أصبحت فلسطين على "جمرة من النار"، أو قنبلة نووية -إن جاز التعبير- قد تنفجر فى وجه العالم، والتى بدأت شرارتها صباح اليوم فى مظاهرات بعدة قطاعات فلسطينية، رفضًا لاعتزام الولايات المتحدة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فساعات قليلة وسيوجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره الأخير فى هذه القضية، والعالم العربى يحبس أنفاسه تجاه هذه اللحظة، وفى الوقت نفسه "تنفخ إسرائيل فى النار" بوضع العلم الإسرائيلى بمحيط الأماكن المقدسة، فى خطوة استفزازية هزت مشاعر الفلسطينيين، ليظهر نتنياهو فى خطابة اليوم متجاهلاً جميع ما يجرى على الساحة الفلسطينية، وبركان الغضب الفلسطينى الذى ينتظره حال صدور قرار أمريكى بنقل السفارة.. ليبقى السؤال الآن هل سيقوم ترامب بنقل السفارة أم لا؟.. هل سيستجيب الرئيس الأمريكى لقادة العالم العربى والعالمى أم لا، أم الوعد الانتخابى الذى قطعة على نفسه لليهود سيتكلم على حساب السلام فى الشرق الأوسط.
إسرائيل تستفز الفلسطينيين بأعلام إسرائيلية على الأماكن المقدسة.. وفلسطينيون يردون بمظاهرات عارمة
فى خطوة استفزازية، رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلى أعلامها، بمحيط الأماكن الإسلامية المقدسة، ورفرفت الأعلام الإسرائيلية بشكل مستفز لمشاعر الفلسطينيين بمحيط مسجد قبة الصخرة، واندلعت مظاهرات عارمة فى عدة مدن فلسطينية، احتجاجًا على المشروع الأمريكى لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو ما أسماه المتظاهرون مشروع تهويد القدس العربية، وقام المتظاهرون بحرق صورة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووضعوها تحت أقدامهم، تعبيرًا عن رفضهم القاطع للمشروع، حاملين لافتات تحمل عبارات "لا.. لتهويد القدس"، ودعت قوى سياسية فلسطينية، فى بيانات منفصلة وتيارات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعى إلى الانتفاضة الشعبية والتظاهر أيام الأربعاء والخميس والجمعة، باعتبارها أيام غضب على قرار ترامب "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس".
إعلام دولة الاحتلال الإسرائيلى ترفرف بمحيط قبة الصخرة
قبة الصخرة والجدار الغربي في البلدة القديمة في القدس
العلم الإسرائيلى بمحيط قبة الصخرة
متظاهر يقف بقدمية على علم إسرائيل
متظاهرون يحرقون علم إسرائيل
الاحتلال الإسرائيلى يدفع بتعزيزات للضفة الغربية تحسبًا لمواجهات نصرة للقدس
وردًا على التظاهرات، أوصت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلى مختلف الوحدات العسكرية المتواجدة ضمن التدريبات بأن تكون على أهبة الاستعداد لنقلها بأى لحظة إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك تحسبًا من اندلاع مواجهات خلال فعاليات يوم الغضب رفضًا لقرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس.
ووفق موقع الـ48 الإسرائيلى فإن هذه التوصيات اتخذت فى ختام المناقشات التى أجرتها هيئة الأركان العامة للجيش والتى استمرت حتى منتصف ليل أمس، وأكدت قيادة الأركان الإسرائيلية أنها ستتصدى لأى مواجهات قد تندلع عقب التصريحات والدعوات الصادرة عن الفصائل الفلسطينية لتصعيد النضال والحراك من خلال فعاليات الغضب والمظاهرات، وحسب القناة الإسرائيلية الثانية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلى بحثت الخيارات الممكنة التى قد تشهدها الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فى أعقاب هذا قرار.
قوات الاحتلال الإسرائيلى
نتنياهو يتجاهل الحديث عن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس
وفى موقف يدعو للحيرة، امتنع نتنياهو فى خطاب ألقاه فى مؤتمر بالقدس، عن ذكر قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المزمع إعلانه حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء إجراءات نقل سفارة بلاده إليها، ولم يتطرق إلى خطة ترامب التى أثارت غضبًا فلسطينيًا واستياء عالميًا، بل ركز فى مؤتمر الدبلوماسية الذى تنظمه صحيفة "جيروزاليم بوست" على أمن إسرائيل والروابط الاقتصادية التى تجمعها بدول العالم، وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تقيم علاقات تقريبًا مع "كل الدول" التى لا تعترف بها رسميًا نظرًا لاحتياج هذه الدول المتزايد لخبرات إسرائيل الاقتصادية والأمنية.
وزير: اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون مهما لنا
واستمرارًا لاستفزازات الجانب الإسرائيلى، قال وزير الأمن العام الإسرائيلى جلعاد إردان إن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لبلاده سيكون مهمًا بالنسبة لإسرائيل حتى إذا أرجأت واشنطن نقل سفارتها إلى المدينة، وأضاف للصحفيين فى بروكسل: "هذا الإعلان مهم للغاية بالنسبة لنا لكننا لا نراه إلا انعكاسًا لما يحدث على أرض الواقع ولا يغير قواعد اللعبة"، وتابع: "لا نعتقد أنه مبرر لموجة جديدة من العنف ولن نخشى هذا".
