذ 4 أشهر تقريبا، فى حين تم إيقاف هذا الدعم لعدد من أسر مساجين الإخوان وضحاياها.
وأوضحت المصادر، أن الإخوان تقدم دعم مالى شهرى لحوالى 15 ألف أسرة تابعين لها، بجانب نفقاتها على الاستثمارات الخاصة بها حول العالم، وكذلك قنواتها الفضائية، ولكن رغم استمرار جمع الاشتراكات شهريا من أعضائها إلا أن كثيرًا من مشروعات الإخوان وجهات إنفاقها تم وقفها مؤخرًا، مما أثار حفيظة كثير من الأعضاء ليطالبوا بالكشف عن الموازنة السرية للجماعة.
وأكدت المصادر، على أن هناك صراعا فى الحصول على اشتراكات أموال الخليج بين مكتب إخوان لندن، وإخوان مصر، بعدما قطع التنظيم الدولى لجماعة الإخوان إمداد قيادات إخوان مصر بالأموال لصرفها على أسر قيادات الإخوان المحبوسين.
من جانبه كشف أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، عن مقدار الاشتراكات التى يتحصل عليها التنظيم الدولى للإخوان، وفقا لدراسة عكف عليها، لافتًا إلى أن التنظيم الدولى أسس فى منتصف السبعينيات ما يعرف بصناديق التمويلات الاسلامية - وتحديدًا بعد صعود سعر البترول بعد حرب 1973 - مستغلاً النقلة الاقتصادية لدول الخليج وتحولها لدول بترولية بعد الحرب.
وأضاف الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أنه وفقًا لآخر إحصائيات كشف عنها تقرير الأمن القومى الأمريكى الصادرة عن شهر أغسطس 2015 - والذى أوضح أن التنظيم الدولى يجمع سنويًا من 500 مليون دولار من ما يسمى بالمكاتب العربية، وهم إخوان الخليج ويأتى فى مقدمتهم الحركة الدستورية الإصلاحية فى الكويت، وتأتى فى المرتبة الثانية إخوان أوربا وأمريكا يساهمون سنويًا 300 مليون دولار، ومقدمتهم إخوان لندن وميونخ، وسويسرا وبلچيكا، وإسبانيا - والباقى من باقية الدول العربية.
وأوضح عطا، أن هذا المبلغ يتم استثماره فى مشروعات تكرير البترول - واستثمارات عقارية من خلال مساهمات فى شركات عالمية مع جميع دول العالم تتقدمهم إيران وبريطانيا، موضحًا أن هذه الصناديق تم فتح حساب لها فى بنوك جنوب أفريقيا وإسبانيا - ويعلم تفاصيل حركة الأموال لهذه الصناديق ثلاثة وهم دكتور محمود عزت، إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى، والملياردير يوسف ندا.
وأشار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن آخر إحصائيات لتقرير الأمن القومى الأمريكى، وهو التقرير الذى تناول أنشطة الحركات الإسلامية فى العالم بان حجم الاستثمارات للتنظيم الدولى داخل هذه الصناديق قد وصل فى نهاية 2015 - مبلغ 33 مليار دولار، النسبة الأكبر فى هذه المتحصلات لإخوان الكويت وهى الحركة الدستورية الإصلاحية وهم مليارديرات الكويت.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن هناك صراع بين أجنحة النزاع الإخوانية حول الحصول على اشتراكات العضوية للإخوان فى الخارج، موضحًا أن قيمة الاشتراكات العضوية تصل لمليارات الدولارات على مستوى العالم، والتى تصب جميعها إلى مكتب إخوان لندن.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن مكتب الإرشاد المؤقت الذى دشنه شباب الإخوان داخل مصر يريد تحول كافة الاشراكات العضوية لإخوان الخليج إليه، بعد أن منع التنظيم الدولى للإخوان وصول الأموال إلى إخوان مصر لصرفها على أسر قيادات الجماعة وضحايا الإخوان، لإجرائهم انتخابات داخلية جديدة.
وأشار القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن الجماعة تستخدم أساليب حديثة فى إرسال الأموال واشتراكات العضوية عبر حسابات بنكية غير معروفة، وبعضها يتم بشكل رسمى عبر وسطاء.
