"نصباية اسمها معهد لاسلكى".. الطلبة والخريجون: أوهمونا أنها معتمدة واكتشفنا أنها عديمة القيمة.. الحكومة تحذر منها منذ 2015.. و"اليوم السابع" يتصل بأحدها ويستمع للخداع: "نستقبل الطلبة ونؤجل التجنيد ومعتمدون"

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 01:30 ص
"نصباية اسمها معهد لاسلكى".. الطلبة والخريجون: أوهمونا أنها معتمدة واكتشفنا أنها عديمة القيمة.. الحكومة تحذر منها منذ 2015.. و"اليوم السابع" يتصل بأحدها ويستمع للخداع: "نستقبل الطلبة ونؤجل التجنيد ومعتمدون" طلاب بأحد معاهد اللاسلكى - أرشيفية
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا بد أنك صادفت من قبل إعلانا عن "معهد لاسلكى" هذه المعاهد التى تنتشر طولا وعرضا، بصيغة شبه ثابتة تقريبا، بأنها معتمدة من وزارة التعليم العالى، وتمنح تأجيلا من التجنيد، آخرون مثلك صادفوا هذا الإعلان أيضا، لكنهم لم يعبروه مثل آخرين متجاهلين إياه، بل قرروا الالتحاق به، وبعد استكمال دراستهم كانت هناك مفاجآت غير سارة بانتظارهم.

 

فى البداية تحدثنا مع محمد ناير من محافظة المنوفية، وهو طالب بالفرقة الثانية بأحد معاهد "اللاسلكى" فى محافظة الجيزة بمنطقة "البدرشين"، قائلا: دخلنا المعهد على أساس أنه يعطى مؤهلا فوق متوسط، تحت مسمى ضباط اللاسلكى وهو ما جذبنا إليه، ومع الوقت تعرفنا على زملاء سبقونا بالتخرج، واكتشفنا معاناتهم، فقد تمت معاملتهم معاملة المؤهل المتوسط وليس فوق متوسط، وأن الشهادة غير معتمدة وغير معترف بها".

ويستكمل ناير فى تصريح لـ"اليوم السابع": "سألنا عن طريقة اعتماد هذه الشهادة فقيل لنا إن هناك دورة تسمى دورة تعديل مسار، قيمتها 6 آلاف جنيه بأحد الأكاديميات الخاصة وهى المعترف بها، ولكننا حين ذهبنا قيل لنا إننا يجب أن يكون لنا خبرة عبارة عن سنتين تحت مسمى "البحرى"، وهو أقل مرتبة موجودة على السفينة البحرية، ومهمته خدمة الآخرين الموجودين على المركب، هذا أمر صعب خاصة أننا درسنا سنتين".

 

بحثنا عن اسم المركز الذى يدرس فيه ناير فاكتشفنا مفاجأة كبرى، فقد جاء اسم هذا المعهد فى نشرة أصدرتها وزارة التعليم العالى عام 2015 وجددتها فى عام 2017، تحذر من 20 كيانا وهميا يستنزف الطلاب وأموالهم وهى كيانات غير حقيقية.

 

لا يختلف الأمر كثيرا عند محمد أشرف، والذى يحمل مؤهل "دبلوم صنايع" من محافظة المنوفية، ويقول أشرف إنه صادف إعلانا على الإنترنت عن أحد معاهد اللاسلكى، وحين ذهب للاستفسار عنه قالوا إن التخرج من هذا المعهد يعطيه فرصة للعمل فى المطارات والموانئ وهو ما شجعه على الالتحاق بالمعهد، ولكن فيما بعد عرف أن العمل بهذه الشهادة صعب جدا بل يكاد يكون مستحيلا، فلا يوجد فى مصر أى عمل لخريجى معهد اللاسلكى.

 

ويقول محمد لـ"اليوم السابع" إن الكارنيه الخاص بالمعهد مكتوب فيه معتمد من وزارتى التربية والتعليم والاتصالات، ويؤكد أنه سمع عن بعض الأشخاص من خريجى المعهد والذين يعملون فى موانئ السويس أو دمياط وهم من اختارهم القائم على تدريس مادة "اللاسلكى" ورشحهم، لكنه فى نهاية مكالمته أبدى تشككا ليقول: "أنا دلوقتى مش عارف هو معترف بيه ولا لأ، ومش عارف بعد ما هتخرج هلاقى شغل ولا مش هلاقى".

حمادة عتمان سبق أشرف وناير فى مواجهة هذه التساؤلات، فهو خريج سنة 2006 من أحد معاهد اللاسلكى ويحمل اسم "م.ب"، يقول حمادة: هناك دفعات يتم تخريجها كل عام منذ عام 2000 لتخرج إلى الواقع المر بأنه لا عمل بهذه الشهادة ولا اعتراف بها فى أى مكان فى الدولة، بل والأخطر أننا نعامل فى التجنيد معاملة "المؤهل المتوسط"، وإذا صدق أحدهم أن المعهد يقوم بتأجيل التجنيد فسيجد نفسه فى النهاية أمام اعتباره متهربا من التجنيد.

 

واستكمل حمادة عتمان لـ"اليوم السابع": "كل ما قيل لنا كان كذب، وكل ما سمعناه عن منحنا شهادة معتمدة، وباسبور بحرى كل هذا كلام موجود على اللافتات فقط، كنت ضحية خدعة كبيرة، اليوم حين يسألنى أحدهم عن دراستى وأقول له معهد لاسلكى يضحك".

 

سألنا حمادة عتمان، الخريج القديم، عما قيل عن شهادة "تغيير المسار" فقال: "إن هذه الشهادة تشترط خبرة عاملين فى العمل فى المجال البحرى بشكل واضح وتفصيلى، من أين نأتى بهذه الخبرة عامين إذا كنا أصلا غير معترف بنا، هذا أمر يكاد يكون مستحيلا".

 

وفى النهاية قال حمادة: "أقول لكل طالب ماتدخلش أى معهد من دول، كل اللى على اليافطة اللى بتشوفه كذب وأونطة، هتضيع عمرك وحياتك ببلاش".

 

المركز الذى تخرج فيه "حمادة" جاء فى التحذيرات التى أطلقتها أيضا وزارة التعليم العالى وحذرت منها، لكنه رغم ذلك فما زال يعمل، وهناك عشرات الإعلانات عنه على مواقع التواصل الاجتماعى، من خلال تلك الإعلانات حصلنا على رقم الهاتف الخاص بالمعهد، فأجابت علينا موظفة استقبال.

 

سألنا الموظفة عن دراسة "اللاسلكى"، فقالت تبدأ فى شهر سبتمبر من كل عام، ويمكن لأى شخص حاصل على ثانوية عامة أو دبلوم فنى حتى ولو قديم الالتحاق بالمعهد للدراسة، الموظفة أكدت لنا مزايا الالتحاق بالمعهد من وظيفة سهلة ذات راتب كبير يبدأ من 5 آلاف جنيه، وأكدت لنا أيضا أن المعهد يقوم بتأجيل التجنيد للطلاب حتى سن 28 عاما، أما مصاريف الدراسة فى هذا المعهد فليست باهظة فقط 1850 جنيها كل عام.

مشكلة هؤلاء ما زالت عرضا مستمرا، فقصة حمادة الذى تخرج منذ 11 عاما وما زال يبحث عن عمل بشهادته، لم تجد أبدا طريقها لتحذير آخرين مثل محمد ناير ومحمد أشرف، الذين وقعوا فى الفخ ذاته.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة