عفو إنسانى عن الرئيس البيروفى الأسبق بعد إدانته بالفساد

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 10:27 ص
عفو إنسانى عن الرئيس البيروفى الأسبق بعد إدانته بالفساد البرتو فوجيمورى
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدر رئيس البيرو بيدرو بابلو كوتشينسكى، أمس الأحد، عفوا "إنسانيا" عن رئيس الدولة الأسبق البرتو فوجيمورى الذى يمضى حكما بالسجن 25 عاما بعد إدانته بالفساد وجرائم ضد الإنسانية، ونقل إلى المستشفى السبت.

وحكم البرتو فوجيمورى (79 عاما) الذى يتحدر من أصل يابانى، البيرو من 1990 إلى 2000.

وفى 2009، حكم عليه بالسجن 25 عاما بتهم فساد وإرتكاب جرائم ضد الإنسانية لوقوفه وراء اغتيال 25 شخصا بأيدى سرية الموت خلال الحرب ضد حركة الدرب المضىء اليسارية المتطرفة الماوية.

وقالت الرئاسة فى بيان أن رئيس الجمهورية "قرر منح العفو الإنسانى للسيد البرتو فوجيمورى وسبعة آخرين فى أوضاع مماثلة". وأوضحت أن العفو الرئاسى منح تلبية لطلب قدمه الرئيس الأسبق فى 11 ديسمبر.

وكان رجل البيرو السابق خضع قبل أسبوع لفحوص طبية فى السجن الذى يمضى عقوبته فيه منذ 2007. وقال بيان الرئاسة "ثبت أن فوجيمورى يعانى من مرض خطير مستعص وظروف السجن تشكل خطرا على حياته وصحته وسلامته" الجسدية.

وقد نقل السبت من السجن إلى أحد مستشفيات ليما بسبب ارتفاع فى ضغط الدم وعدم انتظام فى ضربات القلب، كما صرح طبيبه اليخاندرو اغويناغا. وقال "أعتقد أنه تاثر بكل ما حدث هذا الأسبوع".

تتحدث شائعات عن عفو بمناسبة عيد الميلاد وفى أعقاب مفاوضات بين الحكومة وأقرباء فوجيمورى، منذ تصويت مؤيد للرئيس كوتشينسكى.

فالرئيس البيروفى الذى ينتمى الى يمين الوسط، كان مهددا باجراء لعزله فى البرلمان. وقد نجح الخميس فى الاحتفاظ بالسلطة، لكن سبب هذا الانتصار هو فى الواقع انقسام معسكر فوجيمورى الذى ما زال يتمتع بنفوذ كبير فى البلاد.

وخلال التصويت خرج النائب كينكى فوجيمورى الأبن الاصغر للرئيس الأسبق، عن موقف تياره وأمتنع عن التصويت ما سمح لكوتشينسكى بتجنب إتهامه واطلق التكهنات بشأن العفو، وخلال نقل البرتو فوجيمورى الى المستشفى، رافقه إبنه الأصغر.

وكينكى فوجيمورى الذى يتنافس على الإرث السياسى لوالده مع شقيقته كيكو، كان أول من علق على العفو، معبرا فى تغريدة على تويتر عن شكر العائلة للرئيس على هذه "المبادرة النبيلة".

من جهتها، كتبت كيكو فوجيمورى زعيمة "القوة الشعبية" أكبر حزب معارض "انه يوم عظيم لعائلتى ولتيار فوجيمورى، اصبح والدى حرا أخيرا. سيكون عيد ميلاد للأمل والفرح"، وتمثل كيكو الجناح المعتدل من تيار فوجيمورى. وقد أكدت باستمرار براءة والدها وطالبت بالغاء المحاكمة بسبب مخالفات فيها.

أما كينكى (37 عاما) الذى يمثل الجناح المتشدد والمحافظ، فلا يخفى طموحه الرئاسى بعدما أخفقت شقيقته مرتين فى الانتخابات.

فقد هزمت فى 2016 فى مواجهة كوتشينسكي، وفى 2011 ضد اويانتا أومالا الموقوف قيد التحقيق حاليا بتهمة الحصول على رشى بقيمة ثلاثة ملايين دولار من المجموعة البرازيلية العملاقة للإنشاءات أوديبريشت خلال الحملة الانتخابية".

ودانت عائلات الضحايا ال25 الذين قتلوا فى عهد فوجيمورى العفو الرئاسي. كما انتقدت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان القرار بينما نزل شبان الى الشوارع فى ليما واشتبكوا مع الشرطة التى منعتهم من الوصول الى قصر الحكومة.

وكتب خوسيه ميغيل فيفانكو مدير المكتب التنفيذى لمنظمة هيومن رايتس ووتش، على تويتر "أشعر بالاسف لصدور عفو إنسانى عن فوجيمورى". وأضاف "بدلا من إعادة التأكيد فى دولة قانون أنه لا معاملة خاصة لأحد، جاءت فكرة الافراج عنه فى إطار مفاوضات سياسية سوقية مقابل الابقاء على بيدرو بابلو كوتشينسكى فى السلطة إلى الأبد".

والبرتو فوجيمورى الذى نجح فى القضاء على متمردى اليسار المتطرف خلال فترة حكمة من 1990 إلى 2000، ولد فى 28 يوليو 1938 يوم العيد الوطنى للبيرو، لمهاجرين يابانيين ودرس الهندسة الزراعية ثم قام بتدريس الرياضيات.

وفى 1990، انتخب فوجيمورى الذى يحمل الجنسية اليابانية أيضا، رئيسا بفضل دعم اليسار، وفى 1995 اعيد انتخابه لولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات من الدورة الاولى وب64% من الأصوات. وبعد عام واحد أى فى 1996 وافق فيها البرلمان على "تفسير" للدستور يسمح له بالترشح للرئاسة من جديد.

فى العام 2000 اعلن فوزه فى الانتخابات الرئاسية لكن البرلمان إقاله فى نوفمبر بعد أدلة على تورطه فى الفساد.

فر فوجيمورى إلى اليابان وأرسل استقالته بالفاكس من فندق فى طوكيو، وأمضت ليما سنوات تحاول إقناع طوكيو بتسليمه، وبعد معركة قضائية طويلة قامت تشيلى التى توجه إليها فى 2005 بتسليمه إلى البيرو فى سبتمبر 2007.

فى 2009، حكم على فوجيمورى بالسجن 25 عاما لأنه أصدر أوامر بمجزرتين نفذتهما "سرايا الموت" فى 1991 و1992 وقتل فيهما 25 شخصا بينهم طفل فى إطار مكافحة منظمة "الدرب المضىء".

وفى يناير 2015 حكم عليه مجددا بالسجن ثمانية أعوام بتهمة إختلاس أموال عامة فى عقوبة رمزية لأن القانون البيروفى يفرض إنزال أقصى عقوبة، كما حكم عليه بدفع مليون دولار إلى الدولة.

خضع فوجيمورى المصاب بالسرطان فى السنوات الأخيرة لعدد من العمليات الجراحية، وهو مسجون فى مركز للشرطة بالقرب من ليما ونقل مرات عدة إلى المستشفى.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة