فى ذكرى رحيله.. "سنجور" الشاعر المناضل الذى أصبح رئيسا للسنغال

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 09:00 م
فى ذكرى رحيله.. "سنجور" الشاعر المناضل الذى أصبح رئيسا للسنغال سنجور
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الإفريقى له لون الليل الجميل ولكن الإفريقى بعقله وقلبه، إنسان"، هكذا يقول الشاعر السنغالى الراحل سنجور، حسبما أوضحت الكاتبة نعمات أحمد فؤاد، فى كتابها "موسوعة من عيون الكتب فى تراجم شرقية وغربية".

وتمر اليوم ذكرى رحيل "ليوبولد سيدار سنجور" السادسة عشرة، إذ رحل فى 20 ديسمبر عام 2001.

وسنجور هو أديب وشاعر إفريقى مشهور ويعتبره الكثيرون أحد أهم المفكرين الأفارقة فى القرن العشرين، كما أنه تولى منصب رئيس السنغال فى الفترة من 1960-1980، وترك المنصب بكامل إرادته بعد ذلك..

ولد سنجور فى 9 أكتوبر 1906 فى مدينة ساحلية صغيرة، وحوالى مئة كيلومتر جنوب داكار، لأب يعمل بقالا، داخل إقليم اشتهر بزراعة الفول السودانى، درس بالمدارس الفرنسية فى باريس ونال هناك حق المواطنة الفرنسية، وخدم فى الجيش الفرنسى.

يعتبر سنجور أول رواد تيار الزنوجة ومن أوائل من روجوا لمصطلح الزنوجة فى الأدب الإفريقى، بعدما استخدمها الشاعر الهندى أيمى سيزار عام 1939، وكان ذلك يعبر  عن "صرخة الأفارقة الذين يتحدثون اللغة الفرنسية وهم ضد الموروثات والأفكار التى لحقت بالزنوج عبر تاريخ طويل من عدم الاحترام والتقدير"، وكان الهدف عند رواد هذا التيار إعادة التقدير والاعتزاز بكل ما هو أسود ورفض كل رؤى الاستعمار الذى قلل من دور وقيمة الإنسان الإفريقى ومساهماته الحضارية.

وبحسب مقالة نشرت للكاتب الصحفى محمود مناع، أكد أن سنجور رأى تفوق العنصر الأسود فى بعض الجوانب، وانتقد تجارة الرقيق والعنصرية السوداء، وفى نفس الوقت أشاد بالاستعمار وتأثيراته الثقافية ودوره فى تقدم الشعوب السوداء، وظهر ذلك جليا فى قوله بأن تقدم السنغال لن يتم إلا من خلال القومية الافريقية والزنوجة، لكنه أصر على أن السبيل لذلك من خلال الأدوات والتأثيرات الاستعمارية الإفريقية، ويقصد فرنسا التى كانت دائما تعنى الصداقة ورؤى التقدم فى أفكاره.

بدأ سنجور حياته فى الثقافة ثم مر بالسياسة ولكنه يظل متصلا بروحه مع عشقه الأول والأخير  الشعر والأدب.

صدر لسنجور 8 دواوين شعرية هى "فالدواوين الثمانية التى نشرها انقسمت بين 44 قبل توليه الرئاسة فى السنغال و4 بعدها وهى: أغانى الظل 1945، القرابين السوداء 1948 أغنيات إلى نابيت 1949، حبشيات 1956، الدياجير 1962، مرثيات الرياح الخفيفة 1969 رسالة من فصل شتوى 1973، مرثيات جليلة 1979".

وحصل على عدة تكريمات دولية أهمهما جائزة نوبل للسلام عام 1968، جائزة جواهر لال نهرو 1982، قلادة ترتيب إيزابيلا الكاثوليكية (197، وسام الصليب الأكبر من وسام جوقة الشرف، الصليب الأكبر من وسام الاستحقاق الوطني، قائد الفنون والآداب".

كان سنجور أحد مؤيدى الفيدرالية الأفريقية المستقلة حديثا،أصبح أول سنجور رئيس جمهورية السنغال، وانتخب فى سبتمبر 1960، وهو مؤلف النشيد الوطنى السنغالى (الاسد الأحمر).

وضرب سنجور مثالا لوفاء الشاعر حين أعلن تخليه عن السلطة إبقاء لمصلحة وطنه، فقدم استقالته من رئاسة الجمهورية وسلمها لرئيس وزرائه عبدو ضيوف،  وأكمل بقية حياته بصحبة زوجته فى فرنسا حتى توفى عام2001 عن عمر يناهز الـ95 عام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة